معرض مشترك لفنان يحرك الجبال وفنانة تبني مدنا على البحر

عمان - يشكّل المكان الهاجس الأساسي للمعرض الفني المشترك للفنانَين هاني علقم وريم معشر الذي يقام في غاليري نبض تحت عنوان “المناظر الطبيعية المسحورة في الأردن”.
وتحتفي الأعمال الفنية المعروضة بالجمال وتبرزه من خلال ما تنطوي عليه الطبيعة من تفاصيل لم تطلها يدُ الإنسان بالتخريب والتدمير بعد.
ففي أعمال علقم التي أنجزها خلال رحلة أقام فيها في جنوب الأردن مكتشفًا صحراءها، يصوّر الفنان الجبال المرتفعة بمهابة في الصحراء، وقد استخدم في إبراز تكويناتها اللونين البني الغامق والأسود، حيث تنتشر بالفعل الجبال ذات اللون الأسود في تلك الصحراء المكوَّنة من حجارة بازلتية، وتعكس في تجاورها معا شعورًا صوفيًا خالصًا.
ويقول علقم في تصريح له “اعتمدت الألوان القوية لأُبرز سحر المكان الذي يدفع الروح للتوحّد معه. هناك إحساس كبير بالخشوع وبالحب والابتهال، ونوع عميق من التصوف، لاسيما أنني اخترت أماكن غير مأهولة بالسكان وبعيدة عن وجهات السياحة”.
وحول التقنيات التي استخدمها لإنجاز لوحات متنوعة الأحجام والتشكيلات يوضح علقم “حاولت أن أضيء جماليات المكان بتبسيط الصحراء كشكل خارجي، وإظهار قوتها في الوقت نفسه من خلال ضربات الفرشاة والحسّ التعبيري العاطفي”، وهو بالفعل ما يمكن للمشاهد الإحساس به خلال النظر للوحات علقم التي تعرجت خطوطها وتماوجت أحيانًا بلطف كما لو أن ريحًا تهبّ على الجبال الراسخة وتحرّكها بلطف.
من جهة أخرى استلهمت ريم معشر في أعمالها مفردة البحر، وجاءت لوحاتها التي تعبّر عن هذه المفردة بألوان مشرقة ومبهجة، كما تناولت في أعمال أخرى أحياء “وسط البلد” في عمّان، مبرزةً شكل البيوت التي تتراكب فوق بعضها بعضًا على شكل طبقات، مع التركيز على مشاهد الشبابيك المقوّسة والأدراج التي تتميز بها المدينة.

وتقول معشر “رسمت الأماكن من مخيلتي وكما أتذكرها، فقد عملت على اللوحات خلال مرحلة الحظر التي فرضتها جائحة كورونا، ومن خلال ما أرسم كنت أستعيد ذكريات حلوة تبعث في نفسي الراحة والطمأنينة”.
وحول اعتمادها الألوان الفاتحة تقول معشر “أفضّل الألوان الهادئة والباردة كالأزرق والأخضر لأنها مريحة، بخاصة أنني أستعمل الباستيل والأكريليك”.
ويجسّد المعرض بمفرداته نوعًا من الانسجام بين قوة اللون عند علقم وهدوئه عند معشر، وكأن كلًّا منهما يُبرز جانبًا من روح المدينة يخصه وحده.
ويقول علقم “كانت فرصة جميلة أن نعرض معًا، فقد أنجزت أعمالي في صحراء جنوب الأردن، وفي بعض المدن القريبة من قلبي كالسّلط”، وتؤكد معشر “رغم اختلاف تجربتي عن تجربة هاني علقم إلا أنهما تكاملتا لتعبّرا عن جماليات المكان الأردني”.
