ملتقى الأقصر للتصوير يستقطب نخبة من التشكيليين مركّزا على الهوية المصرية

تحول ملتقى الأقصر الدولي للتصوير إلى وجهة فنية تستقطب أهم التشكيليين من مصر والعالم، للتفاعل بينهم وبين المدينة التاريخية الشاهدة على عظمة الحضارة المصرية القديمة، وهو ما ينعكس على أعمالهم التي تعرض سنويا في اختتام الملتقى.
الأقصر (مصر) - استقطبت الدورة السابعة عشرة من ملتقى الأقصر الدولي للتصوير نخبة من الفنانين التشكيليين المصريين والعرب والأجانب، الذين يلتقون على ضفاف نهر النيل الخالد، ووسط معالم المدينة التاريخية من معابد ومقابر شيّدها قدماء المصريين قبل آلاف السنين.
الدورة السابعة عشرة من الملتقى التي استضافتها مدينة الأقصر على مدار قرابة أسبوعين، جال خلالها الفنانون المشاركون بين معالم المدينة، وجلسوا على ضفاف نيلها، ووسط ريفها، ورسموا آثارها وعمارتها وطبيعتها الخلابة، وملامح أهلها الذين ترتسم الابتسامة على وجوههم عند مقابلة كل زائر، وهكذا شكلوا لنا صورة فنية متفردة للمدينة التي ظلت عاصمة للعالم القديم على مدى قرون، رسمتها ريشة فنانين تعددت ثقافاتهم وتنوّعت مدارسهم الفنية.
ملتقى الأقصر الدولي للتصوير الذي نظمه صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة المصرية بالتعاون مع سلطات محافظة الأقصر، والذي أطلق في الـ25 من شهر نوفمبر الماضي وسيختتم السبت (7 ديسمبر الجاري)، شارك فيه هذا العام فنانون قدموا من محافظات مصر ومن أوروبا وأفريقيا والولايات المتحدة، حيث يمثل الملتقى بالنسبة إليهم فرصة لتبادل الرؤى والأفكار والتجارب.
من اليمن حضرت الفنانة آمنة النصيري أستاذة فلسفة الفن وعلم الجمال بكلية الآداب، جامعة صنعاء، وهي فنانة تشكيلية وناقدة أقامت 17 معرضا شخصيا لأعمالها في اليمن ودول أوروبية.
ومن موريتانيا جاء الفنان التشكيلي أبوبكار الذي يتمتع بعضوية عدد من الجمعيات الفنية في عدد من بلدان العالم، وهو عضو في جمعية فن الرسوم الملونة بفرنسا، وجمعية فن الرسوم الملونة في شرق كندا، وجمعية فن الرسوم الملونة في إسبانيا وجمعية فن الرسوم الملونة في تايوان، وسبق أن شارك بأعماله في ملتقيات دولية بالكثير من بلدان العالم إضافة إلى تنظيمه معارضه الفنية الشخصية.
◙ مدينة الأقصر التاريخية باتت قبلة للفنانين التشكيليين من مختلف القارات ومركزا للملتقيات الفنية التي تستقطب كبار فناني العالم
ومن قطر شاركت الفنانة التشكيلية ابتسام الصفار التي درست مادة التربية الفنية في جامعة قطر، وتتمتع بعضوية جمعية قطر للفنون. الفنانة تهتم في أعمالها الفنية بالتعبير عما يحتضنه وجدان الإنسان من تغيرات، وقد قدمت مجموعة لوحات للوجه البشري باعتباره مركزا لمعرفة كلّ شيء عن الشخص مثل الحبّ والعاطفة والحزن، وهي تهتمّ الآن برسم الطبيعة مع تركيز على الماء باعتباره أكثر العناصر الحيويّة التي لازمت الإنسان منذ بدء الخليقة، وقد شاركت في العديد من المعارض الجماعية المحلية والدولية.
ومن الأردن جاءت الفنانة التشكيلية جود زوايدة الحاصلة على درجة الماجستير في تاريخ الفن من جامعة سانت أندروز بأسكتلندا، وهي منسقة ومؤسسة أفانين للفنون المعاصرة بالعاصمة الأردنية وشاركت في الكثير من المعارض الفنية داخل وطنها الأردن وخارجه.
ومن سوريا شاركت الفنانة التشكيلية شهد الرز التي درست بكلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، وتزاوج في تجربتها الفنية بين فني النحت والتصوير، محاولةً فهم وإيجاد مفرداتها بين الكتلة والسطح الملون وتطويع وسائط العمل من اللون والخط والسطح والكتلة. وهي أيضا تبحث بشكل مكثف في أعمالها عن إغناء تجربتها وامتلاك تقنياتها الفنية باستخدام مواد مختلفة وخلطها على سطح العمل الفني لوحة كان أو منحوتة، وقد شاركت في العديد من المعارض الجماعية والملتقيات والورش الفنية داخل سوريا وخارجها.
ومن السودان حضر الفنان التشكيلي طارق كمال الدين إبراهيم الطيب، الحاصل على درجة الدكتوراه في التربية الفنية، والذي شارك في الكثير من المعارض والملتقيات الفنية داخل وطنه السودان وخارجه، وتنقل بأعماله التشكيلية بين الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا وغير ذلك من العواصم والمدن.
ومن مقدونيا جاء الفنان التشكيلي برهان أهماتى وهو أكاديمي حاصل على درجة الدكتوراه في الفنون، وعضو جمعية الفنانين في شمال مقدونيا، وهو مدير جمعية الفن والثقافة “سيليندار”، ومنظم للسمبوزيوم الدولي للفنون في مدينة ستروغا، وله العديد من المشاركات الفنية داخل مقدونيا وخارجها.
ومن روسيا شاركت الفنانة التشكيلية أولجا مولر، وهي تقوم بتدريس الفنون ونالت لقب الفنانة الفخرية لروسيا، كما حصلت على العديد من التكريمات وشاركت في الكثير من المعارض والملتقيات الفنية في روسيا وخارجها، وهي تبدي اهتماما وشغفا بالعالم العربي في أعمالها التشكيلية.
ومن الولايات المتحدة جاءت الفنانة التشكيلية جو آن مورنينج، وهي خريجة الفنون بمعهد سان فرانسيسكو للفنون وجامعة سياتل، انتقلت إلى ممارسة الفنون في العاصمة الفرنسية باريس ثم تونس والمغرب، وشاركت في العديد من المعارض الجماعية في الكثير من بلدان العالم، إضافة إلى ما أقامته من معارض فنية شخصية.
وجاءت الفنانة التشكيلية جوستينا وورووز، من بولندا، وهي خريجة الفنون الجميلة بكلية التربية الفنية في جامعة جان دلوغا، وتعمل أستاذة مساعدة في قسم الفنون بجامعة جان دلغوش فى تشيستوشوا، ولها العديد من المشاركات الفنية داخل بولندا وفي بلدان أوروبية وآسيوية بجانب الولايات المتحدة.
كما حضرت الفنانة التشكيلية جونا ديفيدي، من ألبانيا. وهي حاصلة على درجة الماجستير في جامعة برستينا بكلية الآداب والفنون، وهي المؤسسة لمركز فنون تيرانا والمديرة التنفيذية أيضا للمركز، وقد أقامت عشرة معارض خاصة، وشاركت في أكثر من 150 معرضا وملتقى ومؤتمرا فنيا في ألبانيا وخارجها.
ومن بلغاريا جاءت الفنانة التشكيلية سفيتلا راديولوفا، وهي خريجة الأكاديمية الوطنية للفنون الجميلة في بلدها، وحاصلة على درجة الماجستير، ولها الكثير من المعارض الفنية الشخصية إلى جانب عشرات المشاركات في المعارض والملتقيات التشكيلية الدولية.
◙ فنانون قدموا من محافظات مصر ومن أوروبا وأفريقيا والولايات المتحدة حيث يمثل الملتقى بالنسبة إليهم فرصة لتبادل الرؤى
ومن جمهورية الجبل الأسود (مونتينيغرو) جاءت الفنانة التشكيلية فاهيدي نيمانبيجو، التي درست الفنون بالمدرسة العليا للفنون الجميلة في بلغراد، وهي عضو في جمعية فناني الجبل الأسود، وقد نالت عددا من الجوائز من كل من مقدونيا وصربيا وكوسوفو، ولها مشاركات فنية عديدة داخل وطنها وخارجه.
ومن الهند جاء الفنان التشكيلي هاراش أجراوال، الذي درس الفنون الجميلة في كلية سافانا للفن والتصميم بالولايات المتحدة، وقد نال العديد من الجوائز في كل من بريطانيا والولايات المتحدة، وله الكثير من المشاركات الفنية في العديد من البلدان.
وشاركت الفنانة التشكيلية أداما بويي، من السنغال، وهي من بين أكثر الفنانين نشاطا في بلدها وتأتي أعمالها الفنية بمثابة نشيد للحفاظ على الهوية الثقافية الأفريقية مع احتوائها على مواد رمزية للغاية، وهي تؤمن بأن الأسلاف فعلوا كل شيء للحفاظ على علاقاتنا الثقافية والاجتماعية، وتصف نفسها بأنها تقليدية جدا وتعتز بثقافتها كثيرا، وفي أغلب أعمالها تتذكر ماضي أفريقيا وغموضها وتُعبر عن المعاني الاجتماعية الدافئة.
كما شاركت في الملتقى مجموعة من التشكيليين المصريين، هم: أحمد البدوي، وأحمد عبدالفتاح، وأدهم أحمد بدوي، وبانسيه أحمد، وعقيلة رياض، وعبدالوهاب عبدالمحسن، وعصام معروف، ودينا عبدالنبي، ومحمد صبري بسطاوي، وهشام عبدالعزيز خليل.
الفنانون المشاركون في الدورة السابعة عشرة من ملتقى الأقصر الدولي للتصوير سيقدمون لوحاتهم التي استلهموها من معالم مدينة الأقصر وطبيعتها وآثارها الخالدة، في معرض سيُقام في ختام الملتقى، وسيفتتحه وزير الثقافة المصري، الفنان الدكتور أحمد فؤاد هنو، ومحافظ الأقصر المهندس عبدالمطلب عمارة، ورئيس صندوق التنمية الثقافية، المعماري حمدي السطوحي.
يُذكر أن مدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر والغنية بمئات المقابر وعشرات المعابد التي شيدها ملوك وملكات ونبلاء ونبيلات مصر القديمة، باتت قبلة للفنانين التشكيليين من مختلف القارات، ومركزا للملتقيات الفنية التي تستقطب كبار فناني مصر والعرب والعالم.
وكانت المدينة ولا تزال مصدر إلهام للفنانين التشكيليين، الذين يرسمون نيلها ومعابدها وريفها وعمارتها، وبعد مضي قرابة ثلاثة عقود على إقامة كلية الفنون الجميلة في شرق المدينة، انتشرت المؤسسات والمعارض والورش الفنية في شرق الأقصر وغربها، وتؤكد المعابد والمقابر الأثرية وما تزخر به من جداريات ورسوم ونقوش على ازدهار فنون الرسم والنحت والنقش البارز والغائر في مدينة الأقصر قبل آلاف السنين.