مكتبة الملك عبدالعزيز تقدم عروضا دورية لأفلام وثائقية وسينما الأطفال

الرياض – أقامت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض عرضا خاصا للفيلم الوثائقي “آخر البدو” استضافت فيه المسنين، في بادرة ثقافية غير مسبوقة. وعرض الفيلم هذا الأسبوع في قاعة السينما بالمقر الرئيسي للمكتبة.
ويأتي اهتمام مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بهذه الفئة من المواطنين تعزيزا للتفاعل الاجتماعي والثقافي، وانطلاقا من اهتمام المكتبة بمختلف الشرائح الاجتماعية من مختلف الأعمار، وهو ما يتجلى في توفيرها لمكتبات الطفل والعناية بثقافته وتوفير مصادر المعرفة والتثقيف لمختلف المراحل العمرية، وكذلك في إطار برامجها وأنشطتها وعنايتها بالنشء والشباب الذين يحظون باهتمام واسع من خلال توفير الكتب المناسبة لهم، وأيضا من خلال فتحها قاعاتها ومكتباتها بمختلف الفروع وتلبية طلبات المدارس والجامعات والمؤسسات الوطنية والأهلية لزيارتها، وتيسير السبل للجمهور لمشاهدة العروض السينمائية والمسرحية التي تقيمها المكتبة.
فضلا عن ذلك تحرص المكتبة على العناية بذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بتوفير برامج وفعاليات خاصة بهم على المستوى الثقافي والفني. كما يجيء عرض الفيلم لهذه الشريحة الاجتماعية من المتقاعدين تمثلا لقيم التفاعل الوطني، وتكريم الأدوار التي قاموا بها في حياتهم خلال عملهم الوظيفي ثم مرحلة التقاعد من العمل، وتأكيدا للاهتمام الذي توليه المملكة للقيم الاجتماعية ومبادئ حقوق الإنسان.
يُذكر أن فيلم “آخر البدو” من إنتاج مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وقد عرضته أكثر من مرة في الأشهر الماضية حيث حظي بإقبال مكثف من جمهور المشاهدين المواطنين والمقيمين، الذين تمكنوا عبر المشاهد التوثيقية والدرامية والحوارية للفيلم من مشاهدة وقراءة طرف من أطراف تاريخ المملكة العريق، والتعرف على الحياة البدوية ونمطها الاجتماعي الذي يحافظ على التقاليد والأصالة، وقيم المعيشة في الصحراء، والتأقلم مع تفاصيلها المتنوعة الطبيعية والنباتية.
وقد حاز الفيلم عند عرضه على إشادات كثيرة من قبل الجمهور والنقاد والمثقفين الذين وصفوا القيم التي عبر عنها بالرائعة، وخاصة قيم الصبر وعشق الإنسان البدوي للإبل والأرض والخيمة، وارتباط السعودي بالصحراء رغم كل ما شهدته المملكة من نهضة عمرانية واقتصادية وثقافية وفي مختلف مجالات الحياة.
ويتناول الفيلم قصصًا مشوقة، ويسرد التجارب اليومية لآخر المتمسكين بنمط الحياة البدوية في الجزيرة العربية، وسبب تمسكهم بحياة البداوة، وتفاصيل الصحراء، عبر لقاءات متنوعة، حيث يلقي الضوء على حياة البدو في الدهناء والصمان والربع الخالي وصحراء بيشة، مستعرضًا الأسباب التي أدت إلى تفضيلهم البداوة على الحياة في المدن، والتمسك بالمعيشة في الصحراء وسماتها الطبيعية الهادئة.
وفي إطار اهتمام مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالعروض السينمائية، وبخاصة الأفلام الوثائقية، شهدت المكتبة عرضاً للفيلم الوثائقي “أليس” الذي يتناول رحلة الأميرة أليس، كونتيسة أثلون (حفيدة الملكة فيكتوريا) التي زارت المملكة العربية السعودية في شتاء عام 1938، وهي أول زيارة خاصة تقوم بها شخصية من الأسرة المالكة البريطانية إلى المملكة في ذلك الوقت.
ومن خلال برنامج “أمسيات سينمائية” شهدت المكتبة الكثير من العروض السينمائية، مثل فيلم “رحلة اكتشاف” للمخرج والمنتج السينمائي السعودي فهمي فرحات، وهو الفيلم الذي نال جائزة أفضل فيلم وثائقي في مسابقة الأفلام القصيرة التي أقامها مركز الملك فهد الثقافي بمدينة الرياض، ويروي ملامح من رحلة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز إلى الفضاء ضمن فريق المركبة ديسكفري في عام 1985.
وتقدم المكتبة للمشاهدين من خلال عروض برنامج “أمسيات سينمائية” فرصة الاطلاع على مواد مرئية عميقة وذات مستوى رفيع من اختيار جهات ثقافية متخصصة، مع فتح باب للنقاش والتحليل من قبل اختصاصيات في هذا المجال.
ولا تغيب سينما الطفل عن أجندة العروض السينمائية بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة، حيث أعدت المكتبة برنامجا أطلقت عليه اسم “ليلة السينما”، لتقديم أفلام تتناسب مع احتياجات الأطفال واهتماماتهم.
وهكذا فإن السينما لا تغيب عن أجندة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وفروعها، وذلك في إطار حالة التطور التي يشهدها قطاع السينما بالمملكة العربية السعودية، والذي بات يحقق نجاحات داخلية وخارجية لفتت أنظار النقاد.
يُذكر أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة هي مؤسسة خيرية، أنشأها الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عام 1985، وافتتحها في عام 1987 لتوفير مصادر المعرفة البشرية وتنظيمها وجعلها في متناول الباحثين والدارسين.
وللمكتبة اهتمام مميز بتوثيق تاريخ المملكة العربية السعودية وتاريخ الملك عبدالعزيز على وجه الخصوص، الذي تتشرف المكتبة بحمل اسمه، ورصد التراث العربي والإسلامي والإسهام في إحيائه وإخراجه بما يلائم روح العصر ومتطلباته ودراسات الأدب العربي والموروث السعودي ودراسات المكتبات والمعلومات والخيل والفروسية، وذلك من خلال إنتاج الأفلام الوثائقية ونشر الكتب وإقامة الندوات وتنظيم البرامج الثقافية المختلفة التي لا تغيب عنها السينما.