مذاق الاطعمة يتحكم بمشاعر الإنسان الرومانسية تجاه شريكه

أجرى باحثون في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة، دراسة على عدد من الأشخاص تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عاما، حيث قسموا على مجموعتين، الأولى تناول أفرادها مشروبات مذاقها حلو، والثانية قدّمت لهم مشروبات ذات مرة، فوجدوا أن المجموعة الأولى والتي تناولت شرابا حلوا كانت أكثر رومانسية وتوجهت مشاعر عناصرها إلى الهدوء والحب، في حين غلب على أفراد المجموعة الثانية الابتعاد عن الرومانسية والرغبة في إبداء مشاعر الحب.
وخلصت الدراسة إلى أن المشروبات ذات المذاق الحلو المحبب، تزيد من معدلات الرومانسية عند المرء بنسبة 62 بالمئة، في حين تتراجع تلك النسبة إلى أقل من 40 بالمئة عند تناول مشروبات ذات مذاق مر أو مكروه للشخص.
ومن أبرز المشروبات والأطعمة التي تمنح المزيد من الراحة النفسية وتدخل المرء في حالة من الرضا والبهجة، تلك التي تحتوي على مادة “فينيل إيثيل أمين”، التي تقوم بتحفيز إفراز “الدوبامين” بالجسم، ليساعد على مقاومة الاكتئاب والشعور بالسعادة، إضافة إلى تلك التي تحتوي على مادة “التريبتوفان”، والتي تتحول إلى هرمون السعادة “السيروتونين”، مثل الموز، وأيضا الشوكولاتة السوداء التي تشعر المرء بالسعادة بمجرد تناولها، وخاصة لدى النساء.
هذا ويحذر متخصصون من تناول بعض الأطعمة والمشروبات بسبب تأثيرها المباشر على زيادة التوتر لدى الإنسان، ومنها الشاي والقهوة ومشروبات الطاقة الأخرى التي تحتوي على الكافيين بنسب عالية ما يتسبّب في رفع هرمون الكورتيزول، وأيضا الملح الذي يخفض من معدل البوتاسيوم الذي يعمل على تحسين عمل الجهاز العصبي، والسكر الأبيض الذي يعطي شعورا بالجوع والتوتر والتعب، وكذلك تزيد المشتقات الحيوانية من نسبة التوتر والقلق، كما تسبب منتجات الدقيق الأبيض التوتر لقيامها برفع معدل السكر، ويفضّل عدم الإكثار من وجبات الكبدة، وتناولها مرة واحدة في الأسبوع.
السكر الأبيض يعطي شعورا بالجوع والتوتر والتعب، وكذلك تزيد المشتقات الحيوانية من نسبة التوتر والقلق
ويرجع الشعور بالتعب والإرهاق ومن ثم الغضب والحزن، في الغالب إلى نقص المغنيسيوم في الجسم، حيث يشارك في أكثر من 200 تفاعل كيميائي حيوي، ويضبط دقات القلب والعضلات وأداء الهرمونات، ومن ثم فإن تناول المغنيسيوم يساعد على تقليل التعب والإرهاق الذي يؤثر سلبا على الحالة المزاجية، ويوجد المغنيسيوم في كثير من الأكلات والفواكه مثل الشوفان والأرز والكزبرة والنعناع والسمسم والطحينة.
ويوضح الباحث أحمد سعيد، استشاري الطب النفسي، أن هناك علاقة بين تفاعلات الجسم الكيميائية وحالة الرومانسية ومشاعر الحب التي يشعر بها الإنسان، ما يجعل الأطعمة والمشروبات التي يتناولها الشخص مؤثرا رئيسيا في حالته المزاجية والنفسية والرومانسية، مشيرا إلى أن هناك أطعمة تحقق البهجة وتحسن المزاج، منها تلك الغنية بالمغنيسيوم، إلى جانب الفواكه والخضروات الطازجة، أيضا الشوكولاتة التي تؤثر بشكل إيجابي على تحسين الحالة المزاجية والمشاعر لدى النساء.
ويتابع سعيد “هناك أطعمة ذات فائدة عالية للجسم، خاصة في التخلص من التوتر، وزيادة معدلات التركيز، ولها تأثير نفسي أيضا يزيد من مشاعر الرومانسية لدى المرء، ومنها البروكلي الذي يحتوي على كمية عالية من مادة البوتاسيوم التي تساعد على تحسين صحة الجهاز العصبي، ويعزّز وظائف المخ، كذلك المكسرات والفستق الغني بالدهون الأساسية غير المشبعة التي تنشّط عمل الدماغ والدورة الدموية.
ويضيف الباحث ياسر محمدين، أستاذ الصحة العامة بكلية طب القصر العيني قائلا “إن الأطعمة والمشروبات تعد من المؤثرات الرئيسية في الحالة النفسية ومن ثمّ في المشاعر والأحاسيس”، لافتا إلى أن “الحصول على الراحة النفسية وتوجيه المشاعر نحو الرومانسية والحب، يتطلبان كمية مناسبة من هرمون الميلاتونين، الذي يساعد في إنتاج عوامل عديدة من بينها الهدوء، وهو يتواجد في المشروبات ذات المذاق الحلو المحبب للشخص”، مشيرا إلى أن “تناول المثلجات والمشروبات السكرية، تعطي المرء حالة النشوة والسعادة، فضلا عن أن السكريات الموجودة بالمثلجات تمنح الجسم طاقة زائدة، ما يجعله في حالة مناسبة لإطلاق العنان لمشاعر الرومانسية وممارسة الحب، كما تعتبر الشوكولاتة أيضا من المسببات الرئيسية للسعادة، لأنها تحتوي على مادة الثيوبرومين التي تحفز الدورة الدموية، وتزيد الشعور باليقظة والسعادة ولها تأثير مشابه للكافيين ولكن بنسبة أقل، وتحتوي الشوكولاتة الداكنة على نسبة أكبر من الثيوبرومين، ما يجعلها المصدر الرئيسي للرومانسية لدى المرأة”.