النظام الذي حكم، وتحكّم بسوريا وبالسوريين، طوال نصف قرن تقريبا، عن طريق سيطرته وسائل الإعلام وقطاعات الاقتصاد،ومنعه الحياة الحزبية والسياسية هو الذي يتحمل المسؤولية الأساسية عن كل ما يجري.

تعليق المشاركة في المفاوضات، من قبل المعارضة، يبدو طبيعيا بعد أن بدا أن النظام ينتهج استراتيجية تفاوضية.

تحديات ثقافية أو فكرية تواجه منظمة التعاون الإسلامي تتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف، وتقديم صورة أفضل عن الإسلام في العالم، بعد أن احتلت "القاعدة" وبعدها "داعش" هذه الصورة.

ليس من قبيل المصادفة أن لبنان يعيش فترة فراغ في السلطة، إذ يعجز برلمانه منذ زمن طويل عن الاجتماع لانتخاب رئيس، وهذا البلد فيه حزب طائفي مسلح يقتل شعبا آخر.

الأجدى لقوى الثورة والمعارضة في سوريا، التركيز على قيام دولة مواطنين متساوين، ديمقراطية وفيدرالية، وفقا لنظام برلماني، بدلا من النظام الرئاسي، فهذا ما تحتاجه سوريا في المرحلة الانتقالية.

أهم الأسباب التي سرعت في تقويض صورة إيران تكمن، أولا، في انكشافها كدولة دينية تحتكم لرجال الدين. وثانيا، في انكشافها كدولة تتصرف على أساس طائفي.

تفسير تراجع بوتين، كما مغامراته، يكمن في استعراضيته، وفي سعيه لإرضاء عقدة النقص لديه، والظهور كمن يقرر قواعد اللعبة، أو يشارك بها.

إن هذه الثورة التي تعتبر الأكثر كلفة بين ثورات الربيع العربي، لم تبق على براءتها الأولى، كثورة شعب ضد نظام تأسس على الاستبداد والفساد.

المشكلة مع حزب الله تكمن، بشكل خاص، في طابعه التسلطي وسعيه إلى الهيمنة على المجتمع والدولة اللبنانيين بالقوة، وبتبعيته لإيران، وقتاله للسوريين دفاعا عن نظام تأسس على الفساد والاستبداد.

حركتنا الوطنية تشبه الأنظمة التسلطية بل إنها باتت بمثابة سلطة تحت الاحتلال في الضفة وفي غزة، شعبها في واد وهي في واد آخر.

البعض برر الذهاب إلى إيران بصعوبات يواجهها فصيله متناسيا أن شعب فلسطين كله يواجه صعوبات ويخضع للحصار وأن فلسطينيي العراق وسوريا شردوا بسبب إيران.

خراب المشرق العربي وتصديع وحدة مجتمعاته وخلخلة كتله البشرية، الغرض أو المطلوب، لأن هذا الوضع هو الذي يجعل من إسرائيل الدولة الأكثر استقرارا واطمئنانا في المنطقة.

حماس اعتادت توجيه رسائل مزدوجة، واحدة لشعبها في سبيل الاستهلاك وإثارة العواطف، والثانية إلى الإسرائيليين والرأي العام الدولي، لتعزيز شرعيتها والقبول بها كممثل للفلسطينيين.

المعارضة معنية بصوغ شخصيتها وتعزيز مكانتها وتوطيد توافقاتها، ويأتي ضمن ذلك حسن إدارتها للصراع التفاوضي ولأوضاعها على الأرض، مع التمسك بحقوق السوريين العادلة والمشروعة.

المشكلة تكمن في أن الفصائل الفلسطينية، ورغم تجربة نصف قرن، لم تنتج نظريتها أو استراتيجيها الخاصة بالمقاومة المسلحة.

مشكلة حركات التحرر الوطني المسلحة أن عنفها يرتد إلى الداخل، حينما تعجز عن تنفيسه ضد عدوها الوطني الخارجي، ما يقتل معنى التحرر والوطنية، ويرتد خرابا وعبثا في المجتمعات المعنية.

يرى التيار اليساري الماركسي مثلا المجتمع تكوينا منمّطا من طبقات عدّة، فقط، لا باعتباره يتألف من مواطنين أحرار، مختلفين ومتعددين، على أساس أن الانتماء الطبقي يحدّد الوعي الطبقي.

الموارد المالية المتضخمة، مع سوء الإدارة، أديا إلى انعكاسات سلبية أضرت بالحركة الوطنية، فهما شجعا على نفخ الفصائل، وتاليا إدخال المقاومة الفلسطينية في صراعات مع جيوش البلدان التي تواجدت فيها.