"مارفل" تطلق طبعة جديدة من كابتن أميركا بإشارات عن ترامب

الاستعانة بحرس هوليوود القديم لدعم "السوبر هيرو" الأميركي.
الثلاثاء 2025/03/11
أبطال خارقون شديدو التأثير في المجتمع الأميركي

يأتي الجزء الرابع من سلسلة "كابتن أميركا" ليرسخ فكرة الأميركي الخارق للعادة والمنقذ للعالم من شرور الإنسانية، لكنه هذه المرة يتبنى إشارات واضحة للرئيس الأميركي دونالد ترامب حيث تطرقت إلى دور الإعلام والسوشيال ميديا في تجميل صور الرؤساء والمرشحين للرئاسية.

“كابتن أميركا- عالم جديد شجاع” هو آخر طبعات شركة “مارفل” لأبطال الكوميكس الخارقين التي أطلقتها مؤخرا، مستعينة بأحد أهم نجوم هوليوود التاريخيين وهو هاريسون فورد (82عاما) الذي يحمل إرثا سينمائيا مهما يمتد إلى نحو ستين عاما.

وتعزز أطروحات “مارفل” السينمائية هيمنة أسطورة الخارقين التي تعد أحد أهم أدوات صناع السينما العالمية في هوليوود منذ نشأتها في محاولات السيطرة على عقول المشاهدين من مختلف أنحاء العالم، وهو طرح متجدد لا يقدم ولا ينال منه مرور عقود طويلة من الزمن على “السوبر مان” الأميركي الرجل الذي لا يقهر، والقادر بمفرده على مواجهة جيش كامل مسلح بأعلى أنواع التكنولوجيا.

رجل على غرار رامبو وأفلام سلفستر ستالوني الشهيرة، كان يقفز عبر سلسلة تحمل العديد من الأجزاء، ووصل إلى قمة النجومية في هوليوود. رامبو ذلك الأميركي الأسطورة الذي أطلقته هوليوود في ذروة الحرب الباردة ليذل بمفرده جيوشا وأنظمة معادية للولايات المتحدة ورأسماليتها، مثل الاتحاد السوفييتي السابق وكوريا الشمالية والصين، هو السوبر هيرو الذي يدافع عن الحلم الأميركي الذي صدّرته هوليوود للعالم بوصف الولايات المتحدة جنة العالم الجديد الذي اكتشفه كريستوف كولومبس بالصدفة منذ أكثر من خمسة قرون.

مسارات متوازية

◄ طرح متجدد لا يقدم ولا ينال منه مرور عقود طويلة على "السوبر مان" الأميركي  الرجل الذي لا يقهر
طرح متجدد لا يقدم ولا ينال منه مرور عقود طويلة على "السوبر مان" الأميركي  الرجل الذي لا يقهر

فيما يشبه المسارات المتوازية عمد صناع السينما في هوليوود إلى خلق مسار مواز لسلاسل أفلام السوبر هيرو، حيث أفرزت القريحة الهوليودية مسار إحياء قصص المجلات الكرتونية “كوميكس” التي سادت العالم في القرن الماضي عبر مجلات مصورة تحمل أسماء أبطال خارقين كسوبر مان وبات مان ووصولا إلى سلاسل أفلام الخارقين التي أطلقتها شركة “مارفل” المملوكة لوالت ديزني مثل “أفنجرز” أو المنتقمون و”كابتن أميركا”.

تظل أفلام الكوميكس التي تبنتها شركة “مارفل” هي الأقوى والأكثر تأثيرا وترسيخا لفكرة السوبر هيرو الأميركي لاستهدافها أكبر قاعدة عمرية من المشاهدين كبارا وشبابا، وصولا إلى المراهقين والشريحة العمرية العليا من الأطفال، وهؤلاء أولتهم السلسلة اهتماما بالغا عبر التقنيات الهوليوودية الأخاذة وفائقة التطور التي تحول عالم الكارتون الذي أنهوه في طفولتهم إلى عالم أكثر جذبا من خلال تحويل أبطال الكارتون إلى أساطير على الشاشة، لإيمانها أن صغار السن سوف يصبحون رجالا فيما بعد ويحملون في أعماق أذهانهم ذلك الانطباع المترسخ بالبطل الخارق القادم من جنة الحلم الأميركي ليدافع عن الخير ويهزم الشر ويبيده.

في الطبعة الجديدة من فيلم “كابتن أميركا” الذي أخرجه يوليوس أوناه وكتب السيناريو له خمسة من أهم كتاب السينما العالمية أطلقت “مارفل” فيلمها الجديد الذي يتشح بنجومية هاريسون فورد شديدة الوهج، وهو الأمر الذي انعكس على إيرادات شباك التذاكر، حيث حقق في أول أسبوعين للعرض 393 مليون دولار متجاوزا ميزانية إنتاجه البالغة 180 مليون دولار .

لعب النجم الأميركي التاريخي هاريسون فورد – الذي قدم شخصية أنديانا جونز في سلسلة حطمت الأرقام القياسية لإيرادات هوليوود ليتربع على عرش نجومية هوليوود طوال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي كأهم نجم لأفلام الحركة بلا منازع – دور الرئيس الأميركي المنتخب ثاديوس روس، وهو قائد عسكري ذو تاريخ طويل ملطخ بالعنف والدم، ومطاردته الطويلة لشخصية “هالك” ذات القوة الخارقة التي تضمنتها أجزاء سابقة من أفلام “مارفل”.

ومع بدء روس لفترة رئاسته تتعرض الأمة الأميركية لخطر محدق عبر تهديد بإبادتها من قبل قوة شريرة تمتلك مادة “أدمنتيوم”، وهي مادة خيالية أشد صلابة من مادة “الفيبرانيوم” الشهيرة في عالم “مارفل”.

يستعين الرئيس الجديد بكابتن أميركا الجديد سام ويلسون الذي يجسده النجم أنتوني ماكي وتسلم الدرع الخارق في نهاية أحداث الجزء الأخير من سلسلة “أفنجرز” وعرض تحت اسم “نهاية اللعبة”، وينجح ويلسون في التصدي للمؤامرة وإنقاذ شحنة مادة “الأدمنتيوم” قبل وقوعها في أيدي الجماعة الشريرة.

◄ إشارات تسلط الضوء على الصورة التي يمكن عبرها استخدام الإعلام ومنصات التواصل لتغيير السرديات المتداولة حول شخصية ما
إشارات تسلط الضوء على الصورة التي يمكن عبرها استخدام الإعلام ومنصات التواصل لتغيير السرديات المتداولة حول شخصية ما

نجاح ويلسون أو النسخة الجديدة من كابتن أميركا يدفع الرئيس الأميركي الجديد إلى إقامة حفل كبير في البيت الأبيض لتكريم ويلسون بوصفه منقذ الأمة الأميركية.

ترامب وهالك الأحمر

يتعرض الرئيس الأميركي خلال الحفل لمحاولة اغتيال فاشلة يشارك فيها إيزايا صديق ويلسون أو كابتن أميركا الجديد الذي لعب دوره الفنان الأميركي كارل لمبلي، والذي يبدو كما لو أنه مسلوب العقل خلال توجيهه المسدس إلى ثاديوس روس، ما ينتج عنه سجن إيزايا، وتهديد الاتفاقية التي يحاول الرئيس الأميركي عقدها بين الدول المتنازعة على مادة أدمنتيوم.

وبينما يحاول سام ويلسون إثبات أن صديقه إيزايا بريء من محاولة اغتيال ثاديوس روس، يكتشف العلاقة التي تجمع بين روس والعالم صامويل ستيرن الذي يجسده الممثل تيم بلاك نيلسون، وعرضه روس لأشعة غاما عمدا، ليحوله إلى نسخة أكثر ذكاء ودقة من هالك، واستخدامه كحاسوب بشري ليساعده في الوصول إلى الحكم.

وعلى سام ويلسون أو كابتن أميركا محاولة إنقاذ العالم من حرب عالمية ثالثة نتيجة لصراع عدد من الدول على مادة الأدمنتيوم، وإخراج صديقه إيزايا من السجن، وكشف سر صامويل ستيرن والتقنية التي تجعله يتحكم في البشر واستخدمها روس للوصول إلى الحكم، حيت يعرف ويلسون الصورة التي جاء بها ثاديوس روس للحكم، بعدما استخدم معارف صامويل ستيرن وقدرته العقلية الخارقة في تحسين صورته العامة وحشد المصوتين له في الانتخابات.

يدلل هذا السرد على الكثير من الإشارات السياسية المهمة في الفيلم، والتي لا تتعلّق فقط بموعد عرض الفيلم، أي بعد الانتخابات الرئاسية والأخيرة في الولايات المتحدة وفاز بها مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية كاميلا هاريس، معتمدا بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي، بل أيضا بتسليط الضوء على الصورة التي يمكن عبرها استخدام الإعلام ومنصات التواصل لتغيير السرديات المتداولة حول شخصية ما.

وثاديوس روس، الذي اشتهر بعنفه وشططه، تحول بفضل هذا التحسين إلى رئيس هادئ ورزين يسعى إلى عقد معاهدة لضمان السلام العالمي، لكن في النهاية يسقط قناعه لتخرج نسخته الحقيقية الأسوأ على هيئة هالك الأحمر الذي يتعارك في الخاتمة مع كابتن أميركا بعدما دمر البيت الأبيض بغضبه الهادر.

ويشير هذا الأمر بصورة ما إلى الرئيس الحالي دونالد ترامب، والكثير من النظريات حول استخدامه مواقع التواصل الاجتماعي في تحفيز المصوتين على انتخابه.

14