ماكرون يريد دعم بايدن في القتال ضد الإرهاب بمنطقة الساحل الأفريقي

الرئيسان الفرنسي والأميركي سيعقدان أول اجتماع لهما بعد أزمة الغواصات سيتناول المسائل المتعلقة بالتحالف الأميركي الفرنسي في محاربة الإرهاب.
السبت 2021/10/30
كيف يمكن إقناع واشنطن بأهداف باريس

باريس- يبرز ملف القتال ضد الجماعات الجهادية في أجندة الاجتماع الذي يعقده الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة في روما للمرة الأولى منذ أزمة الغواصات الأسترالية التي أثارت غضب باريس.

ويهدف اللقاء إلى إعادة العلاقات بين البلدين إلى مسارها، وهناك رغبة ملحة لدى إيمانويل ماكرون وهي الحصول من جو بايدن على دعم في القتال ضد الجماعات الجهادية في منطقة الساحل. وقال أحد مستشاري الرئيس إن “الدعم الأميركي مهم جدا لأنه يتيح لنا العمل في ظروف أفضل”.

ولم توضح الولايات المتحدة علنا بالتفصيل كيف تنوي “تعزيز دعمها لعمليات مكافحة الإرهاب”، بحسب ما ورد في البيان المشترك الذي نشر في الثاني والعشرين من سبتمبر بعد مكالمة ماكرون وبايدن التي أتاحت بدء التهدئة. ثم أطلق الرئيسان “عملية مشاورات معمقة” لإعادة الثقة التي تضررت كثيرا بين الحليفين.

فرنسا تسعى خصوصا إلى الحصول على موافقة الأميركيين على إنشاء دفاع أوروبي فعلي، وهو مشروع يريده الفرنسيون بقوة لكنه يواجه صعوبات ليتبلور

ومنذ عدة سنوات، فضلت القوات الأميركية البقاء في الكواليس في ما يتعلّق بملف الساحل تاركة دول المنطقة وفرنسا في خط المواجهة. وهي تقدم لها بشكل خاص مساعدة قيمة انطلاقا من قاعدة مهمة للطائرات المسيرة في شمال النيجر.

وبالنسبة إلى باريس حان الوقت لجميع الدول الأوروبية لتقييم المحور الاستراتيجي الذي تديره الولايات المتحدة تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادئ والصين على حساب مناطق أخرى بينها أوروبا والشرق الأوسط.

لكن مبدأ “السيادة الأوروبية” العزيز على قلب ماكرون يثير نوعا من الارتياب لدى العديد من دول الاتحاد الأوروبي وكذلك في الولايات المتحدة حيث يسعى قطاع صناعة الدفاع إلى المحافظة على حصصه في السوق وفي القارة بالخصوص.

وعشية قمة مجموعة العشرين، يجتمع الرئيسان الفرنسي والأميركي في فيلا بونابرت سفارة فرنسا قرب الفاتيكان. وقال الإليزيه “بالتالي فإن الرئيس ماكرون هو الذي سيستقبل الرئيس بايدن، وهذا له طابع سياسي مهم”.

وبالنسبة إلى باريس هي إشارة إضافية ترسلها الإدارة الأميركية لإصلاح العلاقة مع فرنسا بعدما أقرّت ببعض المسؤولية في هذا الخلاف.

وفوجئت واشنطن برد فعل فرنسا الغاضب بعد الإعلان في منتصف سبتمبر عن تحالف جديد أطلق عليه اسم “أوكوس” بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا في منطقة المحيطين الهندي – الهادئ.

بالإضافة إلى عدم استشارتها، شعرت باريس بخيبة أمل كبيرة من النتيجة الأولى لهذه الشراكة: تخلي أستراليا عن عقد ضخم لشراء غواصات فرنسية.

منذ عدة سنوات، فضلت القوات الأميركية البقاء في الكواليس في ما يتعلّق بملف الساحل تاركة دول المنطقة وفرنسا في خط المواجهة

بحسب الخبير بيار موركوس من مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في واشنطن، فإن “أوكوس سيترك ندبات” لكن “يبدو أن البلدين يرغبان في المضي قدما وتحويل هذه الأزمة الدبلوماسية إلى فرصة لتعزيز الشراكة الثنائية وإعادة التوازن إلى العلاقات عبر الأطلسي”. وبالنسبة إلى باريس، الأمر المهم يتجاوز الوعود وهو الحصول على تعهدات ملموسة من واشنطن.

وتسعى فرنسا خصوصا إلى الحصول على موافقة الأميركيين على إنشاء دفاع أوروبي فعلي، وهو مشروع يريده الفرنسيون بقوة لكنه يواجه صعوبات ليتبلور بعد 30 سنة على إطلاقه.

وأضاف قصر الإليزيه أن “الأمر الرئيسي هو جعل الجميع يوافقون على عدم وجود تناقض بين الدفاع الأوروبي والحلف الأطلسي”. وتابع “من الأفضل التمكن من توزيع الأدوار بطريقة تجعل الأوروبيين أكثر قدرة بشكل جماعي وأكثر التزاما وأكثر قوة وأن يكون الأميركيون من جانبهم دائما في موقع الحلفاء الموثوق بهم”.

5