مفاجأة.. بلاتر يتلاعب بالألفاظ لتجنب استخدام كلمة الاستقالة

الأحد 2015/06/07
مونديالا روسيا وقطر يقوضان عرش بلاتر

بدهاء الثعلب الذي يعرف متى يجب التراجع عن غنائمه، نجح السويسري جوزيف سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم من جديد في إدارة عواصف الهجوم التي تعرض لها مؤخرا، واضطرته للدعوة لجمعية عمومية غير عادية للفيفا للبحث في رئاسته للمنظمة الدولية.

علمت “العرب” من مصادر عايشت كواليس الانتخابات التي أقيمت في مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم بزيوريخ الأسبوع الماضي وأسفرت عن فوز بلاتر، بأن السويسري كعادته ناور ببيانه الذي أصدره، ويصعب اعتبار ما قاله استقالة صريحة، بعكس ما فهمها الكثيرون، كما أن المناورة تظهر بوضوح أكبر في إصراره على البقاء في منصبه حتى موعد انعقاد الجمعية العمومية المنتظرة، خلاف ما أوردته بعض وكالات الأنباء عن تولي عيسى حياتو مهام بلاتر بشكل مؤقت باعتباره النائب الأول له.

بلاتر تجنب استخدام كلمة استقالة، بدلا من ذلك استخدم عبارة مطاطية يمكن تفسيرها على أكثر من وجه، حيث قال (أسلم تفويضي) إلى جمعية عمومية غير عادية.

واللافت أن أغلب من تعاملوا مع الخبر، أردفوه بخبر ثان عن تولي الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم والنائب الأول لرئيس الفيفا مهام بلاتر بشكل مؤقت، حتى انعقاد الجمعية العمومية التي رجحت أن تقام ما بين ديسمبر 2015 ومارس 2016، وتم تغافل تأكيد بلاتر في بيانه أنه مستمر في عمله على رأس الفيفا حتى انعقاد الاجتماع غير العادي للجمعية العمومية.

كما استخف البعض -دون حق- بكلمات بلاتر الزئبقية التي تلت إعلان تنحيه، والتي جاء فيها “بما أنني لن أكون مرشحا في الانتخابات، وسأكون متحررا من القيود يمكنني التركيز أكثر على الإصلاحات الجوهرية التي تتجاوز ما قمنا به في السنوات الماضية”، وهي كلمات لا تحمل معنى محددا يمكن محاسبته عليه لاحقا، وتحتمل العديد من المعاني.

مصادر "العرب" بالفيفا لا تستبعد وجود اتفاق بين بلاتر وجهات أميركية لضمان خروجه الآمن مقابل تسهيل الحصول على ما يثبت وجود فساد في استضافة مونديالي 2018 و2022

مصادر “العرب” أفادت أن بيان بلاتر والظروف التي خرج فيها تحمل علامات مريبة سببت القلق لمسؤولي ملف قطر 2022، حول مصير المونديال الذي نجحوا في الفوز باستضافته، فرغم الضمانات الكبيرة التي حرصوا على تسجيلها في عقد الاستضافة الذي وقعوه مع الفيفا، وأهمها الحصول على تعويضات مالية شبه تعجيزية على الاتحاد الدولي لكرة القدم، إذا قرر سحب الاستضافة لاحقا منها، وهي تعويضات عما تكبدته الحكومة القطرية من تكاليف إنشاء البنى التحتية والملاعب وبقية التجهيزات اللازمة لتنظيم المونديال.

ورأت المصادر أن هذه الضمانات كانت وراء تطمينات وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية أخيرا بأن سحب تنظيم المونديال من قطر مستحيل، لكن القطريين يعرفون أكثر من غيرهم أن بلاتر لا يؤمن جانبه، خاصة بعد أن اختبروه من قبل، واضطروا للتضحية بابن بلادهم محمد بن همام، الذي تحول من رجل الفيفا القوي والمنافس الشرس لبلاتر في انتخابات 2011، إلى رجل مدان بالفساد وممنوع من تولي أيّ مناصب رياضية رسمية.

ولم تستبعد المصادر وجود اتفاق بين بلاتر وجهات أميركية لضمان خروج آمن له من الفيفا، مقابل أن يسهّل بدوره لهذه الجهات الحصول على ما يثبت وجود عمليات فساد في التصويت على استضافة مونديالي 2018 و2022 في الشهور القليلة المقبلة التي سيمارس فيها عمله المعتاد كرئيس للمنظمة الدولية، وهو ما يمهد لطرح فكرة إعادة التصويت على استضافة البطولتين مجددا.

وفي المقابل أكدت المصادر لـ”العرب” أن مونديال قطر هو الهدف الرئيسي والوحيد لهذه التحركات، أما مونديال روسيا فيعرف مسؤولو الفيفا والمحققون الأميركيون، وكذلك كبار السياسيين الإنكليز الذين لم يشفوا بعد من جراح هزيمة ملف بلادهم أمام الملف الروسي، أن أحدا لا يستطيع سحب تنظيمه من دولة عظمى تملك من “الدبابير” ما تستطيع أن تسبب به الكثير من المشاكل والمتاعب للفيفا وللعديد من الدول الغربية، إذا تجرأت على دخول عشها.

23