مزاد لشراء صفحات فيسبوك قبل الانتخابات في العراق

بغداد- كشف ناشطون عراقيون عن تغيير أسماء صفحات عراقية على فيسبوك لأسباب سياسية وانتخابية.
وقامت بعض صفحات فيسبوك في العراق بتغيير أسمائها واختيار أسماء أخرى لسياسيين أو مرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في 10 أكتوبر القادم.
وتقوم بعض الصفحات بحيلة حتى تتجنب وصول إشعار لمتابعي الصفحة بتغيير الاسم، من خلال تقديم طلب بتغيير اسمها ثم إخفاء الصفحة، وبعد ذلك يقوم بحظر العراق من متابعي الصفحة حتى لا يصل إشعار بتغييرها إلى متابعيها العراقيين، ثم بعد ذلك يتم رفع الحظر وتظهر مجددا للنطاق الجغرافي العراقي.
وتغيير أسماء الصفحات بديل لإطلاق صفحة جديدة، حيث يستفيد السياسي الذي أصبحت الصفحة باسمه من عدد متابعي الصفحة من أجل الترويج لنشاطاته بدلا من البدء من الصفر.
وتحولت صفحات على فيسبوك تطوعية وأخرى تروج للتسلية أو مخصصة لعرض سلع إلى دعم المرشحين. مثل تغيير اسم صفحة “اللجنة التطوعية الداعمة لحقوق الشهداء والمصابين في محافظة نينوى” إلى “الجماهير الداعمة للمرشح المستقل الأستاذ محمد الشاقولي / الدائرة الثامنة”. وتحولت صفحة “لوز وسكر” إلى صفحة “المرشحة المهندسة مروة الكبيسي” وهي إحدى المرشحات عن حزب تقدم. وتغير اسم صفحة “مقهى الأفندي” على فيسبوك إلى “جمهور المرشح مرتضى العبادي”.

معارك انتخابية مبكرة بدأت بين الساسة السنة ومن المرجح أن ينضم إليهم الساسة الشيعة قريبا
وبحسب ناشطين فهذه الصفحات يتم شراؤها من قبل المرشحين مستغلين حجم المتابعين للصفحات للترويج للانتخابات.
وتوجد على فيسبوك في العراق العشرات من الصفحات المليونية، غير العائدة إلى جهات سياسية أو حزبية، ويعود تاريخ إنشائها إلى نحو 10 سنوات أو أقل بقليل.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر سياسية عراقية في بغداد، معلومات أكدّها عدد من أصحاب الصفحات المستهدفة على فيسبوك، بأن مفاوضات أجرتها كتلةٌ تتبع لرئيس حكومة سابق مع إحدى الصفحات الشهيرة على موقع التواصل الاجتماعي هذا، من أجل شرائها بمبلغ معروض وصل إلى مليون دولار، وهو ما تكرر مع كتلة أخرى لزعيم سياسي بارز، انشق قبل نحو عامين عن تكتله السابق، وشكّل كتلة خاصة به.
كما أفادت مصادر إعلامية أن حزباً رئيسياً في السليمانية في إقليم كردستان توصل فعلاً إلى اتفاق مع صفحة مليونية متحدثة بالكردية، وذلك لشرائها بمبلغ ضخم.
إلى ذلك، أكّد عضو البرلمان العراقي باسم خشان أن بعض الكتل السياسية المدعومة من أحزاب حاكمة في البلاد تسعى منذ أشهر إلى شراء الصفحات المليونية أو مساحات إعلانية فيها، مقابل مبالغ ليست قليلة، ما يؤكد النيّة المسبقة لاستمرار ممارستها للفساد مستقبلاً.
ويلاقي سوق مواقع التواصل الاجتماعي رواجا هائلا في موسم الانتخابات، حيث يدشن يوميا نحو 100 صفحة على فيسبوك وتويتر وتليغرام، تروج لشخصيات وتهاجم آخرين.
وأفاد مركز الإعلام الرقمي الحكومي في العراق الثلاثاء بأنه رصد “حرباً” مبكرة بين ساسة السنة في سباق الانتخابات المقبلة. ورصد “العشرات من المنشورات المدفوعة الثمن والصفحات الممولة على موقع فيسبوك، وهي تتضمن ترويجا ومدحا لسياسي أو حزب ما أو هجوما واستهزاءً وتسقيطا لسياسي آخر من الطيف السياسي السني من الذين سيشتركون في الانتخابات البرلمانية المقبلة”.
وأوضح أن “هذه الصفحات والمنشورات التي تُنفق عليها آلاف الدولارات تأتي في سياق صراع سني ـ سني، وهي معارك من المرجح أن تظهر أيضا في الأيام المقبلة بين السياسيين الشيعة”.

مركز الإعلام الرقمي الحكومي في العراق: الصفحات والمنشورات التي تُنفق عليها آلاف الدولارات تأتي في سياق صراع سني ـ سني
وتدار هذه الصفحات في غالبيتها من قبل مكاتب وفرق تابعة لسياسيين وأحزاب كبيرة لأنها تتطلب إنفاقا ماليا وميزانيات خاصة، ومن المستبعد أن تقوم بها جهات مستقلة أو شباب غير مقتدر ماديا، بسبب تنظيمها الواضح وتمويلها الباذخ.
يذكر أنه في الانتخابات الأخيرة التي أجريت عام 2018 كانت مفوضية الانتخابات حددت أن المرشح الواحد ينفق مليون دولار على حملته الانتخابية.
وتتنوع الحملات الانتخابية للمرشحين في العراق ما بين إعلانات في الشوارع وصولًا إلى الإعلانات التلفزيونية والإذاعية لكن الدعاية على مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر الأهم. ويعترف مراقبون بأهمية مواقع التواصل الاجتماعي في الحياة السياسية بالعراق، نظراً لاستخدامها من قبل العراقيين بكثافة.
وكان مركز الإعلام الرقمي قد دعا في مايو الماضي، شركتي فيسبوك وتويتر إلى إلغاء الإعلانات السياسية على منصاتهما قبل الانتخابات العراقية، من أجل منع تضليل الناخب والمساهمة في نجاح الانتخابات العراقية. ويتهم مركز الإعلام الرقمي في العراق فيسبوك بالتساهل مع التلاعب السياسي بالرأي العام في العراق.
ورصدت نشاطات مستمرة لصفحات بأسماء عامة نشرت معلومات مزيفة أو خادعة تم نفيها لاحقا من قبل مصادر رسمية أو جهات تحقيق مستقلة، غير أن فيسبوك لم يتخذ أي إجراء بحق هذه الصفحات أو الحسابات حتى ولو كان تنبيها على المنشور باحتوائه على معلومات مضللة كما تفعل في بعض الدول.
ودعا المركز إلى ضرورة قيام مواقع التواصل الاجتماعي التي لديها جمهور كبير في العراق وخصوصا فيسبوك وإنستغرام وتويتر وسناب شات بخطوتين مهمتين من أجل منع تضليل الناخب والمساهمة في نجاح الانتخابات العراقية.
وتتمثل الخطوة الأولى في إيقاف ميزة الإعلانات السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي قبل شهر من الانتخابات من أجل عدم استغلال الفضاء الافتراضي والمنصات الرقمية لتسقيط الآخرين وتضليل الناخبين بمنشورات كاذبة.
وبيّن أن الخطوة الثانية تتجسد في زيادة الفرق البشرية التي تراقب محتوى الأخبار ومضمونها في العراق في الفترة التي تسبق الانتخابات من أجل إزالة المنشورات وأيضا الصفحات التي تقف خلفها مخالفة المعايير المتعلقة بالأخبار السياسية والانتخابات.