كل صحافي في غزة متهم حتى يترك المهنة

حماس تمنع البث المباشر إلا بإذن مسبق ومعرفة الضيوف وموضوع البث.
الثلاثاء 2020/07/21
صحافيو غزة يواجهون المتاعب يوميا

تصاعدت خلال الأيام الماضية الانتهاكات المتكررة ضد الصحافيين ووسائل الإعلام في قطاع غزة، وأصبح الصحافيون عرضة للاعتقال بسبب أي تقرير مهما كان بسيطا، إضافة إلى النشطاء الذين يدلون بآرائهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما تحذر المنظمات والنقابات المهنية من هجمة شرسة تطال حرية الصحافة في القطاع الخاضع لسلطة حماس.

غزة (فلسطين) - أكد صحافيون فلسطينيون أن الصحافي في قطاع غزة أصبح مشتبها به دائما بالنسبة لحركة حماس، طالما أنه يقوم بعمله حتى دون أن يتطرق إلى الشأن السياسي أو الحركة ومسؤوليها، إذ وصل الأمر إلى اعتقال صحافيين اثنين للمرة الثانية خلال أيام لنشرهما تقريرا ضم تصريحات طالبة تحدثت عن وجود خطأ في نتيجتها بامتحان الثانوية العامة.

وأعادت قوات الأمن اعتقال الصحافيين مثنى النجار وطارق أبوإسحاق، من محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، على خلفية تقرير صحافي أعدّاه، استضافا خلاله طالبة تعرضت لخطأ في نتيجة امتحان الثانوية العامة.

وقال فتحي صباح، رئيس مجلس إدارة المعهد الفلسطيني للإعلام والتنمية، إن اعتقال الصحافيين بشكل عام غير مقبول ولا مبرر له.

واعتبر أن اعتقال النجار وأبوإسحاق تصرف غير سليم ويخلق حالة من التوتر والاحتقان بين الصحافيين من جهة والنيابة العامة وأجهزة إنفاذ القانون من جهة أخرى.

وأضاف “مطلوب التعقل والحكمة وعدم فتح معارك جانبية مع الصحافة والصحافيين كي يتمكنوا من لعب دورهم والمساهمة في مواجهة كل التحديات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني”.

وشهد قطاع غزة منذ سيطرة حماس على الحكم فيه حملة تكميم أفواه ومنع حرية العمل الصحافي، إلا وفق ما تقرره الحركة في القطاع.

وتمنع حماس البث المباشر إلا بإذن مسبق ومعرفة الضيوف أو موضوع البث، وأي مخالفة لما هو متفق عليه أو خروج عن النص يعرض الصحافي للمحاسبة، وبالفعل تم اعتقال العديد من الصحافيين على خلفية تحقيقات مهنية تتحدث عن أوضاع المواطن المأساوية في غزة في ظل حكم حماس.

ومنعت حماس قناتي العربية والحدث من العمل في قطاع غزه، الخميس الماضي، ومنعت ظهور أي مراسل أو صحافي أو أي ضيف من القطاع. وجاء القرار، بعد تقارير إعلامية نشرتها القناة عن اعتقال خلية تجسس من حماس بغزة وهرب أحدها.

وجرى إبلاغ الشركات والمؤسسات الإعلانية بحظر التعامل مع القناتين، بعد منع الصحافيين من الخروج عبر شاشتيهما في وقت سابق.

وقال مدير مكتب قناة “العربية” في القدس زياد الحلبي: إن “قناة العربية حصلت على معلومات وتفاصيل تتعلق بقضية هروب قائد ميداني من حماس للإسرائيليين، ونشرت الخبر، وعرضت على قادة حماس التعقيب عليه، إلا أنهم رفضوا ذلك ولم يقوموا بنفي الخبر حينها”.

قناة العربية عرضت على حماس التعقيب على خبر هروب قيادي منها إلا أنها رفضت ولم تنفي الخبر، لتتهم القناة بالتشويه

وأشار الحلبي إلى أن حماس أصدرت بيانا يتحدث عن “تعرض المقاومة للتشويه”، وإثر ذلك تلقى مسؤول مكتب قناة العربية في قطاع غزة عادل الزعنون، الأربعاء، اتصالا هاتفيا من وزارة الداخلية في غزة بإغلاق مكتب قناتي العربية والحدث.

واستنكرت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، قرار المنع  والاستدعاء المتكرر لمدير مكتب النقابة في غزه، لؤي الغول، من قبل أجهزة أمن حماس.

ودقت النقابة ناقوس الخطر بسبب ممارسات حماس التي تهدد بيئة العمل الإعلامي كاملة في قطاع غزة، قائلة أن الواقع خطير جدا بخصوص الحريات الإعلامية في قطاع غزه ومنها حملة الاعتقالات واستدعاء الصحافيين والتضييق على حرية عملهم واستمرار إغلاق ومنع المؤسسات الإعلامية من العمل، ومصادرة المعدات الصحافية من قبل أمن حركة حماس.

يضاف إلى ذلك حملة اعتقالات واستدعاءات متكررة ضد نشطاء على خلفية حرية الرأي والتعبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أدانته مؤسسات حقوقية.

وأفاد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية “مدى” إنه يتابع بقلق استمرار استدعاء واحتجاز العديد من نشطاء وكوادر حركة فتح، شمال قطاع غزة، من جهاز الأمن الداخلي لحماس، على خلفية منشورات على مواقع التواصل

الاجتماعي. ووفق المركز؛ فقد استدعى جهاز الأمن الداخلي الشهر الماضي، 31 شخصاً من قيادات وكوادر حركة فتح شمال قطاع غزة، على خلفية كتابة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، في ذكرى الاقتتال الداخلي بين حركتي فتح وحماس والذي انتهى بسيطرة الأخيرة على قطاع غزة بقوة السلاح في 14يونيو 2007.

ودعت نقابة الصحافيين في وقت سابق، إلى مقاطعة أخبار حركة حماس، لحين إفراجها عن صحافيين اعتقلتهم أجهزتها الأمنية.

وحمّلت حماس المسؤولية الكاملة عما يتعرض له الصحافيون المعتقلون في سجونها، خاصة أن عملية الاعتقال جاءت نتيجة عملهم الصحافي. خصوصا أن أحدهم يعاني من إصابات نتيجة القصف الاسرائيلي، وأجريت له عدة عمليات جراحية.

وطالبت النقابة المراكز الحقوقية والإنسانية العاملة في قطاع غزة بتحمل مسؤولياتها في الكشف عن هذه الممارسات التعسفية التي ترتكبها الحركة بحق الصحافيين، واتخاذ إجراءات لوقف هذه الانتهاكات، وضمان عدم تكرارها في المستقبل .

ودعت الصحافيين والمؤسسات الإعلامية المحلية، والعربية، والدولية إلى مقاطعة حركة حماس، وتصريحات مسؤوليها، حتى يتم الإفراج الفوري عن كافة الصحافيين المعتقلين في سجونها، مؤكدة أنها ستتخذ خطوات إضافية لضمان إطلاق سراح المعتقلين.

18