كيف يدعم الوالدين الطفل في الخسارات العائلية الناجمة عن كورونا

أخصائية نفسية توصي الآباء بضرورة التعامل مع الطفل بتعاطف وصدق والوضوح لمساعدته على تجاوز مشاعر الحزن.
الخميس 2020/06/18
شعور بالتمزق

نيويورك – أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن جائحة فايروس كورونا تعتبر حدثا غير مسبوق في حياة الأفراد، ويتوق الناس في جميع أنحاء العالم بأسى لاستعادة روتينهم المعتاد. وقد يكون البعض في وضع حداد بسبب خسارة أحبائهم من جراء الإصابة بكوفيد – 19. وأشارت إلى أن الفقد والحزن والخسارة هي أمور صعبة ومعقدة عندما يواجهها أي شخص، وهي أكثر صعوبة وتعقيدا بالنسبة للأطفال، والذين ربما يتعاملون مع هذه الأمور للمرة الأولى في حياتهم الغضة.

وقالت الدكتورة ليسا دامور أخصائية نفسية وخبيرة ومؤلفة كتب شهيرة وتكتب عمودا شهريا في صحيفة "نيويورك تايمز" وأم لطفلين، حول كيف يمكن للمرء مساعدة أطفاله في التعامل مع الخسارات، الكبيرة منها والصغيرة، أثناء هذه الأوقات الصعبة “إن الإحساس بالخسارة والحزن تجربة نفسية مؤثرة تدفع البالغين والأطفال إلى الشعور بالتمزّق والحزن الشديد. ويمكننا استخدم كلمة الخسارة للإشارة إلى خسارة أشياء تتعلق بإيقاع الحياة وروتينها قبل الجائحة”.

وتابعت في حديث ليونيسف “أما الحزن فهو أكثر ديمومة كالحزن على وفاة أحد الأحباء. وفي هذه الحالة، يكون ما يختلج في نفسية المرء مختلفا، إذ إضافة إلى الاضطرار إلى قبول غياب المتوفى، يتعين أيضا التعامل مع الشعور الصعب بتقبّل حقيقة أن المتوفى لن يعود”.

ليس من السيء أن يرى الأطفال البالغين يعبّرون عن حزنهم ومن المهم أن نكون قدوة ل في كيفية التعامل مع المشاعر الصعبة

وأوضحت دامور أن اختلاف شعور الأطفال بالخسارة والحزن مقارنة مع البالغين يعتمد على عمر الطفل، مبينة أنه “قد يشعر الأطفال الصغار بالحيرة إزاء ما يحدث بخصوص الخسارة والفقد على حد سواء. وقد لا يفهم الأطفال دون سن الخامسة لم لا يتوجهون إلى المدرسة؟ ولم يبقى أهلهم في البيت؟ وفي حالة الوفاة، قد لا يفهمون ما هو الموت أو أن الوفاة هي شيء دائم. وعلينا أن نتفهم بأن الأطفال الصغار لا يتعاملون فقط مع التغييرات الكبيرة في حياتهم، وإنما أيضا هم لا يفهمون تماما في أغلب الحالات لم حدثت هذه التغييرات؟ أو ما الذي سبّبها؟”.

وأضافت “الأمر مختلف بالنسبة للأطفال من الفئة العمرية 6 – 11 سنة فهم عادة تواقون للحصول على تفسيرات. وهم مستعدون لفهم ما الذي تسبّب في التعطيلات الكبيرة التي يتعاملون معها أو ما الذي تسبّب في وفاة شخص من أحبائهم. وبوسعنا أحيانا أن نقدم لهم الإجابات التي يبحثون عنها، لكن وفي أحيان أخرى فإننا ببساطة لا نعلم، وهذا قد يكون صعبا جدا لهم”.

وأشارت إلى أنه بالنسبة للمراهقين، تكون هذه العملية مكثّفة، إذ من الممكن أن تكون المشاعر قوية جدا لديهم، وأحيانا قد يحتاجون إلى طمأنة بأن شدة حزنهم أو حتى اللحظات التي ينسون فيها أو لا يفكرون فيها بوفاة فرد من الأسرة، هي جميعها أمور عادية ومتوقعة، إذ من الممكن أن يشعر المراهقون بأنهم لا يستجيبون على النحو الصحيح.

ولمساعدة الطفل على التعامل مع هذه المشاعر قالت دامور “كن متعاطفا وصادقا مع أطفالك من كل الأعمار، ولكن تأكد بصفة خاصة من الالتزام بالوضوح مع الأطفال الصغار”، مضيفة “يحتاج الأطفال دون سن الخامسة إلى أن يحصلوا على تفسيرات واضحة جدا وبسيطة. ومن الأكثر فائدة للبالغين أن يقولوا بدفء ولطف ’لدي خبر حزين جدا أود إطلاعك عليه. جدّك توفي. وهذا يعني أن جسده توقف عن العمل، ولن نتمكن من رؤيته مرة أخرى‘. وقد يكون من الصعب على الوالدين أن يستسيغوا مثل هذا التواصل المباشر، ولكن من المهم للمرء توخي الصدق والشفافية”.

وتوضّح دامور “ليس من السيء بالضرورة أن يرى الأطفال البالغين يعبّرون عن حزنهم. وعندما نشعر بالحزن إزاء وفاة شخص من أحبائنا، فإننا نظهر الاستجابة الصحيحة في الوقت الصحيح. ومن المهم لنا أن نكون قدوة للأطفال في كيفية التعامل مع المشاعر الصعبة، حتى لو كانت مشاعر مؤلمة”.

21