كتاب كاريكاتير يكرم المسنين بأعمال غير مألوفة

تونس – صدر للرسام الكاريكاتيري التونسي لطفي بن ساسي، عن دار “إيديتور للتوزيع” بالتعاون مع “المغاربية للطباعة والنشر”، كتاب باللغة الفرنسية يتضمن رسومات كاريكاتيرية يحمل عنوان “ماذا نفعل بالمسنين”.
وضم الكتاب مجموعة من الرسومات في 72 صفحة بالألوان، للحديث عن مصير المسنين والشيوخ الذي يتركهم أبناؤهم يصارعون قساوة الحياة ما تبقى من أعمارهم، ويتساءل عن دور الشباب في الإحاطة بهم ومرافقتهم.
تخفي الرسومات في مضمونها كثيرا من الألم والأسى عن حياة المسنين الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الوطن وتربية أبنائهم، ليتم التخلي عنهم في كثير من الأحيان من قبل أبنائهم.
هي مجموعة حزينة من الرسومات، جاءت مخالفة لقواعد الرسم الكاريكاتيري الذي يبالغ في الإضحاك والسخرية، ويتجلى هذا التمرد من الرسام على ما هو مألوف في فن الكاريكاتير، بقوله في الصفحة الأخيرة من الكتاب “إذا وجدت أن هذا الكتاب لا يضحك على الإطلاق، فذلك لأنه يحقق أهدافه”.
رسومات الكتاب تخفي كثيرا من الألم والأسى عن حياة المسنين الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الوطن وتربية أبنائهم
يبدو كل رسم من هذه الرسومات أقسى بكثير مما سبقه من الرسوم الهزلية، وقد أضاف إليها لطفي بن ساسي رموز “QR” في كل صفحة، تسمح بمسحها ضوئيا وتقود متصفح الكتاب إلى روابط لأغان تونسية أو فرنسية، وذلك في مزيج فريد من نوعه بين الكتاب الورقي وعالم الديجيتال.
واشتهر لطفي بن ساسي برسوم شخصية «البوكبوك» منذ نحو 25 سنة (1992) وتعاليقه الساخرة على الأحداث الوطنية والعالمية، التي تتصدر الصفحة الأولى لليومية التونسية الناطقة بالفرنسية «لابراس». فقد تطرق إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية، منتقدا برسومه علاقة العرب بصندوق النقد الدولي، وساخرا من مواقفهم «الموحدة» من القضية الفلسطينية، ومن واقع العرب اليوم.
وتعرض الفنان أيضا إلى قضايا الهجرة غير الشرعية للعرب الحالمين بغد أفضل في أوروبا، وسخر من العرب الذين ساهموا في جعل العراق وسوريا واليمن رمادا، وساهموا في تحطيم اقتصاد مصر وتونس وليبيا قائلا في أحد رسوماته إنهم «يتقاتلون ويسكرون ويسرقون ويغتصبون لكنهم يحرصون على ‘الأكل الحلال‘».
كما لم تسلم الجماعات الإرهابية من سخريته في رسوماته، إذ أشار فيها إلى العلاقة الوطيدة بين المال وتقتيل الشعوب من قبل الإرهابيين الذين يدعون الدفاع عن الإسلام.