كلما تعرضت المرأة للإجهاد اتخذت قرارات عقلانية

التعرض للإجهاد لمدة قصيرة يثقل كاهل العقل العاطفي للشخص حتى يتمكن من التوجه إلى استخدام عقله العقلاني.
الجمعة 2021/05/07
قدرات مضاعفة

واشنطن ـ يؤكد خبراء علم النفس أنه كلما تعرضت المرأة للإجهاد اتخذت قرارات عقلانية، وهو ما يتعارض مع الاعتقاد السائد بأنه عندما تتعرض للتوتر تصبح عاطفية وتنهار.

ويتفق علماء النفس على وجود مسارين للدماغ يشتركان في اتخاذ القرار، مسار عاطفي تحكمه اللوزة، وآخر عقلاني تحكمه قشرة الفص الجبهي. وتكمن وظيفة اللوزة الدماغية في التدخل عندما تواجه قرارات صعبة لها آثار عاطفية.

وتبين من خلال التجارب أن الإجهاد على علاقة باتخاذ القرارات.

وقالت الدكتورة تريسي باكيام ألواي أستاذة علم النفس في جامعة شمال فلوريدا إنه تم تصميم مهمة لرفع مستويات التوتر تمثلت في جلوس أكثر من 100 مشارك في مختبرها وهم يستمعون إلى أحاديث تتعلق بمعضلات أخلاقية مختلفة. وخلال بعض هذه الأحاديث طُلب من المشاركين وضع اليد اليسرى في دلو من الماء المثلج المبرد إلى حوالي 34 درجة فهرنهايت لمدة دقيقة واحدة.

وأظهرت النتائج أن الإجهاد البدني الناتج عن الماء المثلج قد قلب الموازين في ما يتعلق باتخاذ القرارات، فقد غيّر المشاركون استجاباتهم العاطفية الأولية إلى استجابة أكثر عقلانية.

وتشير ألواي إلى أنه بالنسبة إلى النساء غالبا ما يكون الوضع الافتراضي في القرارات العاطفية الصعبة هو تقليل الضرر، والذي يعتمد على اللوزة. ولكن بعد إدخال ضغط جسدي تصبح اللوزة مشغولة بإصدار إنذار استجابة للعامل المجهد، ثم إلغاء التنشيط بعد إزالة الضغط، وهو ما من شأنه أن يخلق لقشرة الفص الجبهي (الجزء العقلاني من الدماغ) فرصة سانحة للتدخل والسيطرة.

وأكدت ألواي أن التعرض للإجهاد لمدة قصيرة، ولو كانت دقيقة واحدة فقط، يثقل كاهل العقل العاطفي للشخص حتى يتمكن من التوجه إلى استخدام عقله العقلاني في اتخاذ القرار.

النساء، بدلا من الانهيار تحت الضغط، تكون لديهن نقاط قوة فريدة في عملية صنع القرار، وتكون قراراتهن عقلانية

وقالت الدكتورة تيريز هيستون، مؤلفة كتاب “كيف تقرر النساء: ما هو صحيح وما هو غير ذلك”، “إن هناك تصورا شائعا جدا هو أنه عندما تتعرض المرأة للتوتر تصبح عاطفية وتنهار، ولكن عندما يتوتر الرجال يظلون هادئين وواضحين. وقد وجد علماء الأعصاب أن كلا المفهومين الشائعين خاطئ”.

ووجدت مارا ماثر، عالمة الأعصاب الإدراكية في جامعة جنوب كاليفورنيا، أنه عندما يكون الناس تحت ضغط ما يصبح الرجال أكثر حرصا على المخاطرة. فقد اتضح أن الرجال يركزون على المكافآت عندما ترتفع معدلات ضربات القلب ومستويات الكورتيزول لديهم، حتى لو كانت فرص تحقق هذه المكافأة ضئيلة.

في المقابل إذا وضعت النساء في الموقف المجهد نفسه وتمت زيادة مستويات الكورتيزول لديهن، فإن شيئا مختلفا نوعا ما سيحدث في ما يتعلق باتخاذ القرار؛ ذلك أنهن سوف يركزن أكثر على نسب المخاطر وسيستغرقن وقتا أطول في تقييم الحالات الطارئة وسيكن أكثر اهتماما بمكافآت أصغر يمكنهن الاعتماد عليها.

وبالتالي فقد اتضح أن النساء، بدلا من الانهيار تحت الضغط، تكون لديهن نقاط قوة فريدة في عملية صنع القرار.

وفقا لهيوستن يعد هذا سببا وجيها لضرورة وجود كل من الرجال والنساء في المكان نفسه حينما نكون بصدد اتخاذ قرارات عالية المخاطر؛ نحتاج إلى كليهما لتحقيق التوازن بين بعضهما البعض عندما تتصاعد التوترات.

21