مطار طبرقة -عين دراهم شمال تونس يستأنف نشاطه

تونس - أعلنت الحكومة التونسية عن استئناف مطار طبرقة - عين دراهم بولاية جندوبة (شمال غرب) نشاطه باستقبال أولى الرحلات الجوية الخميس 6 يوليو الجاري، بعد توقفه لأكثر من عامين.
وأوضح هشام المحواشي المندوب المحلي للسياحة في ولاية جندوبة (شمال غرب)، في تصريح لـ“العرب”، أن مطار طبرقة- عين دراهم لم يغلق أبوابه بل تم تعليق نشاطه منذ أوائل العام 2015.
وقال المحواشي إن “أهمية استئناف نشاط المطار تكمن في عودة جهة طبرقة- عين دراهم السياحية ضمن الوجهات المعتمدة من قبل السوق الأوروبية”.
وأكد المحواشي أن عودة المطار إلى العمل من جديد ستساهم كثيرا في انتعاشة قطاع السياحة بالجهة، موضحا أن عديد الفنادق أعادت فتح أبوابها بعد إغلاقها لفترات طويلة من الزمن بسبب الأزمات المتتالية التي مني بها قطاع السياحة في تونس والتي أثرت على أعداد السياح الوافدين إلى تونس.
كما تستعد مدينة طبرقة إلى تنظيم مهرجان الجاز السنوي، إذ يتوقع المحواشي أن كل المناسبات الصيفية وتطورات الأحداث في الجهة وتزامنها مع تنظيم الرحلة القادمة من العاصمة الفرنسية باريس باتجاه طبرقة ستكون لها نتائج إيجابية.
وبحسب المعطيات المسجلة لدى مندوبية السياحة بجندوبة، شهدت الأرقام ارتفاعا بنسبة 47 بالمئة منذ بداية السنة وحتى نهاية شهر مايو الماضي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. كما تطورت الأرقام بنسبة 31 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام 2010.
واستقبلت نزل طبرقة وعين دراهم خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الحالي 90681 سائحا. وتجاوز عدد الليالي المقضاة أكثر من 139 ألف ليلة.
وأكد المحواشي أن الرحلة الجوية ستتواصل أسبوعيا إلى غاية شهر سبتمبر القادم. ويرى نفس المصدر أن “هذه الرحلة تمثل بداية الغيث فقط”، حيث من المتوقع أن تتبعها رحلات دولية أخرى قادمة من عواصم وبلدان أوروبية.
وقال متابعون إنه بفضل الخط الجوي الأسبوعي الرابط بين باريس وطبرقة سجلت الجهات الرسمية أرقاما قياسية في أعداد الوافدين إلى المنطقة السياحية طبرقة- عين دراهم. وتتميز الجهة بطبيعة فريدة من نوعها إذ تجمع بين البحر والجبال والغابات. وسيستقبل مطار طبرقة- عين دراهم الأربعاء، أكثر من 120 سائحا في “أول رحلة سياحية قادمة من باريس بعد تعليق لنشاط المطار منذ أكثر من سنتين”.
وأعلن، بداية يونيو الحالي، عن إعادة افتتاح مطار طبرقة- عين دراهم الدولي أمام الملاحة الجوية للمسافرين.
وقالت إيمان العيادي الناشطة في المجتمع المدني بولاية جندوبة (جمعية مسارات نسائية)، في تصريح لـ“العرب”، “تنمويا لعودة نشاط المطار فوائد كثيرة أهمها تقريب المسافات في مجال السياحة الداخلية”.
وأشارت العيادي إلى الطبيعة المميزة لجهة الشمال الغربي وهو ما تفتقده مناطق أخرى في تونس، “وبالتالي فإن عودة الرحلات إلى المطار ستكون لها مساهمة كبيرة في هذا الشأن”.
وتابعت “حاليا المطار سيستقبل رحلة واحدة أسبوعيا قادمة من باريس وهو أمر يحمل مؤشرات إيجابية”، إذ أن السياح سيروجون لجمال المنطقة بطريقة ما وهو ما سيشجع غيرهم على زيارة مدينتي طبرقة وعين دراهم وبقية المدن القريبة منهما.
ولفتت العيادي إلى أن مدينة غار الدماء التابعة لولاية جندوبة من بين المدن التونسية التي ينحدر منها المهاجرون منذ عقود، موضحة “يمكن لهؤلاء النزول في مطار طبرقة بدلا عن مطار تونس قرطاج باعتبار قرب المسافة”.
وتعمل الحكومة التونسية على وضع إجراءات خاصة تسهل عودة التونسيين المقيمين في المهجر إلى بلادهم. وأقرت الجهات الرسمية تخفيضات هامة في تذاكر السفر على متن رحلات شركة الخطوط التونسية.
وقال هشام المحواشي إن التونسيين المقيمين في بلدان المهجر بإمكانهم الاستفادة من الخط الجوي الأسبوعي الذي يربط بين باريس وطبرقة، إذ تتوفر لصالحهم أسعار تفاضلية على بطاقات السفر.
وأشارت العيادي إلى أهمية تحسين البنية التحتية، خاصة الطرقات الرابطة بين طبرقة وبقية المدن المجاورة لها.
وتشهد الطريق الوطنية بين جندوبة وعين دراهم وطبرقة أشغال صيانة وتهيئة متواصلة لتوسيعها بالإضافة إلى حمايتها من الانزلاقات الأرضية التي تحدث خاصة في الشتاء عند نزول الثلوج والأمطار.
وفي شهر نوفمبر الماضي، أعلن وزير النقل أنيس غديرة أن ديوان الطيران المدني والمطارات يعمل على إعداد اتفاقية مع شركة أميركية لتمكينها من استغلال مطار طبرقة كمنطقة شحن جوي وتحويل الطائرات المستعملة لنقل المسافرين إلى طائرات شحن.
وعرف مطار طبرقة ركودا لسنوات طويلة خاصة في الشتاء بسبب غياب تام لحركة الرحلات داخله. وبدأ العمل بالمطار (15 كلم شرق مدينة طبرقة) في شهر يوليو 1992.