محطات من تاريخ الإمارات تعرض للعموم

تحت شعار “معا لترسيخ مفاهيم الصيد المستدام”، انطلقت في العاصمة أبوظبي صباح الأربعاء، فعاليات النسخة السابعة عشرة من معرض الصيد والفروسية، والذي يعد العرس التراثي الذي يستقطب كوكبة من المهتمين بالثقافة والصيد وفنون الفروسية من كافة أنحاء العالم، والذي يمتد حتى الـ31 من أغسطس الجاري. وفي جناح منه أقامت إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي ركنا خاصا بالجماليات التشكيلية والملابس التقليدية الإماراتية وغيرها من مظاهر الحياة الاجتماعية للمواطن الإماراتي القديم.
أبوظبي – شهد جناح لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، ضمن معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية “أبوظبي 2019”، استقطاب زوار المعرض من خلال أركانه المبتكرة التي تستعرض محطات من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي هذا الإطار قال عبدالله بطي القبيسي، مدير إدارة الفعاليات والاتصال باللجنة، إن اللجنة -ضمن إستراتيجيتها الرامية إلى صون الموروث الثقافي والتراثي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والمحافظة عليه ونقله للأجيال المتعاقبة- تعمل على تصميم مبادرات وفعاليات وبرامج تتناسب مع مختلف فئات المجتمع، وتساهم في الترويج لإمارة أبوظبي بشكل خاص والدولة بشكل عام.
وأضاف القبيسي “أن اللجنة من خلال مشاركتها في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية قدمت لزوار المعرض من مواطنين ومقيمين وسائحين أركانا متنوعة تتحدث عن تاريخ الإمارات وموروثها الثقافي، وذلك من خلال مجسمات وأعمال حية وورش فنية تعليمية ولوحات تشكيلية، ومعرض صور يضم أكبر صورة رسم تعرض في المعرض للوالد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وهي من تنفيذ الفنان عبدالقادر السعدي”.
وأوضح القبيسي أن هذه الأركان تتمثل في ركن الملابس التقليدية، وركن الخنجر الإماراتي، ومعرض الفنان عبدالقادر السعدي، وورشة عمل ومعرض للفنانة التشكيلية لطيفة محمد، إلى جانب العديد من الأركان التي تتحدث عن مهرجانات وفعاليات اللجنة التي يتم تنفيذها على مدار العام.
يستعرض ركن الملابس الإماراتية التقليدية عددا من المجسّمات (مانيكانات) تُجسّد شخصيات مؤثرة ومعروفة في تاريخ دولة الإمارات بملابسها التقليدية، مع توفّر الشرح اللازم حول أنماط وأنواع الملابس ومميزاتها، والتي تعكس بدورها مستوى أصحابها الاجتماعي والاقتصادي.
وقال حسام محمد جبر، المشرف على الركن، إن هذا الاستعراض يهدف إلى تعريف الزوّار وأبناء الإمارات بما يعكس صورة اجتماعية واقتصادية معينة لحياة هذه القبائل فيما مضى، والتعريف بمفردات هذه الملابس وملامحها، وطرق صناعتها ومواصفاتها، كالبشت والصديري والثوب.
وفي سياق متصل، يضم ركن الخنجر الإماراتي مبادرة إعادة إحياء الممارسات التراثية المتعلقة بالخنجر الإماراتي، والتي تهدف إلى الاعتزاز بالقيم المرتبطة بهذا الموروث، والتعريف بتاريخه، ونشر ثقافة لبسه بالطريقة التقليدية وتصنيعه والعناية به.
وقال عبدالله ثاني راشد المطروشي، المشرف على الركن، إن الركن يحتوي على كل ما يتعلق بالخنجر الإماراتي، مثل أجزاء الخنجر والأحزمة والنصلات ومقابض الخناجر، ويعرض عددا من الخناجر الإماراتية بكل أنواعها، الفضية والذهبية وغيرها، كما ستُتاح للزوار إمكانية التصوير مع الخنجر (لبس الخنجر) كصور تذكارية مع توفر الشرح الكامل عن الخناجر للزوار.
يضم المعرض أعمالا فنية للفنان التشكيلي عبدالقادر السعدي، وهو الفنان الذي يعمل بدعم من اللجنة على توثيق تاريخ قادة آل نهيان من خلال أعمال تشكيلية، مستلهما من الصور القديمة والحديثة لوحات فنية تنبض بالحياة، وتلهم الأجيال الجديدة، وتعرّفهم بإنجازات قادتهم وما عانوه من أجل الحفاظ على الوطن، وصون كرامته، وصولا إلى ما يشهدونه اليوم من تطور وازدهار ورفاهية.
وأكد الفنان عبدالقادري السعدي أن الركن يعرض أكبر صورة رسم تعرض في المعرض للوالد المؤسس والشيوخ، بالإضافة إلى صور للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وأفاد السعدي بأن الركن يضم عددا من الصور القديمة التي تبرز مرحلة مهمة من الحياة في أبوظبي قديما والتي تعتبر تراثا يجب الاهتمام به والحفاظ عليه، مشيرا إلى أنه خلال تنفيذه للأعمال حرص على أن تكون الصور واقعية ومطابقة لمفردات الحياة القديمة بكل تفاصيلها وألوانها، وذلك من خلال الألوان المطابقة للحياة القديمة في تلك الفترة، سواء ما يخصّ الملابس أو ما يخص باقي المفردات الظاهرة في الصور، حتى تعطي الدلالة الواضحة لتلك الحقبة المهمة من تاريخ أبوظبي قديما.
وبدورها تنفذ الفنانة التشكيلية الإماراتية لطيفة محمد عددا من الأعمال الفنية التشكيلية التي تقوم من خلالها برسم صور لشيوخ الإمارات ومن ضمنها لوحة للراحل الشيخ زايد مع الخنجر الإماراتي، إلى جانب إقامة ورشة فنية للزوار الراغبين في تعلُّم خطوات رسم البورتريه الذي يعتمد على التشكيل في تقنيات اللون والضوء.
وقالت الفنانة لطيفة محمد إن الأعمال الفنية التي يتم تنفيذها في جناح لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، تقدم مزيجا متنوعا من صور قديمة وحديثة لشيوخ الدولة وهم يرتدون الزي الإماراتي.
ونوهت لطيفة محمد إلى أنه بإمكان الراغبين في المشاركة في الورشة الفنية المجيء مباشرة إلى جناح اللجنة في المعرض يوميا، وذلك خلال ساعات عمل المعرض، حيث يكون المجال أمامهم متاحا لتعلم خطوات رسم البورتريه الذي يعتمد على التشكيل في تقنيات اللون والضوء، ومشاهدة تنفيذ الأعمال بصورة حية.