مغردات سعوديات يخضن حروبهن على جبهتي الداخل والخارج

الرياض- تابع مستخدمو تويتر في السعودية سجالات بين السفير الأميركي السابق في روسيا مايكل ماكفول ومغردات سعوديات على تويتر، بشأن حقوق المرأة السعودية.

وبدأ الأمر حين قام الدبلوماسي الأميركي بنشر سلسلة تغريدات على حسابه على تويتر، انتقد فيها أوضاع النساء في السعودية واصفا “المملكة بأنها مكان رهيب للنساء”. وعلى الفور دخلت سعوديات على الخط، ليؤكدن أن تغريدات الدبلوماسي جانبت الحقيقة.

وقام ماكفول من جانبه، بحضر باحثة اجتماعية ومستشارة في التخطيط الاستراتيجي وصناعة المحتوى السعودية تدعى أماني العجلان، بعدما وصفته بـ”الكاذب” وهو ما أثار جدلا واسعا. وكتبت العجلان ردا على تغريدات ماكفول:

@AmaniAAJ

“آسف لذلك ولكنك كاذب! أنا امرأة سعودية ولدي جميع حقوقي في بلدي، وأنا مواطنة بالكامل مثل الرجال بموجب القانون. أنت لست في مكان تخبرنا فيه عنا!”.

وأرفقت التغريدة بإيموجي لوجه مبتسم مع عبارة “استمتع بالفيديو الخاص بي في الرياض”، الذي أظهرها وهي تقود سيارتها فيما تستمع إلى الموسيقى في شوارع العاصمة السعودية.

وأكد الدبلوماسي السابق أن “الحظر” لا يرتبط بـ”حرية التعبير”، بل إنه ببساطة أمر غير سار بالنسبة له أن يطلق عليه “كاذب”، وأنه لن يتسامح معه إلا إذا جاء من أميركي وليس من امرأة سعودية. لكن الجدل لم يتوقف هنا إذ دخلت سعوديات على الخط للدفاع عن بلادهن، وكان لافتا استخدامهن لغة إنجليزية سليمة وعبارات رصينة.

وعلى تويتر يتفاعل الشباب السعودي بشأن الانتقادات الموجهة لبلادهم، ويرون فيها تهجّما وتحاملا على المملكة. وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضاء مثاليا لقياس تفاعل السعوديين مع رؤية العالم الخارجي وخصوصا الغربي لبلدهم. وكتبت مغردة:

Tboolah1@

هنا سيدة سعودية أخرى، نحن في غاية السعادة والفخر، توقف عن العبث بعقول الفتيات القاصرات وتحريضهن على عائلاتهن، فهذا سلوك حقير.

وقالت أخرى:

Aldanah_j0@

آسفة، لكني لا أفهم سبب إصرارك، نحن نعيش في المملكة العربية السعودية وأنت تقول إن كلامنا ليس صحيحا، رغم أنك تعيش بعيدا ولم تكن في بلادنا أبدا لتعرف الحقيقة.

وأجبر ماكفول على مسح ردوده وتغريداته في ما عدته سعوديات انتصارا لهن ضد الأكاذيب التي تروج على بلادهن. وانتقد ناشط سعودي:

Mr_Alshammeri@

من السخرية أن الذي يناصر حرية التعبير وحقوق الإنسان، حظر ناشطة  فقط لأن ردها لم يتناسب مع ما يسمى بسرد ناشطي الحزب الديمقراطي بأن المملكة العربية السعودية مكان رهيب للنساء، وهذا غير صحيح.

ويرى مغردون أن من يسمونهم “أعداء المملكة” متربصون على تويتر ويحاولون النيل منها خارجيا. ويؤكد سعوديون أن “التشهير في بعض القضايا هدفه اتهام وتحميل الذنب للحكومة السعودية”. ولطالما استغلت قضايا النساء، وتحولت إلى منصات لانطلاق هجومات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان على السعودية أحرجتها عالميا.

ويقول سعوديون إن “البيانات يجب أن تكون واضحة”، كما يطالبون بـ”الابتعاد عن سياسة التعتيم حتى لا تُؤوّل القضايا وتحمّل ما لا تحتمل”. وأضاف الناشط:

Mr_Alshammeri@

أصدرت المملكة العربية السعودية، في ما يتعلق بحقوق المرأة والتمكين، قواعد وأنظمة وقوانين جديدة. يمكننا القول إن الحكومة السعودية هي الأكثر تقدمية في الشرق الأوسط عندما يتعلق الأمر بتمكين المرأة.

وتشهد السعودية خطوات غير مسبوقة منحت المرأة حقوقا ظلت تكافح عقودا لنيلها، وأبرزها الحق في قيادة السيارات وممارسة الرياضة والذهاب إلى دور العرض السينمائية، فضلا عن تمكينها من شغل مناصب قيادية في السفارات والوزارات والمناصب العسكرية.

واستطاعت السعوديات تغيير الصورة النمطية المرتبطة بهن. وفي كل مرة كان تويتر سلاحهن، إذ كان للموقع دور كبير في إثارة الوعي حول قضايا النساء. ويعد مستخدمو الموقع في السعودية الأنشط حول العالم.

داخليا، نشط هاشتاغ #إسقاط_بقايا_الولاية، تطالب ضمنه سعوديات بتمكينهن من حقوقهن كاملة. وتتوجه السعوديات في الهاشتاغ إلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وكتبت مغردة:

00Iiri@

افعلها يا محمد وانه سنين من العذاب والحرمان والتسلط #إسقاط_بقايا_الولاية 341.

وقدمت السعوديات درسا في الإصرار بعد أن أثمرت حملة على تويتر في إسقاط جزء كبير من الولاية عنهن.

يذكر أن رؤية 2030 وهي الخطة التي وضعها ولي العهد للعبور إلى مرحلة ما بعد النفط، تولي اهتماما بشكل أكبر لمشاركة المرأة في المجتمع والاقتصاد، لكن ما يجري على أرض الواقع يثير الكثير من التساؤلات عن حقوق أساسيّة مُجمّدة، بينها حقّ النساء في ارتداء ما يشأن من ملابس.