موسي للغنوشي: لن يستقر حال البرلمان حتى سحب الثقة منك

تونس – شهد البرلمان التونسي نقاشا محتدما جديدا بين رئيسه راشد الغنوشي ورئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسي التي وصفت كلمته خلال افتتاح جلسة الثلاثاء، والتي جاءت في شكل رد على تصريحات سابقة لموسي، بأنها “سياسية” وهو ما يعد تجاوزا للنظام الداخلي للبرلمان.

وقالت موسي خلال جلسة الثلاثاء المخصصة لمناقشة مشروع قانون يتعلق بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني، إن “الجلسة العامة تفتتح بتقديم جدول أعمالها ولا تفتتح بكلمة سياسية لرئيس البرلمان”.

وأكدت أن كلمة الغنوشي “تتضمن مواقف سياسية لم يتداول فيها النواب ولا تمثل الكتل البرلمانية”، وأن “كل ما جاء في الكلمة على لسان الغنوشي في الجزء السياسي منها لا يلزمهم ولا يلزم الجلسة العامة بل يلزمه هو فقط”.

كما شددت موسي على أن “الصفحة الجديدة للبرلمان لن تبدأ إلا بسحب الثقة من رئيس البرلمان”، في رد على قول الغنوشي إن البرلمان يفتح صفحة جديدة.

وقالت “لن تنطلق صورة وصفحة جديدة مضيئة في تاريخ البرلمان إلا بعد سحب الثقة منكم (حركة النهضة)”.

وقال الغنوشي في كلمته إن البرلمان والنواب يتعرضون لـ”حملة شعواء من قبل من يضادون الثورة والديمقراطية في تونس بلغت ذروتها بالدعوة لتغيير النظام وحل البرلمان”. وتابع “التونسيون تمسّكوا بالثورة ومؤسسات الجمهورية بينها البرلمان، رغم اهتزاز ثقتهم فيها”.

وتنادي أوساط سياسية في تونس بحل البرلمان وتغيير النظام السياسي، من خلال تغيير الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة، إذ تعتبر النظام السياسي الحالي الذي تقتسم فيه الصلاحيات بين الرئاسات الثلاث (رئاسات الجمهورية والحكومة والبرلمان) سببا في الأزمات السياسية المتواترة التي تعيشها تونس منذ العام 2011 والتي ألقت بثقلها على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتعطل معالجة القضايا الوطنية والملفات الحارقة.

وأعرب الغنوشي عن استيائه من تعرض “المجلس لشتى النعوت في محاولات طائشة لتوتير العلاقات بين السلطات العمومية وسائر رموزها”، في إشارة إلى تصريحات سابقة لموسي كشفت فيها أن نوابا من حركة النهضة يتنقلون ليلا لزيارة إرهابيين مساجين بتسهيل من المدير العام للسجون مقابل امتيازات هامة.

وفي محاولة من قيادات النهضة لكسب مؤيدين إلى جانبهم في معركتهم ضد عبير موسي، قال سمير ديلو القيادي البارز في الحركة الثلاثاء إن رئيسة الحزب الدستوري الحر “تتهم وزارة العدل بالفساد”.

فيما أعلن عماد الخميري الناطق باسم حركة النهضة، أن حزبه سيقاضي رئيسة كتلة الدستوري الحرّ بتهمة “الادعاء الباطل”.

وقال في مؤتمر صحافي لكتلة حركة النهضة بالبرلمان، إن “كتلة النهضة تدين هذا الكذب والبهتان والزور الذي ادّعته موسي بالقول إن نوّابا لحركة النهضة يتنقلون ليلا لزيارة الإرهابيين بسجن المرناقية وبرج العامري بتسهيل من المدير العام للسجون مقابل امتيازات هامة”.

وكانت البرلمانية السابقة فاطمة المسدي قد قالت، في تصريح سابق لـ»العرب»، إن “حركة النهضة تتحمل مسؤولية التجاوزات التي حصلت في جهاز القضاء ووزارة العدل عموما”.

وصرحت بأن نورالدين البحيري، الذي يرأس الآن كتلة حركة النهضة في البرلمان وكان وزيرا للعدل في 2013، قام بالتلاعب بالترقيات خلال قيادته للوزارة.