كورونا يثير تغيرات في نظام أيض الغلوكوز تؤدي إلى الإصابة بالسكري

لندن - وجد الخبراء أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم يكونون أكثر عرضة للإصابة بسلالات شديدة  الخطورة من الفايروس القاتل.

وأكدوا أن كوفيد – 19 يزيد من استقلاب الغلوكوز من خلال ظاهرة تعرف بـ”عاصفة السيتوكين” التي تؤدي إلى إنتاج الكثير من الخلايا المناعية. وتعد السيتوكينات من المركبات المنشطة للخلايا المناعية، وعندما يتعرض المريض للإنفلونزا أو فايروس كورونا، ينتج الجسم كميات كبيرة منها تكون فائضة عن الحاجة.

وكشفت دراسة حديثة أن بروتين كوفيد – 19 يمكن أن يدخل إلى أعضاء في الجسم تشمل استقلاب الغلوكوز بما في ذلك الكبد والكلى، محذرة من أن الفايروس التاجي يمكن أن يسبب مرض السكري لدى الأشخاص الذين كانوا أصحاء في السابق.

كما توصل فريق علماء دولي إلى أن الإصابة بعدوى فايروس كورونا المستجد قد تؤدي إلى ارتفاع خطر تطور مرض السكري لدى المصابين.

ونشر الفريق، الذي يضم علماء من بريطانيا وأستراليا وفرنسا وإيطاليا وبعض الدول الأخرى، نتيجة بحثهم  في مجلة طبية قال فيها إن هناك “ارتباطا ثنائي الأطراف بين كوفيد – 19 ومرض السكري”.

وأوضح أن السكري مرتبط بمخاطر مرتفعة لتطور حالات حرجة للإصابة بعدوى فايروس كورونا. كما  أشار الأطباء إلى أن حوالي 30 في المئة من  المرضى الذين توفوا جراء كوفيد – 19 عانوا من مرض السكري.

ورصد الأطباء إصابات جديدة بالسكري أو مضاعفات حادة للأيض الخاص بالإصابات التي كانت موجودة سابقا لدى المرضى بعدوى فايروس كورونا.

واعتبر العلماء أن فايروس كورونا المستجد، الذي يسبب مرض كوفيد – 19، قد يثير تغيرات كبيرة في نظام أيض الغلوكوز يمكن أن تؤدي بدورها إلى الإصابة بالسكري أو تدهور الحالات الموجودة للمرض.

بدورها أكدت الجمعية الأميركية لمرض السكري أن الأشخاص المصابين بداء السكري عند إصابتهم بالإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي وفي الوقت الحالي كورونا، يواجهون مخاطر أكبر تهدد حياتهم، ذلك أن مستويات الغلوكوز عندما تكون متقلبة أو مرتفعة باستمرار، تصبح الاستجابة المناعية أقل ضد المرض.

وقالت الجمعية “عموما، يعاني مرضى السكري من مخاطر ومضاعفات أكبر عند التعامل مع العدوى الفايروسية مثل الإنفلونزا، ومن المحتمل أن يكون الوضع مماثلاً مع كوفيد – 19”.

كما أكد عدد من الخبراء أن الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أكثر عرضة للخطر عند الإصابة بفايروس كورونا المستجد، مشيرين إلى أن المصابين بمرض السكري أكثر عرضة للوفاة عند الإصابة بفايروس كورونا بمعدل ضعف نسبة وفاة المصابين الآخرين. وفي تحليل لوفاة 23800 مريض في إنجلترا بسبب فايروس كورونا، وجد البروفيسور جوناثان فالابغي، وهو استشاري لمرضى السكري في مستشفيات إمبريال كوليد، أن 31.4 في المئة مصابون بالسكري من النوع 2 و 1.5 في المئة بالنوع 1.

وكشفت الدراسة التي قام بها الباحث الرئيسي البروفيسور فالابغي، المدير السريري الوطني لمرض السكري، أن مرضى السكري من النوع 2 كانوا أكثر عرضة للوفاة مرتين من المرضى العاديين.

وأوضح فالابغي أن المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2 يعانون من ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم، مما يضعف قدرتهم على التحكم في جسمهم ومقاومة المرض، وبالتالي تزيد احتمالية الوفاة لديهم بنسبة 60 في المئة.

كما أظهرت الأبحاث الجديدة أن فايروس كورونا يمكن أن يسبب الإصابة بمرض السكري، حيث وجد الباحثون أن بروتين ACE-2، المستقبل لفايروس كورونا، موجود أيضًا في الأعضاء التي تدير تحليل الغلوكوز، بما في ذلك البنكرياس والكبد والأمعاء الدقيقة والكلى، حيث يمكن أن يعطل بشدة معالجة سكر الدم.

وينصح الأطباء مرضى السكري بالالتزام بالإجراءات الاحترازية لتجنب إصابتهم بفايروس كورونا الذي قد يهدد حياتهم.

وقال الدكتور عبدالخالق حامد، استشاري أمراض السكري والجهاز الهضمي والكبد بمستشفى القصر العيني، إنه يجب على مرضى السكري أن يكونوا حذرين في هذه الأزمة التي يمر بها العالم. كما يعد مرضى السكري من الفئات التي تصنف بأنها تعاني من اضطراب في المناعة، وذلك لاضطراب مستوى السكر في الدم.

وأشار إلى ضرورة عدم اختلاط مرضى السكري والأمراض المزمنة في هذه الفترة أو التواجد في الأماكن المزدحمة، ومواظبة تناول الأدوية الخاصة بالسكري التي تختلف حسب كل حالة في الأوقات المحددة ومتابعته بشكل يومي.

ونصح حامد باتباع نظام غذائي متكامل يحتوي على مادة البروتين التي تساعد بشكل أساسي في تقوية المناعة والأطعمة الغنية بالألياف الغذائية، والأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الخضراوات والفاكهة الملونة وذلك لدورها في تقوية المناعة. كما نصح بوجوب امتناع مريض السكري عن تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون واستبدالها بالخضراوات والفواكه الغنية بالفيتامينات.

وأكد عبدالخالق على ضرورة استخدام السوائل الطبيعية التي تعمل على تعزيز صحة الجهاز المناعي والوقاية من فايروس كورونا، مثل الاكثار من تناول السوائل الطبيعية دون إضافة السكر إليها والحرص على الحصول على المغذيات الدقيقة المتمثلة في بعض الفيتامينات.