مبادرة لمواجهة ندرة المياه في المغرب العربي

أعلن اتحاد المغرب العربي مع منظمة الفاو مبادرة لمواجهة ندرة المياه في منطقة المغرب العربي، حيث تستهدف الخطوة تطوير طرق وآليات توفير المياه بعيدا عن التقليدية بما يسمح بتحقيق الأمن المائي في منطقة تشتد فيها تحديات المناخ ونقص المياه.
الجزائر - أطلق اتحاد المغرب العربي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، مبادرة لمواجهة نقص المياه التي ستعمل على إنشاء قطب امتياز مغاربي لإعادة استخدام المياه غير التقليدية انطلاقا من تطوير وربط المواقع النموذجية بامتياز عبر منطقة اتحاد المغرب العربي.
وجاءت هذه الخطوة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمياه، مبادرة مغاربية للمياه غير التقليدية بهدف مواجهة ندرة المياه في منطقة المغرب العربي.
وتم إطلاق هذه المبادرة في إطار الحوار السياسي المغاربي رفيع المستوى، الذي نظم من طرف اتحاد المغرب العربي بالتعاون مع مكتب منظمة الفاو لشمال أفريقيا، حيث استعرض هذا اللقاء التصورات والتوجهات الاستراتيجية والمقاربات المعتمدة من أجل استغلال هذه الموارد المائية غير التقليدية.
وصادق المشاركون على بيان وزاري مشترك للتعاون يؤكد انخراط الدول في المبادرة المغاربية للمياه غير التقليدية وستسمح هذه المبادرة، التي تم اقتراحها من طرف منظمة الفاو واتحاد المغرب العربي، بتعزيز التعاون المغاربي من خلال تنصيب لجنة تقنية دائمة مختصة في مجال المياه غير التقليدية تحت إدارة اتحاد المغرب العربي.
كما تسمح المبادرة بإنشاء قطب امتياز مغاربي لإعادة استخدام المياه غير التقليدية، انطلاقا من تطوير وربط المواقع النموذجية بامتياز عبر منطقة اتحاد المغرب العربي.
وسيتم إنشاء أرضية تعاون مغاربي لتثمين التجارب المحققة خلال العقود الأخيرة بهدف تعزيز التبادلات والممارسات الجيدة وتبادل المعارف ونتائج البحوث، حيث ستشكل آلية لقطب الامتياز المغاربي للمياه غير التقليدية.
وخلال الاجتماع دعا الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الطيب البكوش إلى “الاطلاع أكثر على التجارب الناجحة ودراسة التوجهات الاستراتيجية التي تم تقديمها من أجل تقييم إمكانيات المياه غير التقليدية بالنسبة للزراعة”.
كما أعرب عن “ثقته” بخصوص آفاق تعزيز التعاون بين البلدان لتحديد “التوجهات والمخططات الاستراتيجية للمياه غير التقليدية”.
ومن جهته، أشار منسق منظمة الفاو لشمال أفريقيا فيليب أنكرز إلى “الاهتمام الكبير الذي توليه منظمة الفاو لندرة المياه، بحيث اتخذت مجموعة واسعة من المبادرات والأنشطة لتعزيز القدرات على اعتماد آليات لمحاربة ندرة المياه ومن بينها المبادرة الإقليمية حول ندرة المياه التي انطلقت سنة 2013”.
وحسب بيان مكتب “الفاو”، فإن مشروع “إطلاق إمكانات المياه المستعملة المعالجة ومياه الصرف من أجل التنمية الزراعية في بلدان المغرب العربي” أسفر عن الحوار المغاربي الذي انعقد الاثنين.
وتم في إطار هذا المشروع إجراء تحليلات تشخيصية وعمليات تقييم للوضع في هذا القطاع في الدول الخمس، وتم ضمان الحوارات السياسية الوطنية في كل بلد وكذلك دراسات تحليل التكلفة-العائدات لصياغة خطة الاستثمار.
وذكر مكتب شمال أفريقيا للمنظمة في هذا الإطار أن ندرة المياه متوطنة في منطقة المغرب العربي، التي تضم واحدة من أقل احتياطيات موارد المياه العذبة في العالم، مشيرا إلى أن “توفر المياه انخفض بمقدار ثلثين خلال الأربعين سنة الماضية”.

وخلص البيان إلى أن هذا الوضع، الذي تفاقم بسبب تغيرات المناخ والاحتياجات المتزايدة، يجبر الحكومات على البحث عن موارد مائية غير تقليدية إضافية لتلبية الطلب المتزايد، لاسيما من القطاع الزراعي، وخاصة خلال فترات الجفاف.
وكان تقرير سابق صادر عن معهد الموارد العالمية “وورلد ريسورسز” في 2019 قد صنف تونس من أكثر الدول المهددة بجفاف حاد بسبب ندرة المياه وارتفاع درجة الحرارة إضافة إلى استنزاف الموارد المائية.
في سياق متصل استنزف الجفاف مخزونات المياه في جنوب المغرب، مما هدد المحاصيل التي تعتمد عليها المنطقة وتسبب في قطع المياه ليلا عن الملايين من قاطنيها.
وصنف تقرير الموارد العالمية “وورلد ريسورسز” العديد من دول المنطقة ضمن “الخانة الحمراء” لأكثر الدول المهددة بالجفاف، فاحتل اليمن المرتبة الـ20، فيما جاءت الجزائر في المرتبة الـ29، وتونس في المرتبة الـ30، وجاءت سوريا في المرتبة الـ31. وتعرّف منظمة اليونسكو ندرة المياه بأنها أي وضع تقل فيه موارد المياه المتجددة عن ألف متر مكعب لكل شخص في العام، وكان هذا المعدل بتونس 440 مترا مكعبا في مارس 2020.