مسقط تحاول اللحاق بركب صناعة الألبان في منطقة الخليج

صلالة (سلطنة عمان) – عززت الحكومة العمانية من رهاناتها على صناعة الألبان بعدما دشنت أحدث مشاريعها في القطاع بالمنطقة الحرة في صلالة.

وتسعى مسقط من وراء الخطوة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحليب ومشتقاته في السوق المحلية في مرحلة أولى ثم تصدير منتجاتها إلى أسواق الخليج بعد أن سبقتها كل من السعودية والإمارات بأشواط في هذا المجال.

ويقول خبراء إن قطاع صناعة الألبان ليس منتجا غذائيا فحسب، بل يعد أحد القطاعات الاقتصادية التي تدعم الأمن الغذائي، ويحقق القيمة المضافة للناتج المحلي، فضلا عن توفير فرص للعمل سواء في التصنيع أو المختبرات والتسويق والإدارة.

ودشن الوزير المسؤول عن الشؤون المالية في السلطنة درويش البلوشي الأحد الماضي مصنع عمان لمنتجات الحليب والألبان (الألبان) بالمنطقة الحرة بصلالة.

وتعد هذه الشركة تابعة للمصنع العماني للمواد الغذائية والمعروفة بعلامتها التجارية “المدهش”، التي تعد واحدة من إحدى الشركات الرائدة في تصنيع المواد الغذائية في البلد الخليجي منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وتظهر البيانات الرسمية أن إجمالي الاستثمار الذي قام به المصنع العماني للمواد الغذائية في هذا المشروع الواعد قرابة 70 مليون دولار. وقد نجحت الشركة في تشغيل المرحلة الأولى من المصنع في الربع الثالث من عام 2019.

وتقول الحكومة إن المشروع يعتبر أول شركة في البلاد لتصنيع وتعبئة الحليب المبخر في العلب وهي حاصلة على شهادة دولية في السلامة والأمن في الصناعات الغذائية.

70 مليون دولار تكلفة تشييد مصنع عمان لمنتجات الحليب والألبان بالمنطقة الحرة بصلالة

ونسبت وكالة الأنباء العمانية الرسمية لرئيس مجلس إدارة مجموعة المصنع العماني للمواد الغذائية سرندرا ديراج لال قوله “نستخدم أحدث التكنولوجيا في هذا المجال كما يتم إجراء أكثر من 80 اختبارا مختلفا للجودة من قبل قسم الجودة قبل طرح منتجنا الوطني في السوق التجاري والتأكد من مطابقته لمعايير الجودة الخليجية والدولية”.

وأضاف “لدينا رؤية لتوسيع المصنع مستقبلا من أجل إنتاج العصائر المنكهة ومشروبات الإفطار وقشدة الإفطار والحليب المكثف المحلى لنكون أول منتج لمنتجات الألبان في سلطنة عمان”.

وكانت شركة مزون للألبان العمانية العلامة الرائدة في القطاع، قد دشنت قبل فترة منتجاتها لتكون متاحة أمام المستهلكين في أرجاء البلاد، ترجمة لتوجهات الحكومة نحو تأمين الغذاء.

وتواجه محاولات مسقط توسيع نطاق هذه الصناعة تحديات كثيرة لتسويق المنتجات في الخارج وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.

وتشير التقديرات الرسمية إلى أن إجمالي كميات الحليب ومشتقاته المستهلكة في السوق الخليجية يقدر بنحو ملياري لتر سنويا.

وتحتل صناعة منتجات الألبان التي تعتبر من أهم الصناعات الغذائية في دول الخليج مراكز الصدارة في حجم الاستثمارات الموظفة في قطاع الصناعات الغذائية.

ويبلغ معدل نمو الطلب على الحليب ومشتقاته نحو خمسة بالمئة في السوق الخليجية ويتطلب تعزيز هذا النمو ضخ المزيد من الاستثمارات.

وتقدر حصة السوق السعودية من الحليب بنحو 60 بالمئة من إجمالي سوق المنطقة، خاصة وأن شركة المراعي تعد أكبر الكيانات التي تعمل في المجال.

وتظهر بيانات وزارة الاقتصاد الإماراتية أن القيمة الإجمالية للتجارة الخارجية للبلاد مـن الألبان ومشتقاتها تبلغ سنويا حوالي 2.33 مليار دولار.

واحتلت الإمارات المرتبة السادسة عالميا من حيث استيراد الألبان المصنعة فيما جاءت في المرتبة العاشرة عالميا في صادرات الألبان أو المحتوية على سكر مضاف أو مواد تحلية.

ويقول سوميت ماثور، المدير الإداري لشركة فريزلاند كامبينا لسوق الشرق الأوسط، إن قطاع الألبان تضاعف في دول بين عامي 2007 و2017 ليبلغ 8.6 مليار دولار.

ومن المتوقع أن يتضاعف استهلاك الألبان بحلول 2022 مع ترسيخ حكومات الخليج لخطط تنويع الاقتصاد أكثر، إضافة إلى العمل بالتزامن مع استثمارات حكومية وخاصة متزايدة هدفها تحقيق نموّ في الوظائف وفي الدخل الفردي.