مهرجان الصقور السعودي لم يعد حكرا على الذكور

مربو الصقور وعشاق هذه الممارسة اجتمعوا من مختلف الدول على مدى أسبوعين لإحياء النشاط الذي يضرب بجذور عميقة في تراث السعودية.
الأربعاء 2020/12/09
عذاري الخالدي أول امرأة تضع بصمة خاصة في حدث رجالي

كرّم مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور المقام حاليا في الرياض، السعودية عذاري الخالدي ومنحها جائزة باعتبارها أول امرأة تتأهل بطائرها للمشاركة في حدث يهيمن عليه الرجال.

الرياض- وسط حشود من الرجال برفقة طيورهم الجارحة في المسابقة الكبرى للصقارة بالشرق الأوسط، تقف عذاري الخالدي وهي أول امرأة سعودية تتأهل للمشاركة في هذا الحدث.

وعرضت الخالدي بمهارة طائرها الجارح في مهرجان الصقارة السنوي في الرياض، وهي المرة الأولى التي تشارك فيها امرأة في هذه المسابقة التي يهيمن عليها الرجال. وقالت الخالدي ومعها صقرها (مُعاند) “شاركت هذا العام لأثبت أن المرأة قادرة على دخول هذا المجال وأنه لا يقتصر على الرجال فقط”.

والصقارة، وهي تقليد تربية الصقور وتدريبها واستخدامها في الصيد، ممارسة قديمة كان البدو العرب يلتجئون إليها لتساعدهم على الحياة في الصحراء، ويعدّ الصيد بهذه الطيور جزءا مهما من التراث الثقافي الصحراوي للعرب في السعودية والدول المجاورة منذ آلاف السنين.

وكانت النسخة الثالثة من مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور الذي يُقام في ملهم شمال العاصمة الرياض، ثاني محاولة من جانب الخالدي للتأهل بعد أن فشلت في العام 2019، عندما امتنع طائرها عن الطيران.

ولفتت الخالدي إلى أن “التعامل مع هذه الطيور لا يعد أمرا سهلا بالمرة، لكن بالنسبة إليّ الحمد لله، تمكنت من ذلك واستطعت المشاركة أيضا في المسابقة، لا بد أن يتحلى المرء بالصبر وقوة التحمل حتى يحسن التعامل مع الصقور، لأنها حساسة وتتطلب تعاملا خاصا معها”. وترى أنه بالاجتهاد والمثابرة والتأقلم مع طريقة عيش هذه الطيور يصل المرء إلى مبتغاه.

أضخم بطولة للصقور في العالم
أضخم بطولة للصقور في العالم

ويجمع المهرجان الذي يعد أضخم بطولة للصقور في العالم، مشاركين محليين وضيوفا من الخليج العربي وهواة الصقارة من مختلف الدول. وشهد المهرجان، الذي يستمر حتى 12 ديسمبر الحالي، مشاركة فرق من الإمارات والكويت والبحرين بأكثر من 4000 صقر.

وكان المهرجان الذي يشرف نادي الصقور السعودي على تنظيمه، نجح في نسختيه السابقتين بدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية من حيث عدد الصقور المشاركة.

وأشارت الخالدي إلى أن شغفها بالصقور بدأ وهي في سن العاشرة، وظلت تجتهد في تطوير مهاراتها منذ ذلك الحين. وأضافت أن “الصقارة إرث نتوارثه جيلا بعد جيل، ونفتخر به كثيرا”.

وكرّم مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور الخالدي ومنحها جائزة لمشاركتها في المسابقة “استكمالا لجهود المملكة لتمكين المرأة” في كافة المجالات.

الصقارة، وهي تقليد تربية الصقور وتدريبها واستخدامها في الصيد، ممارسة قديمة كان البدو العرب يلتجئون إليها لتساعدهم على الحياة في الصحراء

وقال وليد الطويل، المتحدث الرسمي باسم المهرجان، إن “تكريم الخالدي يأتي استكمالا لجهود المملكة لتمكين المرأة في كافة المجالات.. نحن هنا في المهرجان نعزز هذه الثقافة والإرث المتأصل في بلادنا سواء من الرجال أو النساء”. وشدد على أن المهرجان يسعى إلى الترويج لثقافة الصقارة بين النساء والرجال.

وتبلغ قيمة جوائز المهرجان المدعوم من الحكومة في عامه الثالث 22.76 مليون ريال سعودي (6 ملايين دولار) تمنح للفائزين في مسابقات الجمال والطيران. ويمكن أن تتجاوز سرعة الصقر 300 كيلومتر في الساعة بحسب السلالة التي ينتمي إليها.

واجتمع مربو الصقور وعشاق هذه الممارسة من مختلف الدول على مدى أسبوعين لإحياء النشاط الذي يضرب بجذور عميقة في تراث المنطقة، وتنافسوا في مسابقات “الملوح” التي تتضمن التلويح لصقر بطائر صناعي مربوط بحبل، ومسابقة “المزاين” في جمال الصقور.

24