مواجهة جديدة بين أبل وفيسبوك عنوانها "حصتي من الإعلانات"

منتجة هواتف آيفون، تعتزم إطلاق تحديث في بداية 2021، من شأنه أن يشكّل عنصر الإزعاج لشبكة فيسبوك والتطبيقات الكبرى.
الاثنين 2020/11/23
لا مزايا مجانية مجددا

واشنطن – اتهمت فيسبوك شركة أبل بتشتيت انتباه الزبائن والتظاهر بأنها تهتم بالخصوصية ولكنها في الحقيقة مهتمة بالربح، وذلك على خلفية إعلان شركة أبل إنها ستمضي قدما في ميزة خصوصية مثيرة للجدل تجعل من الصعب على الشركات الإعلانية بما في ذلك فيسبوك تتبع المستخدمين عبر هواتفهم الذكية.

وتعتزم منتجة هواتف آيفون، إطلاق تحديث في بداية 2021، من شأنه أن يشكّل عنصر الإزعاج لشبكة فيسبوك والتطبيقات الكبرى.

وستجبر ميزة “إيه.تي.تي” (شفافية تتبع التطبيقات) التي سترد ضمن “آي.أو.أس14″، تطبيقات الأجهزة المحمولة على طلب إذن المستخدم لتتبعه.

وهذا التتبع هو الذي يسمح للشبكات والتطبيقات ببيع مساحات إعلانية للمعلنين تستهدف المستخدم على أساس البيانات التي تجمعها عما يتصفحه.

وشبهت أبل الميزة بعناصر تحكم أخرى مثل إعدادات الصور والمواقع، ما يعني أنه يجب على المطورين مطالبة المستخدمين بالاشتراك لمنحهم إمكانية الوصول إلى تلك المعلومات.

وقالت جاين هورفاث، المسؤولة عن احترام الخصوصية في أبل، في رسالة لعدد من المنظمات غير الحكومية، إن “بعض الشركات التي تفضّل ألا ترى ميزة إيه.تي.تي النور، اعتبرت أن هذه الميزة ستؤثر سلبا على الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال تقليص خياراتها”.

وتابعت “لكنّ التسابق الحالي على المعلومات الشخصية يفيد في الواقع الشركات الكبرى التي تملك مخزونا كبيرا من البيانات”.

وكانت فيسبوك قد احتجت في نهاية أغسطس الماضي، على هذا التغيير في القواعد الذي من شأنه أن يحدّ الإمكانات المتوافرة لديها لاستهداف ملاك آيفون بالإعلانات.

وتوقعت فيسبوك أن تتراجع الإيرادات أكثر من 50 في المئة في حال إلغاء إمكانية الاستهداف الشخصي للمستخدمين إعلانيا على الهواتف الذكية.

وارتفع إجمالي عائدات فيسبوك بنسبة 22 في المئة خلال الربع الثالث من العام الجاري 2020 إلى 21.470 مليار دولار مقابل 17.652 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.

ومثلت إيرادات الإعلانات 98.8 في المئة من إجمالي عائدات فيسبوك خلال الربع الثالث حيث بلغت 21.221 مليار دولار من إجمالي إيرادات بنحو 21.471 مليار دولار.

وهذه القفزة في الأرباح تحققت رغم أن فيسبوك تعرضت خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين لحملات مقاطعة إعلانية من قبل جماعات حقوقية مدنية بعنوان #StopHateforProfit.

أبل تعمل على تطوير محرك بحث خاص بها يكون بديلا عن محرك غوغل، الذي يعتمد عليه المستخدمون في عمليات البحث المباشر
أبل تعمل على تطوير محرك بحث خاص بها يكون بديلا عن محرك غوغل، الذي يعتمد عليه المستخدمون في عمليات البحث المباشر

واستهدفت الحملات الضغط على الشركات للعمل ضد الكراهية والمعلومات المضللة التي تُنشر على موقع فيسبوك.

وهاجم موقع فيسبوك إعلان أبل متهما الشركة باستخدامها لإلهائها عن إخفاقات الخصوصية الخاصة بها، وتفضيل تطبيقاتها الخاصة، والتطلع إلى إطلاق منتجاتها الإعلانية الخاصة وتحويل أعمالها الخاصة “بعيدا عن منتجات الأجهزة المبتكرة إلى بيانات، عبارة عن برامج ووسائط مدفوعة”.

وزعمت شركة فيسبوك أن أبل حاولت سابقا التستر على المشكلات في “فايس تايم” – عندما كان الخطأ يعني أن الأشخاص يمكنهم الاستماع إلى الأشخاص دون أن يلتقطوا الهاتف – عن طريق منع فيسبوك من تشغيل تطبيقاته الداخلية.

ثم ذهب فيسبوك ليقول إن شركة أبل “وسعت أعمالها لتشمل الإعلانات ومن خلال تغييراتها القادمة على آي.أو.أس14  (14iOS) تحاول نقل الإنترنت المجاني إلى تطبيقات وخدمات مدفوعة للمزيد من الربح”.

وفي رد أبل على الرسالة، أنكرت هذه الادعاءات، وأصرت على أن شركات الإعلان يجب أن تكون قادرة على إيجاد طرق لحماية الخصوصية لإظهار تسويقها.

ويبدو أن أبل تسعى إلى دخول ميدان جديد بعيد عن المنتجات الإلكترونية المبتكرة. وأظهرت تقارير إعلامية قبل فترة وجيزة أن شركة أبل جهودها لتطوير محرك بحث خاص بها يكون بديلا عن محرك غوغل، الذي يعتمد عليه المستخدمون في عمليات البحث المباشر.

وتشتهر شركة أبل بالسرّية بشأن مشاريعها الداخلية، ولكن هذه الخطوة تضيف إلى الأدلة المتزايدة على أنها تعمل على بناء منافس لمحرك بحث غوغل. وامتلكت أبل عبر التاريخ إمكانية التحكم في أهم مكونات منتجاتها، بدءا من الشرائح المخصصة التي تشغل كل منتجاتها، إلى التكامل الوثيق بين البرامج والأجهزة، ومع ذلك، ظلت شركة أبل تعمل مع غوغل كمحرك البحث الافتراضي لجهاز الآيفون لأكثر من عقد من الزمن.

19