مسرح ياباني يتحدّى الإغلاق بعرض مُبتكر

أكثر من 90 في المئة من أفراد الجمهور كانوا إيجابيين بشأن الأداء، وقالوا إنهم راضون عن التجربة الجديدة.
السبت 2021/03/06
عرض يضمن الفرجة والتباعد الاجتماعي في آن واحد

طوكيو – تخفت الأضواء كما يحدث في بداية أي عرض مسرحي، فيميل المشاهدون إلى الأمام لينظروا من فتحات تشبه فتحات صناديق البريد في باب يفصلهم عن خشبة المسرح، ويبدأ العارضون في الرقص.

هكذا توصّل مسرح “مون لايت موبايل” للرقص الياباني المعاصر إلى وسيلة مبتكرة كي يستعيد الجماهير لعروضه مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي، وتفادي إغلاق المسارح في تحدّ لتفشي فايروس كورونا المستجد بالبلد.

وتتجسّد التجربة في أن يجلس المشاهدون على كراسٍ من دون مسند للظهر، داخل كبائن صغيرة منفصلة تحيط بمنصة العرض، ولكل منها حاجز به فتحة تشبه فتحات صناديق البريد يتابعون منها الراقصين.

وقال نوبويوشي آساي، المدير الفني بالمسرح ومصمّم الرقصات “في الفنون المسرحية، من الضروري للغاية أن نقدّم مسرحا حقيقيا لجمهورنا، لكن ذلك أصبح صعبا بسبب جائحة فايروس كورونا، لذلك فكّرنا في كيفية تحقيق الشعور نفسه، وتوصلنا إلى فكرة هذا المسرح، الذي يمكن أن يضمن التباعد الاجتماعي”.

وأضاف “ابتدعنا فتحات صغيرة تشبه فتحات صناديق البريد، وحاولنا من خلال تضييق مجال الرؤية أن نسمح للمشاهدين بالانغماس أكثر في العرض”. وأردف “استخدمنا عن قصد ذلك للحدّ من رؤية الجمهور لكل شيء، وهذه الطريقة تجعل المشاهدين يحرّكون أجسادهم أو أعينهم للنظر إلى ما يريدون رؤيته، من الأداء المباشر. أردنا من خلال أسلوب المشاهدة الجديد الذي أنشأناه أن يشعر الجمهور بالانغماس حقا”.

وأشار آساي إلى أن أكثر من 90 في المئة من أفراد الجمهور كانوا إيجابيين بشأن الأداء، وقالوا إنهم راضون، وأضاف “لم يشاهد الكثيرون طريقة هذه المُشاهدة من قبل، لذلك قال الكثير من الناس إنهم انغمسوا في الأداء بشكل كلي”.

مسرح "مون لايت موبايل" للرقص الياباني المعاصر ابتكر مُشاهدة غير تقليدية عبر فتحات صغيرة تشبه فتحات صناديق البريد

وأوضح المدير الفني للمسرح أنهم ما زالوا يواجهون صعوبات في أعمالهم، وقال “نحن بحاجة إلى ضعف عدد الموظفين العاملين، ولكن بالمقارنة مع السابق في بداية جائحة كوفيد – 19، فإن عدد الزوار يقارب عُشر ما اعتدنا الحصول عليه، ولكننا إذا لم نفعل ذلك فسيفقد الفنانون الأماكن للرقص والتمثيل، نريد أن نقترح هذا كنموذج يمكنه إعادة الجمهور”.

وابتكرت شركة آساي هذا المفهوم العام الماضي بعد أن اضطرت إلى إلغاء معظم العروض، وأقامت الشركة العشرات العروض التي بيعت بالكامل ابتداء من ديسمبر الماضي وحتى بداية مارس الجاري، وتخطّط الشركة لاستخدام الفكرة مرة أخرى في الإنتاجات المستقبلية.

وأشارت الشركة إلى أن الإعداد الحالي يتطلب ضعف عدد الموظفين لتطهير المكان، ويمكنه فقط استضافة 30 فردا كحد أقصى لكل أداء، وهو جزء صغير من حجم الجمهور التقليدي، على الرغم من أن الشركة يتم تمويلها جزئيا من خلال إعانات من الحكومة ومنظمات أخرى، إلاّ أن آساي اعترفت بأن أعمالها الحالية غير مُستدامة في الوقت الحالي، لكن عليها الاستمرار في تنظيم العروض.

وبدأ المسرح في تطبيق الفكرة في ديسمبر الماضي، بعد إلغاء أغلب عروضه في العام الماضي بسبب الجائحة، ومنذ ذلك الحين، بيعت جميع تذاكر 12 عرضا قدّمها بالطريقة المبتكرة.

15