"مراسلون بلا حدود" تقاضي فيسبوك لنشرها التضليل والكراهية

باريس- رفعت منظمة “مراسلون بلا حدود” دعوى قضائية في باريس ضد شركة فيسبوك بسبب نشر محتويات كراهية ومعلومات كاذبة عبر الإنترنت.
وقالت المنظمة في تقرير على موقعها الإلكتروني إن القضية تسلط الضوء على التناقض الواضح بين التزامات هذه الشركة تجاه المستهلكين وطريقة عملها على أرض الواقع في منصات التواصل الاجتماعي.
وأوضحت أنه استنادا إلى النتائج التي توصل إليها ملف التحري، وشهادات العديد من الموظفين السابقين في الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، فإن التزامات فيسبوك تجاه المستهلكين تقوم على مزاعم كاذبة إلى حد كبير، حيث يتيح موقع التواصل الاجتماعي نشر محتويات تنطوي على التضليل والكراهية بشكل عام وضد الصحافيين على وجه التحديد بما يتعارض مع شروط استخدامه وحملاته الإعلانية.
واختارت “مراسلون بلا حدود” رفع دعوى قضائية في فرنسا، حيث يُراعي القانون حقوق المستهلك على النحو الأنسب، كما أن لفيسبوك عدد كبير من المستهلكين يصل إلى 38 مليون مستخدم، وبما أن شروط خدمة فيسبوك هي نفسها في كل بلد من بلدان العالم، فإن حكم القضاء الفرنسي بشأن طبيعتها التضليلية من شأنه أن يُحدث تأثيراً ذا بُعد عالمي، وتدرس المنظمة إمكانية تقديم شكاوى مماثلة في بلدان أخرى.
1.2 مليار تفاعل مع المواقع التضليلية عبر فيسبوك خلال الربع الأخير من عام 2020
وتستهدف الدعوى رسميًا شركتي فيسبوك فرنسا وفيسبوك أيرلندا، حيث يُعرِّف قانون المستهلك في موادّه الممارسة التجارية على أنها فعل “يستند إلى ادعاءات أو مؤشرات أو عروض كاذبة أو ذات طبيعة تضليلية” تتعلق على وجه الخصوص بـ”الخصائص الأساسية للسلعة أو الخدمة” أو بـ”التزامات الجهة المعلنة”، حيث يعاقَب على هذه الجريمة بغرامة قدرها 300 ألف يورو، وقد تصل إلى 10 في المئة من متوسط المبيعات السنوية.
ووفق شروط وأحكام الاستخدام المعتمدة لدى فيسبوك، تلتزم الشركة بالحرص على “الحفاظ على بيئة آمنة وخالية من الأخطاء”، وتتعهد في الوقت ذاته بحظر مشاركة “أي شيء غير قانوني أو تضليلي”.
ومن خلال معايير استخدام المنصة التي تحدد شروط تطبيق أحكام الاستخدام، تتعهد الشبكة بـ”الحد بشكل كبير من نشر المعلومات الكاذبة”.
وتباهت شركة فيسبوك في حملة إعلانية عبر وسائل الإعلام مطلع 2021 باتخاذ الإجراءات اللازمة لتقديم “معلومات دقيقة في الوقت الحقيقي لمحاربة الوباء بأفضل طريقة”، معلنة تعاونها مع الحكومات والمنظمات الدولية “من أجل تبادل المعلومات الموثوقة حول كوفيد – 19”.
لكن “مراسلون بلا حدود” تقول إن الوعود شيء والواقع شيء آخر. فمن خلال ما خلصت إليه أبحاث مشروع “فيرست درافت” الذي رأى النور في عام 2015 بهدف مكافحة المعلومات التضليلية عبر الإنترنت، تبين مؤخرًا أن فيسبوك تمثل بالنسبة إلى المجتمعات الناطقة بالفرنسية البؤرة المركزية لنظريات المؤامرة في ما يتعلق باللقاح.
ومن جهته وثَّق صندوق مارشال الألماني ما لا يقل عن 1.2 مليار تفاعل مع المواقع التضليلية عبر شبكة فيسبوك خلال الربع الأخير من عام 2020.
وفي دراسة نُشرت عام 2020 تصدرت فيسبوك المنصات التي تُنشر عليها خطابات الكراهية. وتؤكد العناصر الاستدلالية التي قدمتها “مراسلون بلا حدود” لدعم الدعوى القضائية مدى انتشار هذه الظاهرة من خلال أمثلة واضحة.
وفي ما يتعلق بمكافحة الكراهية على الإنترنت قدمت “مراسلون بلا حدود” تقريرين، يتعلق أحدهما بصفحة “شارلي إيبدو” على فيسبوك، لاسيما إصدارا نُشر في سبتمبر 2020 بالتزامن مع بدء المحاكمة المتعلقة بهجمات يناير 2015 على الصحيفة، حيث أحصت المنظمة لعشرات من الشتائم والتعليقات التي تهدد أو تدعو إلى العنف ضد الصحيفة وصحافييها.
أما التقرير الثاني فيسلط الضوء على تعليقات في صفحات عمومية تنطوي على كراهية وتهديدات تجاه الصحافيين العاملين في برنامج “كوتيديان”، وتعليقات تنطوي على تهديدات ضد صحيفة “لينيون” التي تعرّض أحد مصوريها لاعتداء وحشي في فبراير 2021، علماً أن تحقيق الشرطة يتضمن شهادة الصحيفة على العنف الذي يواجهه صحافيوها بانتظام عبر الإنترنت.
وفي ما يتعلق بالمعلومات التضليلية قدمت المنظمة تقريرين في ديسمبر 2020 يُظهران مدى سهولة الوصول إلى المعلومات التضليلية حول كوفيد – 19، وهي معلومات منتشرة على نطاق واسع دون أن تقوم إدارة فيسبوك بالتبليغ عن ذلك.