مكافحة فيسبوك لتضليل السياسيين لا تشمل دولا عربية

شركة فيسبوك تتحرك بسرعة للتعامل مع الحملات المنسقة للتأثير على السياسة في البلدان الغنية مثل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
الأربعاء 2021/04/14
الدول العربية استثناء لدى فيسبوك

واشنطن - أكدت عالمة البيانات السابقة في فيسبوك صوفي تشانغ أن الموقع يتخذ إجراءات انتقائية بشأن استخدام بعض السياسيين في جميع أنحاء العالم ثغرة لنشاط غير حقيقي لتزييف الدعم الشعبي ومضايقة المعارضين.

وقال تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية استنادا إلى وثائق داخلية إن شركة فيسبوك تتحرك بسرعة للتعامل مع الحملات المنسقة للتأثير على السياسة في البلدان الغنية مثل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وتايوان، بينما تقوم بإلغاء تحديد الأولويات أو تتجاهل ببساطة تقارير عن نشاط مماثل في الدول الفقيرة مثل أفغانستان والعراق والمكسيك والكثير من الدول اللاتينية.

ونقلت صحيفة الغارديان عن تشانغ قولها إن “هناك الكثير من الضرر الذي يحدث على فيسبوك ولا يتم الرد عليه لأنه لا يعتبر خطرا محدقا بالعلاقات العامة”، مضيفة أن “فيسبوك لا تتحمل التكلفة ولكن يتحملها العالم الأوسع ككل”.

والثغرة التي حددتها تشانغ تتعلق باستخدام الصفحات لإنشاء مؤيدين مزيفين تستخدمهم الحكومات للظهور بشعبية وانتقاد المعارضين، على الرغم من أن فيسبوك تحظر على الأشخاص تشغيل أكثر من حساب واحد، ويمكن لأي فرد إنشاء صفحات بنتائج مماثلة.

وتُستخدم الصفحات عادةً لتمثيل الشركات أو المؤسسات الخيرية أو المنظمات غير الربحية أو المؤسسات الأخرى، ولكن يمكن تغييرها بسهولة لتبدو وكأنها حسابات فردية.

واستخدمت هذه الثغرة في هندوراس، حيث أنشأ المسؤولون الذين يديرون صفحة فيسبوك لرئيس الدولة جوان أورلندو هيرنانديز مئات من الصفحات لإبداء الإعجاب بمنشوراتهم الخاصة وإضفاء مظهر الدعم الشعبي.

وتؤكد الوثائق أن نفس الأمر  حدث في أذربيجان مع الرئيس إلهام علييف إذ استخدم الحزب الحاكم الصفحات الوهمية لمضايقة السياسيين المعارضين وانتقاد الأخبار من قبل وسائل الإعلام المستقلة.

وأثناء الاحتجاجات في العراق عام 2019 طلب خبراء التسويق منح شبكتين عثرت عليهما تشانغ الأولوية. وتمت الموافقة على التحقيق، لكن لم يتم اتخاذ أي تحرك. وفي تونس، تركت شبكات مماثلة بدون تحقيق رغم الانتخابات هناك.

وقامت شركة فيسبوك بطرد عالمة البيانات السابقة صوفي تشانغ التي عملت مع فريق النزاهة بعد تحديد هذا النشاط المزيف من قِبل الشركة في سبتمبر 2020 “بسبب الأداء الضعيف”.

وفي مذكرة شاركتها تشانغ في يومها الأخير وصفت كيف وجدت “محاولات صارخة من قبل الحكومات لإساءة استخدام منصتنا على نطاق واسع لتضليل مواطنيها”. وقالت تشانغ “انضممت إلى فيسبوك لأنني كنت أتمنى بسذاجة إصلاح الشركة من الداخل”.

من جانبها ردت المتحدثة باسم فيسبوك ليز بورجوا في بيان قدمته لصحيفة الغارديان “نحن نختلف بشكل أساسي مع توصيف السيدة تشانغ لأولوياتنا وجهودنا لاستئصال الإساءة على منصتنا، نحن نلاحق الإساءات بقوة في جميع أنحاء العالم ولدينا فرق متخصصة تركز على هذا العمل”. وتقول بورجوا إن فيسبوك قد أزالت “أكثر من 100 شبكة من السلوك المسيء” وأن “مكافحة السلوك المسيء هي أولويتنا”.

19