موسكو وبرلين تتبادلان الاتهامات بشأن تقييد عمل وسائل الإعلام

السلطات الروسية تهدد باتخاذ تدابير مضادة صارمة حيال وسائل الإعلام الألمانية.
الخميس 2021/03/18
مزاعم روسية بفرض قيود على محطة آر.تي" الحكومية

برلين – انتقدت السلطات الروسية، نظيرتها الألمانية بسبب مزاعم تتعلق بفرض قيود على محطة “آر.تي” التلفزيونية الحكومية، وهددت بفرض قيود على وسائل الإعلام الألمانية في روسيا، في سياق اتهامات متبادلة بين الطرفين بتقييد عمل الإعلام، وتكرر سابقا بين موسكو وعواصم غربية أخرى.

وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية “نحن ندعو برلين بكل جدية إلى ضمان العمل بشكل طبيعي لمحطة آر.تي”.

وشكت زاخاروفا من غلق حساب للمحطة وطالبت بإنهاء شامل لكل التدابير المقيدة لعمل المحطة، وهددت بالرد قائلة “وسنجد أنفسنا في الحالة الأخرى مجبرين على اتخاذ تدابير مضادة صارمة حيال وسائل الإعلام الألمانية في روسيا”، دون أن تذكر تفاصيل محددة.

وذكرت أن البنوك في ألمانيا ترفض فتح حساب تجاري لـ”آر.تي” بسبب ضغوط من السلطات، ودعت إلى إلغاء كافة القيود التي تمارَس على المحطة.

وأضافت زاخاروفا “إننا ما زلنا نتطلع إلى حل ودي”، مضيفة أنه لم يتم تلقي أي رد فعل من برلين على الانتقادات حتى الآن.

من جهته، أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن رفضه الواضح للتهديدات الروسية لوسائل الإعلام الألمانية.

وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية ولمجلة “دير شبيغل”، إن “حرية الصحافة ليست مادة للتفاوض، وقد أبلغنا الجانب الروسي اليوم بهذا الأمر على نحو لا لبس فيه”.

وأضاف الوزير المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الأربعاء “مهمتنا وواجبنا هو خلق مجال حر حتى يتمكن الصحافيون من أداء عملهم”.

وأجرى ميغويل برغر وكيل وزارة الخارجية اتصالا هاتفيا مع السفير الروسي في برلين سيرجي نتشاييف لتوضيح موقف الحكومة الألمانية.

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد شكت في وقت سابق من وجود قيود على عمل محطة “آر.تي” في ألمانيا وهددت باتخاذ عقوبات حيال وسائل الإعلام الألمانية المعتمدة في موسكو.

هايكو ماس: واجبنا هو خلق مجال حر حتى يتمكن الصحافيون من العمل
هايكو ماس: واجبنا هو خلق مجال حر حتى يتمكن الصحافيون من العمل

وأضاف ماس، أنه يجب أن تتمكن وسائل الإعلام في الخارج من التغطية الميدانية بشكل مستقل وحر ويرى أن “هذا متاح في ألمانيا، ويجب أن يكون الحال كذلك في روسيا أيضا، فحرية الصحافة والرأي هي عمود أساسي لديمقراطيتنا”.

ولفت إلى أن المراسلين الألمان في الخارج يسهمون بعمل مهم في هذا الأمر، وتابع “لذلك فإننا نعمل ليس في ألمانيا وحدها ولكن في كل أنحاء العالم من أجل أن تتمكن وسائل الإعلام من التغطية بحرية وبشكل مستقل”.

وتنتقد روسيا عزم البنك الذي يتولى الشؤون المالية لـ”آر.تي” إغلاق حسابها بحلول نهاية مايو.

وكشفت زاخاروفا عن أن العشرات من البنوك الألمانية والدولية ترفض التعاون مع المحطة.

وتقول روسيا إن الضغوط السياسية قد زادت منذ الإعلان عن أن قناة “آر.تي الألمانية” التي تبث عبر الإنترنت ستصبح قناة تلفزيونية كاملة.

وتواجه “آر.تي”، التي كانت تُعرف باسم “روسيا اليوم”، انتقادات بكونها جزءا من آلة الدعاية التابعة للكرملين.

وكان من المقرر أن تبدأ البث في ديسمبر، إلا أنها لم تحصل بعد على الترخيص.

ولا تنظر دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية بارتياح لمساعي وسائل الإعلام الروسية التوسع في دولها، إذ واجهت “آر.تي” أيضا عقبات مماثلة عند إطلاق قناتها الفرنسية وحتى بعد بدئها العمل.

واتهمت “آر.تي” أجهزة الإليزيه باستبعادها، مضيفة أن الرئاسة رفضت طلبات اعتماد صحافيي قناتها الناطقة بالفرنسية عدة مرات.

وتشددت السلطات الفرنسية مع مجموعتي “آر.تي” و”سبوتنيك” الروسيتين، بعدما اتهمهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سابقا بالتصرف “كأدوات تأثير.. ودعاية كاذبة” أثناء الحملة الرئاسية الفرنسية عام 2017.

وجرى حادث مشابه في روما عندما “لم يمنح فريق الرئيس الفرنسي الإذن لقناة آر.تي لحضور قمة” قادة دول جنوب الاتحاد الأوروبي السبع (إيطاليا، فرنسا، إسبانيا، البرتغال، اليونان، قبرص، مالطا)، بحسب القناة.

وأضافت أن “طلب الاعتماد قُبل لكن عندما وصل فريقنا إلى إيطاليا توقف الجهاز الإعلامي للإليزيه عن الرد على اتصالات صحافيينا”.

وفي الولايات المتحدة أيضا لم تهدأ الاتهامات المتبادلة للإعلام الروسي بالتضليل ونشر الدعاية، واتهمت مرغريتا سيمونيان، رئيس تحرير شبكة “آر.تي”، الولايات المتحدة بأنها “تمارس الكذب إعلامياً”.

وردت السلطات الروسية بتعديلات أقرها البرلمان على قانون الإعلام، تتيح لوزارة العدل الروسية تسجيل أي وسيلة إعلامية تتلقى التمويل الخارجي على قائمة “العملاء الأجانب” الروسية، بعد خطوة مماثلة من واشنطن.

18