مجزرة وظائف جديدة في "بي.بي.سي" لتوفير متطلبات الجمهور الرقمي

لندن- أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” إلغاء 450 وظيفة في أقسام التحرير، بموجب خطط لتوفير 80 مليون جنيه إسترليني بحلول عام 2022.
ويأتي هذا الإعلان ضمن خطة “تحديث” للتأقلم مع التوجهات الجديدة للجمهور قبل مفاوضات يتوقع أن تكون صعبة سياسيا حول تمويل وسيلة الإعلام السمعية البصرية البريطانية العامة.
وأعلنت مديرة الإعلام فران أنسوورث في بيان “علينا تحديث قسم الأخبار للعقد المقبل بشكل يساهم في توفير مبالغ كبيرة”، موضحة أنه نتيجة لهذه التغيرات سيتم إلغاء 450 وظيفة.
وقالت أنسوورث “على ‘بي.بي.سي’ أن تتأقلم مع التغييرات في طريقة متابعتنا من الجمهور. علينا التأقلم والتحقق من أننا لا نزال وسيلة الإعلام الأكثر مصداقية في العالم وخصوصا التحقق من أن نكون الأكثر أهمية بالنسبة إلى الجمهور الذي لا يتابعنا اليوم”.
وأضافت أن على هيئة الإذاعة البريطانية مواجهة التغيير الحاصل في الكتلة المستهدفة، وإعادة هيكلة “بي.بي.سي نيوز” خلال السنوات العشر القادمة، حتى تتمكن من توفير مواردها المالية.
وترغب “بي.بي.سي” في إلغاء الازدواجية بين مختلف قنواتها والاستثمار أكثر في الرقمي مع نسخة جديدة من تطبيقها “بي.بي.سي نيوز”.
وأكد البيان أن هيئة الإذاعة البريطانية سوف تخفض عدد المحتويات المخصصة لبرنامج “نيوزنايت”، إضافة إلى إغلاق بعض المراكز في “بي.بي.سي تو” و”بي.بي.سي راديو 5” و”بي.بي.سي الخدمة الدولية”.
وأوضحت “بي.بي.سي” أنها مرغمة على توفير 80 مليون جنيه (95 مليون يورو) بحلول 2022، وقد تم توفير نصف المبلغ فيما النصف الثاني سيتوفر بفضل التدابير المعلنة الأربعاء. وعليها التعويض عن إلغاء رسوم التلفزيون لمن تزيد أعمارهم عن 75 سنة اعتبارا من يونيو.
وتعتبر رسوم التلفزيون التي تبلغ (154،50 جنيها أي 178 يورو) المصدر الرئيسي لإيراداتها لكن تمويل “بي.بي.سي” سيخضع لمراجعة اعتبارا من 2022 في أجواء من التشنج مع السلطات البريطانية.
وأيد رئيس الوزراء بوريس جونسون الغاضب من تغطية الانتخابات التشريعية الشهر الماضي، خفض الرسوم وكذلك الغرامات بحق من لا يسددها ما بات يطرح تساؤلات حول تمويل هيئة الإذاعة البريطانية التي توظف 22 ألف شخص.
وفي ديسمبر الماضي، شن مقدم البرامج والسياسي البريطاني السابق تريفور فيليبس هجوما حادا على “بي.بي.سي”، متهما إياها بالتحيز ضد حزب المحافظين ورئيس الوزراء جونسون.
وفي مقال نشره بصحيفة “التايمز” البريطانية، انتقد فيليبس ما وصفه بالهوس الجنوني لدى “بي.بي.سي” بحياة بوريس جونسون الشخصية ومقالات مثيرة للجدل نشرها عندما كان يعمل بالصحافة.
وقال فيليبس إن “بي.بي.سي” تواجه أزمة وجود وتخاطر بحفر قبرها بيديها، كما انتقد مضايقات تعرضت لها مقدمة برامج بالشبكة بسبب وصفها للرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه عنصري.وفي 20 يناير أعلن توني هول المدير العام لـ”بي.بي.سي” استقالته “من أجل مصلحة المؤسسة”.
وذكرت وسائل إعلام بريطانية عديدة أن استقالته أثارت غضب رئاسة الحكومة، لأن ذلك يسمح لديفيد كليمنتي رئيس مجلس إدارة المؤسسة الحالي بتعيين خلف هول وليس خلف كليمنتي الذي ستعينه السلطة.
وقالت ميشيل ستانستريت، الأمينة العامة للاتحاد الوطني للصحافة في المملكة المتحدة، إن الانتقادات الضارة للغاية التي تواجهها المؤسسة تشكل خطرا على وجود “بي.بي.سي”.