مهرجان البحرين للموسيقى يحتفي بالفنان الراحل سلمان زيمان

المنامة – يواصل مهرجان البحرين الدولي للموسيقى في دورته الثلاثين احتفاءه بالموسيقى العربية والعالمية في دورة حضورية تستمرّ فعالياتها حتى السادس عشر من أكتوبر الجاري، في أكثر من فضاء ثقافي يشمل كلا من مسرح البحرين الوطني والصالة الثقافية في المنامة ودار المحرّق ودار بن حربان ودار الرفاع.
وافتتح المهرجان نسخته الجديدة في الثاني من أكتوبر الجاري بحفل جماهيري كبير احتضنه مسرح البحرين الوطني بعد عام من الإغلاق، وأحيته المطربة اللبنانية جاهدة وهبة تحت عنوان “هُن في مهب النغم: من بياف إلى أم كلثوم”، والذي
قدّمت فيه عرضا موسيقيا دراميا بمصاحبة مجموعة من الموسيقيين اللبنانيين والأوروبيين تحت قيادة الموسيقار لوكاس صقر. وجاء العرض باللغات العربية والفرنسية والإسبانية وشمل أغاني للمطربات الراحلات إديث بياف وأسمهان وأم كلثوم وداليدا وغيرهنّ.
وشهدت الصالة الثقافية مساء الأحد إقامة أمسية المهرجان الثانية التي أحياها عازف البيانو الفرنسي ماكسيم زيكيني، الذي قدّم عرضا بعنوان “رحلة موسيقية من زمن موتسارت إلى اليوم” استعرض فيه أشهر المقاطع التي ساهمت في تشكيل المشهد الموسيقي العالمي.
وتستمر الحفلات الثقافية مع فرقة “حواس تريو” التي تقدّم مساء اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء على التوالي حفلا بعنوان “خواطر” بالتعاون مع سفارة سلطنة عُمان لدى البحرين.
وتحلّ يومي السابع والثامن من أكتوبر على الصالة الثقافية بالمنامة الفنانة الإسبانية لورا دي لوس أنجيليس لتقدّم عرضا للبيانو والفلامينكو يخاطب عشّاق الثقافة اللاتينية وموسيقاها الرائعة.
ومن العناوين البارزة في دورة هذا العام احتفاء المهرجان في التاسع والعاشر من أكتوبر بالمغني والملحن البحريني الراحل سلمان زيمان (1954 – 2020) بمشاركة فرقة البحرين للموسيقى بقيادة المايسترو زياد زيمان.
وكانت هيئة البحرين للثقافة والآثار نعت الفنان الراحل الذي دأب على متابعة الإرث الموسيقي البحريني والاستناد إليه في كل إنتاجه الغنائي، الذي ازدهر في السنوات العشر الأخيرة خصوصا.
ومن الأغاني المعروفة للفنان زيمان “يا مقلة عيني”، “هيفا”، “الطائر الهيمان”، “أم الجدائل”، “أبوالعقايل” و”لي في ربوع الشمال”. كما اشتهر بأداء اللون الفني العدني من خلال “الحب أسرار”، “كان ذا أول”، “أحلى الليالي” و”بعدت عني”.

والفن العدني -أو العدنيات أو اليماني- هو فن من فنون الموسيقى العربية ويندرج في إطار الموسيقى الخليجية. وأسّس زيمان فرقة “أجراس” التي بلغ صداها منطقة الخليج وسوريا ولبنان وفلسطين.
واحتفاءً بمرور نصف قرن على العلاقات الدبلوماسية بين البحرين والهند، وبالتعاون مع سفارة جمهورية الهند لدى مملكة البحرين، يقدّم الفنان الهندي جايوانت نايدو حفلين يومي الثاني عشر والثالث عشر من أكتوبر في الصالة الثقافية.
وفي دار المحرّق تقدّم فرقة قلالي للفنون الشعبية ليلة الرابع عشر من أكتوبر أمسية للفنون الشعبية البحرينية، تعقبها في الليلة الموالية أمسية مماثلة تؤمنها فرقة دار بن حربان للفنون الشعبية، لتختتم في السادس عشر من الشهر ذاته أمسيات الفنون الشعبية في دار الرفاع مع فرقة دار الرفاع الصغيرة.
ويستقطب المهرجان الدولي سنويا مجموعة من المغنين والعازفين العالميين جنبا إلى جنب مع الفنانين البحرينيين، ويعود في نسخته الجديدة ليلتقي بجمهور الثقافة والفن للمرة الأولى منذ أكثر من عام.
ويحرص المهرجان على تقديم برنامج موسيقي متنوّع يلقي الضوء على أنواع وأنماط موسيقية غنائية مختلفة تتراوح بين الفن الشرقي والموسيقى والألحان الكلاسيكية والأنغام اللاتينية والفنون الشعبية البحرينية المحلية، إضافة إلى تقديم مجموعة من الورش الموسيقية التفاعلية.
وبالتزامن مع النسخة الجديدة من المهرجان تصدر هيئة البحرين للثقافة والآثار الطبعة الثانية من كتاب الناقد الدنماركي بول روفسنغ أولسن “الموسيقى في البحرين: الموسيقى التقليدية في الخليج العربي” الذي ترجمته إلى العربية فاطمة الحلواجي.