ناقل الحركة اليدوي آخر ضحايا طفرة التكنولوجيا

تجاوزت شركات السيارات مرحلة التفكير في ابتكار مركبات تكون وظيفتها الأولى التنقل مع إضفاء بعض الميزات التقنية، لتخوض سباقا في ما بينها على توظيف التكنولوجيا وتطوير أسلوب الحياة العصري في الطرز المستقبلية وجعلها وسيلة تنقل ذكية تركّز على الراحة والأمان والأداء وخفض التوتر، وهو ما طال ناقل الحركة اليدوي هذه المرة.
برلين – يقف المطورون على خطوط الهجوم الأولى في المعركة الطويلة لمصنعي السيارات من أجل تغيير تفاصيل الجيل القادم من المركبات بالاعتماد أكثر على ما توفره التكنولوجيا من مزايا ليصل الأمر إلى فكرة الاستغناء عن ناقل الحركة اليدوي.
وفي العادة تحتاج جميع المحركات في السيارات إلى ناقل حركة، سواء كانت محركات احتراق داخلي أو محركات كهربائية أو كليْهما كما في الموديلات الهجينة.
وإن لم يتم تغيير السرعة فإن عدد اللفات لمحرك الاحتراق سيرتبط بسرعة السيارة، وبالتالي عند الرغبة في تنويع عدد اللفات خلال السرعة المحددة ستحتاج السيارة إلى جهاز نقل الحركة. لكن الاتجاهات الحالية ترى أنه ليس من الضروري الاستعانة بهذه الطريقة في المستقبل.
وشهدت السنوات الأخيرة طفرة متسارعة في عدد أجهزة نقل الحركة الأوتوماتيكية، كما أن السيارات الصديقة للبيئة بدأت تقتحم الطرقات، وكلا الأمرين جعل من عصا نقل الحركة تجهيزة زائدة عن الحاجة.
وحاليا يكافح عدد صغير من الناجين المعرضين للخطر جراء غزو التقنيات الحديثة في قطاع بات على محك التنافس بشكل غير مسبوق للإبقاء على هذه الأداة المهمة في أي مركبة مهما كانت. لكن يبدو أن لمجموعة فولكسفاغن الألمانية ككثير من الشركات المنافسة، مثل جاغوار في طراز آي – بيس وتويوتا مع طراز سوبرا، رأيا آخر.
فبعض طرز فولكسفاغن الجديدة التي سيتم طرحها بعد عام 2023 ستفتقر إلى ناقل الحركة اليدوي، على الرغم من أن هذا سيؤثر بشكل أساسي على المركبات في السوق الأوروبية، كما أن هذا التغيير سيؤثر على النماذج المباعة في الولايات المتحدة والصين بحلول العام 2030.
الجيل القادم من طرازي باسات وتيغوان لن يحتوي بداية من 2024 على ناقل حركة يدوي وسيتم الاستغناء عنه نهائيا بحلول 2030
وستتوقف الشركة الألمانية عن إنتاج موديلات تعمل بناقل الحركة اليدوي في الجيل القادم من الطرازين باسات وتيغوان، بينما سيستمر في موديلات أخرى ولاسيما في الطرز المدمجة والسيارات الصغيرة حتى نهاية العقد على الأقل، في الوقت الذي تعتزم فيه فولكسفاغن قصر إنتاج السيارات الكهربائية على الناقل الأوتوماتيكي فقط.
ولم يكن ظهور عصا نقل الحركة مقتصرا على وظيفة تدخل السائق لتغيير السرعة فقط، بل كان مرتبطا أساسا بعامل الراحة النفسية أثناء عملية القيادة على الطرقات وخاصة في المسافات القصيرة.
ويرى مديرو التصميمات في معظم الشركات أن هذا الظهور لم يكن بسبب الضرورة الوظيفية فقط، إنما يعد كذلك أمرا هاما لنفسية قائد السيارة حيث أن الإمساك بمقبض التروس يمنح الشعور بالسيطرة على السيارة أو على الأقل السيطرة على المحرك. وتبرر فولكسفاغن اختيار هذا المسار بتزايد أعداد الزبائن الذين يرغبون في الراحة التي توفرها تقنية ناقل الحركة الأوتوماتيكي.
وترتبط هذه الأداة في العادة بصندوق التروس من الأسفل وتكون بين المقعدين الأماميين أو خلف المقود مباشرة وبها مقاسات وأحجام مختلفة حسب نوع وموديل السيارة. والهدف الأساسي من استخدام العصا هو تغيير السرعات بشكل يعطي عزما أكبر للسيارة في حالة الرغبة في زيادة السرعة أو خفضها.
وثمة ثلاثة أنواع لهذه الأداة، إذ يعتبر ناقل الحركة اليدوي من أقدمها، فهو ناقل الحركة التقليدي الذي يعتمد على خبرة السائق في تغيير حركة العصا في الكونسول الوسطي لتعطي العزم المناسب للسيارة خلال القيادة. أما النوع الثاني فهو ناقل الحركة الأوتوماتيكي، وإذا تم إلقاء الضوء على السيارات التي تعمل بهذه التقنية حاليا فسيتبين أنها كانت في الغالب تعمل بناقل الحركة اليدوي.
وفي هذه المركبات لا توجد عصا لنقل الحركة أو دواسة الدربياج وإنما فقط يوجد ناقل حركة لتحديد حركة السيارة، سواء كانت إلى الأمام أو إلى الخلف أو بهدف ركن السيارة. ويعتبر ناقل الحركة استيب ترونيك الأكثر تطورا فهو يجمع بين مميزات ناقل الحركة الأوتوماتيكي وناقل الحركة اليدوي.