الصخب العلماني بتنويعاته لم يعد مجديا، وهو لا يحجب مسؤولية أصحابه عن كل ما يحصل في بلداننا، لذا فالنقد الذاتي العلماني ضرورة للنقد الذاتي عند التيارات الإسلامية، والعكس صحيح أيضا.

ما جرى في داريا يأتي في إطار التموضع الجديد للقوى الدولية والإقليمية المتصارعة على سوريا، في ضوء التفاهم الأميركي – الروسي، وبالتزامن مع تحجيم الدور الإيراني، والدخول التركي على الشمال السوري.

أحد أهم الأسئلة المطروحة على الفلسطينيين هو سؤال الشرعية، وهذا يشمل مختلف كياناتهم السياسية؛ المنظمة والسلطة والفصائل، فكلها انتهت آجالها القانونية.

اعتقاد البعض بأن جبهة النصرة أو داعش أو أخواتها هي بمثابة نبت طبيعي للبيئات الشعبية “السنّية”، هو اعتقاد غير صحيح ويصبّ في طاحونة الدعاية التي يروّجها النظام.

لن تحسم معركة حلب مصير النظام السوري، لأن ذلك يتقرّر على نحو أكبر في منطقتين، أولاهما، دمشق، وثانيتهما، الساحل السوري، بمعنى أن المعركة في حلب ذات سقف محدود، مهما كانت أهميتها.

ليست القصة كشف الجولاني لوجهه ولا تغيير اسم جبهته، المهم هو معرفة مآلات هـذه الجبهـة، والأهـم الكشف عن وجه الدول والقوى التي تقف وراء صعودها غير الطبيعي والوظائف التي أنيطت بها.

التوافقات تفيد بأن ملف سوريا بات في يد روسيا على حساب إيران، وذلك باعتراف الولايات المتحدة الأميركية بهذا الواقع، أي أن ذلك سيفضي إلى تحجيم مكانة إيران في سوريا.

من غير المفهوم سكوت التيارات الإسلامية عن الجماعات الإرهابية التي تتغطّى بالإسلام، أو الاكتفاء بإدانتها، بدعوى ما يسمى "أخوة المنهج".

سوريا تحولت من لاعب إقليمي إلى ملعب دولي وإقليمي، أي تحولت إلى ساحة لصراعات القوى على تشكيل المشرق العربي، وعلى المكانة التي يمكن أن تحظى بها هذه الدولة أو تلك.

سوريا ستشهد معادلات سياسية جديدة، تمهد لتسويات تخفف من حدة الصراع السوري، وصولا إلى إيجاد توافقات تمهد لتحقيق النقلة السياسية اللازمة لاستعادة الاستقرار.

نحن اليوم، مع معادلة الصراع على سوريا، إزاء طبقات عديدة من الصراع، وتاليا إزاء أطراف عديدة، لم تعد فيها ثنائية نظام ـ معارضة تكفي للتوصيف.

الواقع يشتغل على نحو آخر، فثمة إسلاميون ويساريون وعلمانيون وقوميون وليبراليون في خندق أنظمة الطغيان، مثلا، كما في الحالة السورية، كما ثمة مثل هؤلاء ضمن ثورة السوريين.

مشكلة الصهيونية العلمانية، التي تبدو مترددة في خوض معركة فصل الدين عن الدولة، أن ذلك الأمر يمكن أن يهدد روايتها، ويقوض شرعيتها، وينزع عن إسرائيل مبرر وجودها.

حرب يونيو أكدت أن النظام العربي الرسمي، على اختلاف شعاراته ومقولاته وادعاءاته، هو من نسيج واحد، لجهة عزل الجماهير عن المشاركة في تقرير شؤونها ومستقبلها، وإعلاء شأن السلطة على حساب الدولة ومؤسساتها.

في البلدان ذات النظم المستبدة فقط يتم اختراع فكرة، أو سياسة "الأقليات"، لأغراض التلاعب، وترسيخ الاستبداد، والتملص من دولة المواطنين الأحرار.

الزمن القائم على المحو والاضطهاد يلعب لعبته بطريقة ماكرة، فكلما تعرضت هوية ما لمحاولة محو، كلما انغرست في الذاكرة.

تعطل مشروع المقاومة، معطوفا على العصبية المذهبية والتابعية لإيران والاشتغال على قتل السوريين، غير حزب الله وجعله شيئا آخر، وكشف الأغراض الحقيقية من قيامه.

ممثلو الاتحاد تصرّفوا ليس باعتبارهم كتابا، وإنما باعتبارهم سلطة، بل وكحلفاء لنظام الأسد.