معرض مسقط للكتاب يراهن على التنوع الثقافي بمشاركة 35 دولة

الدورة التاسعة والعشرين ترفع شعار "التنوع الثقافي ثراء للحضارات العالمية" وتحتفي بمحافظة شمال الشرقية وبالسعودية.
الجمعة 2025/04/25
تبادل المعرفة يثري الحضارات

مسقط - انطلقت فعاليات الدورة الـ29 من معرض مسقط الدولي للكتاب، رافعة شعار “التنوع الثقافي ثراء للحضارات العالمية”، والذي يعكس اهتمام السلطنة بأهمية التنوع الثقافي كعنصر أساسي في إثراء الحضارات وتبادل المعرفة بين الشعوب، وسط تحديات كبيرة يواجهها الكتاب الورقي في ظل التطور التكنولوجي.

وبدأت الفعاليات تحت رعاية الدكتور فهد بن الجلندي آل سعيد رئيس جامعة السلطان قابوس، وبحضور الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم إمارة الشارقة، والدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام رئيس اللجنة الرئيسة للمعرض، وعدد من الهيئات الدبلوماسية والسفراء والمهتمين بالجانب الثقافي.

وسيستمر المعرض حتى الثالث من شهر مايو المقبل، بمشاركة 674 دار نشر من 35 دولة. وتتضمن أجندته إقامة أكثر من 200 فعالية، يُشارك فيها مفكرون وأدباء وشعراء وفنانون ومثقفون عُمانيون وعرب وأجانب.

وتتنوّع الفعاليات ما بين ندوات فكرية وحوارات ثقافية ومحاضرات وورش وعروض فنية، وغير ذلك من الأنشطة التي تلبي احتياجات زوّار المعرض على مختلف توجهاتهم وفئاتهم العمرية.

هذه الدورة من المعرض تأتي استمرارًا لرسالته في دعم الثقافة وتشجيع القراء، وتوفير مساحة للكتّاب والمؤلفين والناشرين لتقديم أعمالهم
هذه الدورة تأتي استمرارًا لرسالته في دعم الثقافة وتشجيع القراء، وتوفير مساحة للكتّاب والمؤلفين والناشرين لتقديم أعمالهم.

من بين تلك الفعاليات ندوةٌ حول الروائي العُماني زهران الغافري، وجلسة حوارية حول تحويل الروايات العُمانية إلى أفلام سينمائية، وفعالية بعنوان “شعراء من أميركا اللاتينية”، وأُخرى حول الترجمة الألمانية لرواية “أجرام سماوية” للروائية العُمانية جوخة الحارثي.

وفي مؤتمر صحفي أقيم بالعاصمة العمانية، قال محمد بن سعيد البلوشي وكيل وزارة الإعلام إن معرض مسقط الدولي للكتاب يعد منارة ثقافية بارزة ومناسبة سنوية تحتفي بالفكر والإبداع والثقافة وتجمع الكتّاب والمثقفين والناشرين من مختلف دول العالم لتكون شاهدا على التبادل الفكري والحوار الثقافي. وأضاف أن هذه الدورة من المعرض تأتي استمرارًا لرسالته في دعم الثقافة وتشجيع القراء، وتوفير مساحة للكتّاب والمؤلفين والناشرين لتقديم أعمالهم.

وأشار إلى أنه تم اختيار محافظة شمال الشرقية لتكون ضيف شرف المعرض في دورته الـتاسعة والعشرين، مبينًا أنَّه سيكون هناك جناح خاصّ بمحتوى يقدّم ملامح عن الثقافة المحلية للمحافظة وتاريخها وإبراز أعلامها ومآثرها العلمية والإنسانيّة والوجهات السياحيّة ومكونات الحياة العصرية في ولاياتها، كما سيتم تنفيذ مجموعة موسعة من البرامج والأنشطة والفعاليات الثقافية طيلة أيام المعرض.

كما يخصص المعرض جناحا للطفل يتضمّن فعاليات تتنوّع بين العروض المسرحية والورش وجلسات القراءة.

ولفت إلى أنه ستكون هناك تغطيات للفعاليات والأنشطة اليومية، والتي ستنفّذها وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، إضافة إلى وجود ربط مباشر لعدد من الفعاليات الثقافية خلال أيام المعرض، وتوفير خريطة ثلاثية الأبعاد للمعرض، إضافة إلى وجود خدمة الدفع الإلكتروني في كافة منصات المشاركين.

وأوضح أنه تم توجيه الدعوة إلى أكثر من 74 إعلاميًّا من 50 مؤسسة إعلامية حول العالم، إضافة إلى عدد من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي المعنيين بالكتاب والثقافة. كما أشار إلى أنَّ المعرض يستضيف هذا العام نخبةً من المثقفين والإعلاميين البارزين وعددًا من الكُتّاب والأدباء ورؤساء الاتحادات ونقابات دور النشر للمشاركة في فعاليات المشهد الثقافي التي ستتشكل خلال أيام المعرض.

ومن جانبه استعرض أحمد بن سعود الرواحي مدير معرض مسقط الدولي للكتاب بيانات المشاركات والفعاليات، حيث أشار إلى أن عدد دور النشر المشاركة هذا العام بلغ 674 دارًا من 35 دولة منها 640 تُشارك بشكل مباشر و34 عن طريق التوكيلات.

وأضاف أن إجمالي العناوين والإصدارات المدرجة في الموقع بلغ 681 ألف عنوان، ونحو 467 من هذه العناوين كتب عربية، وحوالي 214 منها كتب أجنبية، فيما بلغ عدد المجموعة العُمانية 27.464 كتابًا، كما بلغ عدد الإصدارات الحديثة التي طبعت بين 2024 و2025 حوالي 52 ألف كتاب.

كتب التراث تظل تحظى باهتمام كبير من الجهات الرسمية في السلطنة، ومن جمهور القراء، ولها حضور كبير في دورات معرض مسقط للكتاب

وأوضح أنه تم تخصيص مساحة لفعاليات وأنشطة الطفل والأسرة تشتمل على مسرح للفعاليات وحلقات العمل، وركن لغة الضاد، وركن ثقافة الطفل، ويبلغ عدد الفعاليات 155، منها العروض التفاعلية والترفيهيّة والمبادرات الشبابيّة وعروض الدمى، بجانب إقامة عدد من المقاهي الثقافية في عدد من الأجنحة المشاركة.

ويشهد المعرض في دورته هذا العام احتفاء بالمملكة العربية السعودية، من خلال إقامة أيام ثقافية سعودية، وذلك في ظل العلاقات المتميزة بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية في كافة المجالات والأصعدة، وسيتم تنفيذ العديد من البرامج والفعاليات في جناح المملكة بالمعرض وفي المواقع المخصصة لهذه الفعاليات.

وكان مدير المعرض قد أكد في تصريحات سابقة لـ”العرب” على ثقته بأن الكتاب الورقي يُشكّل الحضور الأبرز رغم كل الصعوبات التي تواجهه، وأنه رغم كل الانتشار التكنولوجي الواسع تظل للكتاب الورقي خصوصية وروح، ويحظى بشغف ومتابعة واهتمام كبير من قبل جمهور القراء.

واعتبر أن كتب التراث تظل تحظى باهتمام كبير من الجهات الرسمية في السلطنة، ومن جمهور القراء، ولها حضور كبير في دورات معرض مسقط للكتاب.

وكشف أن هناك تعاونا دائما ومستمرا بين معرض مسقط ومعارض الكتاب في العالم العربي، وحرصا على المشاركة في مختلف المعارض، وإقامة فعاليات تسهم في تقديم صورة حقيقية عن الفكر والثقافة والتراث والفنون العُمانية.

كما نوّه بالتعاون بين معرض مسقط للكتاب واتحاد الناشرين العرب، وأكد على وجود تعاون كبير مع اتحاد الناشرين العرب، وأن بلاده تُقدم التسهيلات والدعم اللازم للناشرين وفق الإمكانيات والضوابط والشروط المُقررة، وكذلك الحال مع اتحادات الناشرين بالدول العربية، من أجل خدمة الثقافة وفي إطار سعي بلاده لتكون لها بصمتها في الثقافة العربية والعمل على انتشارها.

يُشار إلى أنّ هذه هي الدورة الأُولى التي يُقام فيها معرض مسقط الدولي للكتاب خلال شهري أبريل ومايو، حيث ظلّ يُقام في فبراير من كلّ عام منذ انطلاقه عام 1992.

13