مثقفون جزائريون يكشفون أسباب انكفاء النخبة عن قيادة المجتمع

النخب الجزائرية لم تستلهم من حراك الشارع ما يحرك المشهد الثقافي والإبداعي.
الخميس 2022/01/13
المثقفون في الجزائر بلا تأثير (لوحة للفنان عادل بن تونس)

يعرف المشهد الثقافي الجزائري حالة من الركود لا يتوقف المثقفون الجزائريون عن التشكي منها، رادّين إياها بشكل أساسي إلى تأثير السلطة السياسية التي اكتفت بالجانب الفلكلوري والنشاطات المناسباتية، مهمّشة المشاريع الثقافية التنويرية والمتحررة. “العرب” استطلعت آراء عدد من المثقفين الجزائريين حول أسباب غياب الثقافة عن الحراك الشعبي، وسبل خلق مشهد ثقافي أكثر تأثيرا.

الجزائر- لم ينفجر الحراك الشعبي في الجزائر إلا بعد توفر تراكمات سياسية اجتمعت فيها جملة من الأسباب والممارسات التي أدت إلى تفجير الشارع وانطلاق احتجاجات التغيير السياسي الشامل في البلاد، لكن الحراك الذي أعاد رسم العديد من المسلّمات في البلاد لم يتزامن مع حراكات أخرى في شتى المجالات، ورغم أن نفس أسباب الحراك السياسي لا تزال قائمة في القطاعات الأخرى، إلا أن حالة الجمود والشلل لا تزال تخيم على الاقتصاد كما في الثقافة، فبين الجفاف والفلكلورية والانزواء والخمول، يبقى المشهد الثقافي والنخب الثقافية ضائعيْن بين الغياب والتغييب، رغم ما يمثلانه من دبلوماسية ناعمة وتفجير للطاقات الكامنة، لتبدع في مختلف المناحي الفكرية والثقافية وترتقي بالبلاد إلى مصاف الشعوب المبدعة.

ولتفكيك طلاسم خمول المشهد الثقافي الجزائري، وتشريح أسباب الانزواء، وخلفيات انكفاء النخب، التي يفترض فيها أداء دور قيادي للمجتمع، وتحريك أوصاله التي أصابها الجمود، اقتربت “العرب” من عدد من المثقفين الجزائريين لاستخلاص إجابات وردود عن استفهامات حول واقع فجر فيه الشارع الأفقي حراكا سياسيا لا يزال يخيف السلطة رغم إمكانياتها الضخمة، لكن النخبة الجزائرية لا تزال تلتزم الهامش، وباستثناء مبادرات معزولة لناشطين مستقلين، يبقى هؤلاء بعيدين عن أداء دورهم والاضطلاع بمهامهم الطبيعية.

الثقافة رهينة للسياسة

لونيس بن علي: الفعل الثقافي في الجزائر تحول إلى فعل فردي معزول

يعترف الأديب والأستاذ بجامعة بجاية لونيس بن علي بوجود ما أسماه بـ”أزمة ثقافة حقيقية في الجزائر، وهي متعدّدة المستويات. أتصوّر أنّ الرؤية الرسمية للثقافة لم تتخلص من النظر إلى الثقافة كفائض عن الحاجة، وهذا واضح حتى على مستوى الميزانية التي تخصص سنويا لوزارة الثقافة، فاقتصرت في الأعراف الرسمية بالكرنفالات الموسمية وبالتكريمات التي يحظى بأغلبها فنانون قضوا نحبهم بعد سنوات من التهميش”.

ويضيف “الفعل الثقافي الرسمي لا يمتلك أصلا رؤية صحيحة وسليمة لمفهوم الثقافة، وأنا أتساءل هنا: ما دور مستشاري الوزارة المعنية إذا لم يكن توضيح كيف يجب أن تكون عليه الثقافة؟ ربما يرجع الأمر إلى عقدة تاريخية من المثقفين ومن الثقافة، فظل الأمر كذلك إلى غاية اليوم”.

ويلفت بشأن تشريح راهن النخب إلى أنها تنقسم إلى ثلاثة أنواع: نخب ثقافية تعمل لأجل تجميل واجهة النظام السياسي، وهذه النخب لا تملك أي مشروع ثقافي باستثناء الترويج للنظام السياسي والدفاع عن مشروعه، ولا يجب أن ننسى الدور الذي لعبته في التطبيل لنظام بوتفليقة، ونفس النخب نجدها اليوم تدعي أنها ساهمت في الحراك الشعبي والدعوة إلى التغيير.

أما النوع الثاني وهي النخب الجامعية التي ما تزال إلى اليوم منعزلة في أبراجها الجامعية، مستفيدة من الامتيازات المهنية، لكنها عجزت عن تحويل الجامعة إلى فضاء لإنتاج الأفكار وبناء المشاريع الثقافية والمعرفية الكبرى. فالنخب الجامعية تعاني من انفصام حقيقي، بعد أن أكدت التجارب التاريخية أنها نخب صماء، متعامية، ومتواطئة بصمتها، لا تنخرط في أي نقاش عمومي، باستثناء الهرولة نحو الترقيات الجامعية، والنشر في مجلات متخصصة في موضوعات لا يهتم بها أحد.

ويتمثل النوع الثالث في النخب النقدية، وهي شبه نادرة لأنها تعمل ضد السائد، وضد المكرس، وضد المنظومة نفسها المعادية للفعل الثقافي الذي يتأسس على النقد وعلى اقتراح البدائل. ومن يمكن أن نسميهم بالمثقفين النقديين يعانون من حصار حقيقي، تارة من جهة النظام الذي أغلق عليهم قنوات الاتصال بالجماهير، وتارة أخرى من جهة الجماهير نفسها التي كثيرا ما تهاجمهم بسبب أفكارهم النقدية، والتي يُنظر إليها على أنها أفكار هدامة لوعيهم الكسول.

وفي تحليل بن علي لراهن الفعل الثقافي، يرى أنه يتوجب التوقف عند فكرة جوهرية وهي أن “الفعل الثقافي في الجزائر تحول إلى فعل فردي، أي لم يعد شأنا عموميا وجمعيا، والدليل على ذلك، بروز مبادرات فردية وبإمكانيات بسيطة تحركت من تلقاء نفسها لأجل اقتراح البدائل، وخلق ديناميكية ثقافية، وكسر الحصار على الثقافة بعد أن كانت تحت قبضة النظام السياسي. وقد تأكدت هذه المبادرات أثناء جائحة كورونا”.

محمد عبيدو: النخب المثقفة عاجزة عن التقاط روح هذه اللحظات الاستثنائية

ويتابع “جائحة كورونا كان تأثيرها إيجابيا من جهة الدفع ببعض النخب إلى اقتراح البدائل، ونحن نلاحظ أن النشاطات الثقافية والعلمية ازدادت أكثر في هذه الجائحة باستغلال منصات التواصل التي اشتهرت منذ الوباء، فانتعشت الندوات والمحاضرات واللقاءات على نحو متزايد، حتى أصبحنا في بعض الأيام نشهد أكثر من ندوة في التوقيت نفسه”.

لكن تبقى الندوة وحدها غير كافية بحسب المتحدث، ثم إن أكبر المتضررين من الجائحة هو الكِتاب، خاصة بعد تعليق المعرض الدولي للكتاب لسنتين متتاليتين، ناهيك عن غلق الحدود الذي ساهم في توقف حركة استيراد الكتاب، بل وحتى بعد الفتح النسبي لها ارتفعت أسعار الكُتب ضعفين أو أكثر.

ويخلص إلى أن “الثقافة التي ترتهن للإرادة السياسية لا يمكن لها أن تؤسس لفعل ثقافي حقيقي، لأنّ الثقافة هي نسق من القيم، على رأسها قيم المواطنة، الحرية، الإبداع والجمال، وهي قيم تتعرض يوميا لعملية وأد ممنهج”.

ينطلق الإعلامي والناقد السينمائي محمد عبيدو في الرد على أسئلة “العرب” من بيت للشاعر الإيطالي فرانشيسكو بتراركا يقول فيه “الحياة تنفلت هاربة، ولا تنتظر ساعة واحدة”، من قصيدة له بعنوان “الموت” نظمها العام 1348 رثاء لمحبوبته لورا التي قضت في أوج جائحة طاعون ضربت بلاده آنذاك.

ويريد عبيدو من ذلك إسقاطا للظرف على ما هو سائد حاليا جراء جائحة كورونا بالقول “يجتاحنا إحساس الحياة الهاربة والزمن نفسه ونحن ما نزال نعيش تأثيرات كورونا، الوباء المتجاوز للحدود بآثاره الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، فأية ثقافة أو أفكار ومفاهيم يمكن أن تحضر ضمن مثل هذه التحولات الجديدة القلقة مع الأحداث والهزات السياسية والمجتمعية والثقافية التي تعيشها بلداننا والمضافة إلى أحلام تغيير عميقة قديمة ومتجددة بثقافتنا وفعلنا السياسي”.

ويضيف “لا بد من القول إن الحراك الشعبي كلحظة تاريخية بفعله التغييري المتجدد والديناميكي استطاع جذب غالبية الناس للمشاركة فيه، وأسال الكثير من المداد، وأثث عدة فضاءات للنقاش. لكن للأسف، بالمقابل نلحظ خفوت قدرة النخب المثقفة في التقاط روح الحياة في هذه اللحظات الاستثنائية من الزمن، وعجزها على أن تقدم مثالا مبتكرا على استشراف روح هذه الأيام المتغيرة وتنشيط فعاليتها المجتمعية المؤثرة إيجابيا بوعي الناس. فهل السبب هو في أن هذه النخب الثقافية بقيت تراوح مكانها ولم تتمكن من أن تنتقل من الفعل الهامشي إلى الفعل الصانع للحدث؟ وبقي دورها منكفئا ومرتبطا بالدعم الحكومي الرسمي، وهذا الاعتماد على الدعم الحكومي أضعف إمكانيتها في الإنتاج المنفصل عن خطاب السلطة، لتظل هذه النخب متشرنقة بالأبراج العالية مع ثرثرات فارغة لا متناهية، بدلا من عملها لإنتاج فعل يقدر على إشراك الناس في عمليه الإبداع والثقافة لطرح أسئلة الحرية وإشكالات ومواضيع عميقة”.

بوداود عمير: الثقافة المناسباتية تحول دون تحقيق نشاط ثقافي حقيقي

ورغم تجرع المتحدث لمرارة الراهن الثقافي المحلي، فإنه يعترف بكون المشهد لا يواجه انهيارا في الشكل الثقافي وحسب، بل أمام ظهور نسقٍ جديدٍ من الثقافة الجماهيرية المغايرة للنمط الذي كان سائداً، والذي بقينا آمادا نزعم أنَّه النمط المعبر عن ثقافة وضمير الشارع، حيث تبين أن هناك صوتا آخر نسمعه عبر هذا الشارع المتجدد، فإذا كان الناس صنعوا لحظات حلمهم مع التغيير السياسي ضمن الحراك الشعبي، وهنا يمكن اختزال حالهم في كونها نوعاً من عدم الثقة بمشاريع هذه النخب الثقافية جرّاء فقدان السّيطرة على المصائر التي تعصف بأيامنا في مواجهة الأزمات الكبرى، فليس ذلك لعدم اهتمامهم، ولكن لأن الفعل الثقافي السائد شهد تراجعا فيما هم ينشدون تغيرات ثقافيه في المجال العام تكون هي جزءا من تغييرات مجتمعية وسياسية شاملة.

ويستشهد عبيدو بكون عالم اللغة والمنظر السياسي الأميركي نعوم تشومسكي قارب الحالة التي نعيشها بقوله إن “هذه الأزمة الكبرى توفر لنا فرصاً لكي نحرر أنفسنا من القيود الأيديولوجية، ونتصور عالماً مختلفاً تماماً، ونتحرك قدماً من أجل صنعه”، لكن لا بد من القول إن “شهية” الحراك الثقافي لا تأتي بقرارات ولا يمكن فرضها، ولكن يتم بناؤها على المدى الطويل وبجهد كبير لإعلاء قيمة الإحساس بالجمال والعمل الجاد لبناء مجتمع متحضر معاصر.

تصحيح الوضع

من جانبه يرد الباحث والمترجم بوداود عمير الشغوف بعالم النشر على إشكالية ضياع فرصة الحراك الشعبي قبل أن تتحول إلى حراك شامل في مختلف القطاعات بما فيها المشهد الثقافي والإبداعي، بمقارنة في كيفية استغلال وتوظيف الجائحة الصحية العالمية في عالم النشر، ففيما كانت في الجزائر دافعا إلى العطالة الإنتاجية والابداعية، كانت في فرنسا وأوروبا عموما فرصة لتكثيف وتوسيع النشر.

ويقول في هذا الشأن بأنه في “الوقت الذي شهدت فيه الحركة الثقافية جمودا وتراجعا في نشاطها وفعالياتها، وبينما يعبّر الناشرون عن حسرتهم من الكساد الذي شهده سوق الكتاب خلال السنوات الأخيرة بمسوغ الجائحة التي طالت تداعياتها معظم القطاعات خاصة قطاع النشر، لكن في نفس الوقت، ورغم الجائحة أو ربما بسببها، وحتى وإن تراجع قليلا النشاط الثقافي في أوروبا بسبب عمليات الغلق التي طالت الفضاءات الثقافية، لكن قطاع الكتاب عندهم شهد نموا غير مسبوق العام 2021 الذي وُصف بالتاريخي”.

ويستدل على ذلك بالقول “بلغ مثلا في فرنسا نموا قدر بـ19 في المئة، وهو ما ترك ارتياحا واسعا لدى الناشرين وأصحاب المكتبات، فكتبت إحدى الصحف الفرنسية بالبنط العريض ‘الكتاب بطل الحجر الصحي الخارق’، وهو ما يبين أن الكتاب كان ملاذا حقيقيا بالنسبة إليهم، لجأوا إليه كوسيلة فعالة في محاولة للتخفيف من وطأة الجائحة، خاصة خلال فترة الحجر الصحي، حيث كان هناك إقبال واسع على اقتناء الكتاب بجميع أنواعه، وكان هناك بالتوازي عرض كبير لسوق الكتاب شمل جميع مجالات الثقافة والحياة”.

المثقف رهين كرسي السلطة (لوحة للفنان فؤاد حمدي)

ويبدو أن المترجم والباحث أراد من مقارنته الوصول إلى كيفيات تعاطي الحكومات والشعوب مع الأزمات والكوارث الكبرى، وكيف تتحول لدى البعض إلى محفز للنهوض والمقاومة، وكيف يتخذها البعض الآخر مشجبا لتعليق عطالة شاملة شل فيها الإبداع وأفلس الناشر وتكاسل العقل، والجزائر واحدة من هؤلاء، بدليل “صراخ” الناشرين مما خلفته جائحة كورونا في نشاطهم.

ويرى بأن “الأرقام المعلنة من طرف الناشرين والإعلام تبرز بوضوح مكانة وقيمة الكتاب عندهم في الغرب، وأن ثمة متابعة دقيقة لنشاط وحركة الكتب إعلاميا من خلال خلق جوّ من التحفيز والتنافس كالإعلان أسبوعيا عن الكتب الأكثر مبيعا في المكتبات، إلى جانب العشرات من الجوائز الأدبية التي تلعب دورا أساسيا في تحقيق المقروئية والترويج للكتب”.

ويضيف “تكفي فقط نظرة خاطفة على قائمة الأعمال الروائية الأكثر مبيعًا في فرنسا، نحن نتحدث عن مئات من الأعمال الروائية المكتوبة باللغة الفرنسية والمترجمة إليها الصادرة بمناسبة الدخول الأدبي 2021، لنكتشف أن المرتبة الأولى ودون منازع تحتلها رواية ‘ذاكرة البشر الأكثر سرّية’ للكاتب السينغالي الشاب محمد مبوغر سار الفائز في نفس السنة بجائزة غونكور الأدبية. والمرتبة الثانية تحتلها رواية ‘الدم الأول’ للكاتبة البلجيكية إيميلي نوثومب، وهي الفائزة مؤخرا بجائزة رونودو، الأمر نفسه أيضا بالنسبة إلى رواية ‘يتكيّف’ للكاتبة كلارا ديبو مونو، الفائزة بجائزة فيمينا الأدبية”. وهو تلميح مبطن إلى المقابل في عالم النشر ببلاده، أين اكتفى الفاعلون بالبكاء على الأطلال، لأن الغلق أدى إلى حظر المعارض والصالونات وحتى المكتبات واستيراد الكتاب، بينما غاب التفكير في بدائل ناجعة.

ويقول عمير إن “رواية الكاتب السينغالي المحققة للمرتبة الأولى، ورغم أن دار نشرها غير معروفة في فرنسا، لكن نيلها لجائزة غونكور دفعها إلى تصدر قائمة المبيعات، والسنة الماضية تجاوزت مبيعات رواية ‘لانومالي’ (الخلل) لإيرفيه لو تيلييه، المتوّجة بنفس الجائزة، رقم المليون نسخة”.

ويرى بأنه “من هنا تأتي أهمية الجوائز الأدبية في الترويج للكتب وتحقيق المقروئية. ثمة أشياء تحول دون تحقيق نشاط ثقافي حقيقي مثمر وفعال عندنا، هناك الثقافة المناسباتية، والتي تتم غالبا تحت الرعاية الرسمية، يبدو أن لا جدوى منها في تحقيق إقلاع ثقافي، رغم الأموال المرصودة لإنجازها، هناك أيضا قلة المبادرات والأفكار الكفيلة بوضع رؤية متجددة تعمل على تصحيح وضع قائم”.

◄ أكبر المتضررين من الجائحة هو الكِتاب، خاصة بعد تعليق المعرض الدولي للكتاب لسنتين متتاليتين

ويستمر المتحدث في مقارنته بالقول “في أوروبا مثلا ليست هناك أزمة قراءة أو عزوف كما هو الحال عندنا في الجزائر والوطن العربي عموما، بفضل إطلاقهم لمبادرات مدروسة علميا وبيداغوجيا تشجّع على القراءة، مثل الأشرطة المرسومة خاصة نوع المانغا الياباني الخاصة بفئة الشباب، حيث تضاعفت مبيعاتها العام 2021 لتبلغ رقما قياسيا قدر بـ50 مليون نسخة. هناك الكثير من الشباب، كما يؤكد أصحاب المكتبات، اكتشفوا القراءة لأول مرة من خلال إقبالهم على شراء الأشرطة المرسومة سينضمون مستقبلا إلى صفوف القراء ويقرأون كتبا أخرى بعد إمساكهم بخيط القراءة”.

ويخلص إلى أنه من هنا يأتي التفكير بأهمية الشريط المرسوم، وضرورة توفره في المكتبات سواء كان كتابا أو مجلة، في تحقيق المقروئية؛ ولعله الوسيلة الكفيلة بالقضاء على ظاهرة العزوف عن القراءة المتفشية بحدّة وسط مجتمعاتنا، وأن إطلاق المبادرات والتفكير بجدية في الطرق الكفيلة بتصحيح الوضع الثقافي القائم، ومنح فرص تجسيد النشاط للجمعيات والأفراد الفاعلين ثقافيا، بدل المسيّرين الإداريين الذين لا علاقة لهم بالثقافة كشغف وانتماء وجداني، وحده الكفيل ببعث بعض النفس في روح الثقافة الجادة والحقيقية التي بإمكانها أن تحقق وعيا جماعيا بقيمة وأهمية الثقافة في صناعة الإنسان.

14