مهرجان القدس يحتفي بالقدس منارة ثقافية ورمزا دائما لفلسطين

القدس - افتتحت الفنانة الفلسطينية دلال أبوآمنة مساء الخميس الأمسية الأولى من ليالي مهرجان القدس في دروته الثامنة والعشرين على بعد مئات الأمتار من أسوار البلدة القديمة في ساحة المعهد الوطني للموسيقى.

وقدمت الفنانة المعروفة بمشاريعها الفنية المستمدة من التراث الفلسطيني والعربي، وصلة من الأغاني الثورية والتراثية والروحانية والطرب العربي الأصيل وبدأت بأغنية للقدس.

وقالت أبوآمنة أمام المئات من جمهور المهرجان الذي ينظمه مركز يبوس الثقافي “قعدت أفكر أحضر كلمة علشان أحكي عن حبي للقدس وأهل القدس فش كلمات تنكتب الي ممكن تعبر عن مشاعري في هذه اللحظة عن عشقي لهذه المدينة، عن عشقي لأهل هذه المدينة وحضرة هذه المدينة”.

وأضافت الفنانة التي كانت ترتدي ثوبا مطرزا بأشكال وألوان متعددة من الورد “بتمنى اليوم نروح مع بعض رحلة موسيقية نحاول نتعالى فيها عن ملهيات الحياة وعن الماراثون اليومي”.

وتابعت “لنرتقي بأرواحنا كلنا لمكان برزخي هيك في السماء كلنا كأرواح الي فيه نتلاقى وندغدغ أماكن في دواخلنا بتذكرنا في طفولتنا بتذكرنا في حب مرقناه بتذكرنا في لحظات كثير عشناها مع أنفسنا ومع الآخرين.. نمضي أمسية الي كلنا نستمتع فيها وانتو تكونوا جزء فعال فيها زيي وزي الفرقة الموسيقية”.

واختارت أبوآمنة أن تعود بجمهورها، الذي تفاعل كثيرا مع أغانيها مرددا معها العديد من مقاطعها، إلى أول أغنية قدمتها على المسرح قبل 23 عاما وهي “أنا قلبي وروحي فداك وانت ناسيني” وكانت من كلمات زوجها عنان عباسي.

وقدمت أبوآمنة بمرافقة فرقتها الموسيقية وصلات غنائية من ألبومها الأخير “نور الصوفي” الذي يضم أغاني من كلمات الحلاج وابن عربي ورابعة وجلال الدين الرومي.

ويسعى مهرجان القدس الذي يقام هذا العام تحت شعار “انهضي يا قدس” بحسب القائمين عليه لكسر الحصار الثقافي المفروض على المدينة.

وقالت مورين كوبا مديرة المهرجان “نعمل كخلية نحل من أجل فلسطين، ننبض للقدس والقدس تنهض وننهض بها (…) لغة الفن تتجاوز كل الحدود فهي تجمع الشعوب وتعبر عن هويتها الفريدة”.

وأضافت في حفل الافتتاح “مهرجان القدس على مر السنين ليس مجرد احتفال بالفنون والثقافة بل هو نضال متواصل لتعزيز هويتنا الوطنية وثقافتنا العريقة (…) فلسطين هي رمز للصمود والعزيمة ومهرجاننا هذا يعكس جميع القيم والمثل التي تخفق في قلوبنا”.

وأكدت مورين الإصرار على مواصلة تنظيم المهرجان الذي كان يقام في موقع قبور السلاطين الأثري في القدس ويقام حاليا في حديقة المعهد الوطني للموسيقى وعلى خشبة مسرح فيصل الحسيني في مركز يبوس.

وقالت “رغم التحديات الكثيرة المالية والسياسية والاجتماعية إلا أننا مصرون على مواصلة عقد هذا المهرجان”.

وأضافت “نعم إنه المهرجان الثامن والعشرون تخيلوا 28 ونحن هنا”.

وجاء في كتيب المهرجان “على مر السنين رفعنا شعار القدس منارة الإشعاع الثقافي لنؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه القدس وعلى مكانتها الطبيعية كمنارة لا تنطفئ”.

ويضيف الكتيب أن شعار هذا العام (انهضي يا قدس) “فالقدس تنهض كل يوم وتستنهض الهمم رغم كل التضييقات تنهض تبث وتنشر الأمل والحياة والعزة في قلوب وعقول الفلسطينيين والأحرار في العالم”.

وتشارك في فعاليات المهرجان على مدار عشرة أيام فرقة أوركسترا رام الله التابعة لجمعية الكمنجاتي وستقدم الممثلة والكوميدية الفلسطينية ميسون زايد عرض ستاند آب كوميدي، فيما يعرض الممثل الفلسطيني عامر حليحل مسرحيته “الهوتة”.

ومن المشاركين في المهرجان فرقة بلدي التي ستقدم عرض “تليد” الهادف إلى إحياء التراث الشعبي الفلسطيني وسيكون الجمهور على موعد مع جوقة بيات من الجليل للاستمتاع بعرضها الغنائي المسرحي “بلا ولا شي” للموسيقار اللبناني زياد الرحباني.

ويختتم المهرجان فعالياته بأمسية للفنان الفلسطيني عمر كمال المقيم في بريطانيا الذي غالبا حسب كتيب المهرجان ما تكون “أغانيه عاطفية وشخصية عميقة تستكشف مواضيع الحب والفقدان والأمل”.

وكرم المهرجان في حفل الافتتاح الراحل مازن بزبز أحد مؤسسي مركز يبوس الثقافي الذي توفي نهاية العام الماضي وكان له دور بارز في تأسيس المركز ونشاطاته على مدار السنوات الماضية.

وضمن الفعاليات الفنية والثقافية للمهرجان هذا العام يشهد الجمهور الفلسطيني عروض عدد من الأفلام السينمائية التي تحاكي القضية الفلسطينية وتطرحها من أكثر من زاوية يقدمها سينمائيون فلسطينيون وعرب وتتبع كل عرض جلسة نقاش للعمل.