متع وفوائد جديدة للأعمال المنزلية تكتشفها الأسر بفضل التأمل

ممارسة التأمل بشكل منتظم يخفض مستويات الضغط والقلق، ويحسن النوم والتركيز ويعزز الأفعال الطيبة والوعي بالذات ويقلل ضغط الدم.
الأربعاء 2020/08/26
وقت العائلة أصبح أكثر متعة

لندن – أعادت الأسر اكتشاف اللحظات والأوقات التي يقضيها أفرادها معا وحتى المهام التي كان في الماضي ينظر لها على أنها مزعجة ومنهكة مثل الأعمال المنزلية والتسوق وغيرها من المهام الأخرى أصبحت بفضل العزل المنزلي الذي فرضته جائحة كورونا مصدرا للمتعة والسعادة، لكن الخبراء يؤكدون أن هذه المتع والفوائد تتضاعف كثيرا بفضل ممارسة التأمل.

وتقول ميلاني هانسيل، معلمة اليوغا، إنه لا يجب على المرء الجلوس دائما للتأمل، فيمكن استغلال المهام اليومية كوسيلة للسقوط في اللحظة الحاضرة.

وتنصح هانسيل، عبر الموقع الإلكتروني لصحيفة ميرور البريطانية، بتجربة ذلك حيث تقول “إننا غالبا ما نكون أثناء الأكل مشغولين أو نقوم ببعض الدردشة، ولكن على الواحد منا ملاحظة كيف يبدو الطعام -مذاقه والإحساس الناجم عنه وصوته- أثناء عملية المضغ”.

وتضيف هانسيل أيضا إلى صعود ونزول السلم وتقول إنه “بدلا من النظر إلى الحركة على أنها وسيلة لغاية (سواء بالصعود أو النزول)، على المرء ملاحظة الحركة ووضعية القدم على كل درجة سلم”.

وتأتي نصائح معلمة اليوغا كإجابة للأشخاص الذين يبررون عدم ممارستهم للتأمل بعدم توفر الوقت الكافي لهم لذلك، حيث غالبا ما يبدو العثور على لحظة هدوء خلال يوم حافل أمرا مستحيلا، ولكن تحقيق لحظات قليلة من الهدوء قد يكون له أثر كبير على الحياة.

ولقد تبين أن ممارسة التأمل بشكل منتظم يخفض مستويات الضغط والقلق، ويحسن النوم والتركيز ويعزز الأفعال الطيبة والوعي بالذات ويقلل ضغط الدم، وتدهور المعرفة. وتوضح هانسيل أن الأمر في ما يتعلق بممارسة التأمل لا يدور عن تصفية الذهن.

والأمران الأكثر شيوعا اللذان يؤديان إلى تجنب الأشخاص ممارسة التأمل هما الاعتقاد بأن عليك الجلوس وتصفية الذهن، وأنك فشلت في هذه الممارسة إذا ما شردت في التفكير. وتقول هانسيل إن من المهم حقا أن يفهم المرء أنه لا يمكننا تفريغ الذهن بالكامل من الأفكار، فعقولنا خلقت من أجل التفكير.

وتشير هانسيل إلى أن “التأمل الواعي هو ممارسة الملاحظة البسيطة للأفكار التي تظهر. نحن نبدأ بنية التركيز على التنفس وعندما نلاحظ شرود الذهن، نعيد اليقظة مجددا بلطف إلى التنفس”.

وبمرور الوقت، يصبح المرء واعيا بنوعية الأفكار التي تأتي له، دون الشرود فيها أو الحكم عليها على أنها “جيدة” أو “سيئة”. وبالنسبة للمبتدئين، من الطرق البسيطة للتفكير في التأمل هو أنه تمرين للذهن، أشبه قليلا بكيف تعمل تدريبات اللياقة البدنية على تدريب الجسم. وكلما مارسنا التأمل، صار أسهل.

وتقول هانسيل إن الذهن غالبا ما يبدأ في الشرود بعد نفس واحد فقط، ولكن لا بأس في هذا، فهي تشير إلى أنه مع مرور الوقت، قد تبدأ لحظات السكون والهدوء بين الأفكار في الاتساع، مما يساعد المرء على الشعور بأنه أكثر هدوءا وتركيزا.

وبالنسبة لمدة التأمل، تنصح هانسيل بتحديد أهداف صغيرة مثل التأمل لدقيقتين يوميا في الصباح. وعندما يشعر المرء أن الأمور تسير على ما يرام، عليه تمديد الوقت إلى خمس دقائق، أو عشر أو عشرين.

21