قيود كورونا في بنغلاديش تحرم الأطفال والرضع من حقوقهم

تأثير الوباء على مقدمي الرعاية يعرّض تنمية الطفولة المبكرة للخطر.
الاثنين 2021/05/03
الفايروس قلص من إمكانية وصول الأطفال إلـى المسـاحات الآمنــة

أثرت جائحة كورونا على الأطفال والرضع ومقدمي الرعاية بشكل كبير في بنغلاديش، ما دفع منظمة بناء الموارد عبر المجتمعات إلى تعزيز البنية التحتية لتنمية الطفولة المبكرة وتقديم الدعم التربوي والنفسي للأطفال. وتعتبر السنوات الأولى من حياة الطفل ضرورية لنمو الدماغ كما أن التحفيز مهم لدعمه نفسيا.

داكا (بنغلاديش) - يؤكد خبراء أن صحة الأطفال الصغار ليست معرضة لخطر كبير من كوفيد – 19، لكن في جنوب الكرة الأرضية تشكل القيود التي يفرضها الوباء على الأطفال الصغار خطرا كبيرا حيث تقلل من التحفيز الذي يزدهر من خلاله نمو الدماغ. كما تتعرض تنمية الطفولة المبكرة للمزيد من الخطر بسبب تأثير الوباء على مقدمي الرعاية.

وفي بنغلاديش شرعت منظمة بناء الموارد عبر المجتمعات، وهي أكبر منظمة تنموية دولية في العالم، في تعزيز بنية تحتية جديدة لتنمية الطفولة المبكرة في البلاد حيث توفر لمقدمي الرعاية إلى 40 ألف طفل دون سن السادسة مكالمات هاتفية أسبوعية من متخصصين مدربين. وتقدم الدعم التربوي والنفسي، وهو نموذج  يمكن أن يفيد الأطفال في جميع أنحاء العالم.

وتعتبر السنوات الأولى من حياة الطفل ضرورية لنمو الدماغ  والتحفيز مهم بشكل خاص. ومع إغلاق المدارس في بنغلاديش اعتبارا من مارس 2020 توقفت مجموعات اللعب وبقي الأطفال الصغار في المنزل معظم الوقت، ويكمن التحدي في ضمان التحفيز داخل البيئات المنزلية.

ويجمع هذا البرنامج بين التعلم الممتع للأطفال والدعم النفسي الاجتماعي لمقدمي الرعاية من خلال اتصالات الهاتف المحمول وبنية متعددة الطبقات للتدريب المتخصص والتوعية، مع تعزيز التحفيز المطلوب بين الأطفال. كما يدعم مجهودات أفراد الأسرة في تعليم الأطفال ويزيد من إمكانية استمرار هذه المشاركة بعد زوال الوباء.

ويعتبر البرنامج جزءا من حملة أوسع بكثير للتعلم القائم على اللعب تقوم بها منظمة بناء الموارد عبر المجتمعات. وتدعم الشراكة بين منظمة بناء الموارد عبر المجتمعات ومؤسسة ليغو وبورتيكيس مبادرة التعلم القائم على اللعب.

مع إغلاق المدارس اعتبارا من مارس 2020 توقفت مجموعات اللعب وبقي الأطفال الصغار في المنزل معظم الوقت

ومن خلال هذه المبادرة أنشأت منظمة بناء الموارد عبر المجتمعات 110 مختبرات لعب مجتمعي في بنغلاديش وأوغندا وتنزانيا و400 مساحة للعب داخل المدارس الابتدائية الحكومية في بنغلاديش (300 منها بدعم من بورتيكيس و100 بدعم من مؤسسة ليغو). كما أشرفت لجنة تطوير الريف في بنغلاديش على تدريب 315 مراهقا وشابا للعمل ميسرين أو قادة لعب في مختبرات اللعب المجتمعية. وتعدّ بلاي لابس مساحات آمنة حيث يمكن للأطفال المشاركة في اللعب، وهي مدعومة بمنهج قائم على اللعب يكون حساسا من الناحية الثقافية ومصمما ليناسب السياقات المحلية، مع تعزيز نمو الأطفال المعرفي واللغوي والجسدي والاجتماعي والعاطفي.

وعملت منظمة بناء الموارد عبر المجتمعات على تصميم كل من ساحات اللعب ومعهد التطوير التربوي. وفي غضون بضعة أشهر من تدفق الروهينغا في 2017 بدأ معهد التطوير التربوي التابع لمنظمة بناء الموارد يطوّر نموذج مختبر اللعب داخل المساحات الصديقة للأطفال، والذي كُيّف من نموذج بلاي لابس مع السياق الإنساني لمخيمات الروهينغا حيث يُستخدم اللعب أداة لتجاوز الصدمات وللتعلم.

ومنذ ديسمبر 2018 استمر النموذج في أوساط الروهينغا مع الأطفال الرضع والأطفال دون سن السادسة كجزء من مشروع اللعب للتعلم، بالشراكة مع ورشة سمسم ولجنة الإنقاذ الدولية وجامعة نيويورك، وبتمويل من مؤسسة ليغو.

وبالنسبة إلى الأطفال في المجتمعات النازحة تمثل جائحة كوفيد – 19 أزمة. ويجب تزويد هؤلاء الأطفال ومقدمي الرعاية بإمكانية وصول محسّنة إلى التعلم والدعم النفسي والاجتماعي والمساحات الآمنة والتعلم المبكر المرح وفرص التحفيز للمساعدة على معالجة الصدمات ودعم النمو الصحي وتوفير الإحساس بالحياة الطبيعية. ويساعد اللعب الأطفال على إدارة الصدمات بشكل أفضل، خاصة إنْ كانوا قد عانوا من الأزمات والعنف والفقر.

Thumbnail

وعندما أغلِقت المدارس بسبب الوباء لم يعد بإمكان الأطفال الوصول إلى المساحات الآمنة التي توفرها مختبرات اللعب. وشعرت منظمة بناء الموارد عبر المجتمعات بالحاجة إلى البقاء على اتصال مع الأطفال وعائلاتهم، لذلك بدأ قادة اللعب وغيرهم من العاملين في الخطوط الأمامية باستخدام الهواتف المحمولة للحفاظ على اتصال منتظم مع المشاركين في البرنامج. وأدت هذه الغريزة الأولية إلى إنشاء نموذج الاتصالات السلكية واللاسلكية المسمى “باشي أشهي (بجانبك)”، وهو آلية التعلم عن بعد التي من شأنها أن توفر للأطفال فرص التعلم ولمقدمي الرعاية الدعمَ النفسي والاجتماعي وتعمل كبنية طوارئ تحتية جديدة لتطوير الطفولة المبكرة.

وجمع الخبراء في منظمة بناء الموارد عبر المجتمعات علماء النفس ومطوري المناهج القائمة على اللعب لتطوير نصوص محادثة عن بعد مدتها 20 دقيقة، مع مكون للدعم النفسي الاجتماعي ومكون آخر للتعلم القائم على اللعب. وعملت منظمة بناء الموارد عبر المجتمعات على تدريب 1300 من قادة اللعب لتسهيل مكالمات أسبوعية مدتها 20 دقيقة مع مقدمي الرعاية والأطفال من كل من بلاي لابس وعائلات مختبر اللعب.

وأثبتت التجربة الأولية لمحادثة مدتها خمس دقائق إلى سبع أنها غير كافية، ويسمح البرنامج الذي مدته 20 دقيقة الآن بمشاركة هادفة مع كل من مقدم الرعاية والطفل. وتؤكد نصوص المكالمات على أهمية الاستماع النشط بالإضافة إلى ممارسة التعاطف للتأكد من أن المتصلين يمكنهم الاستماع ومعالجة مشاعر الآباء واقتراح إستراتيجيات التحفيز القائمة على اللعب للتفاعل مع الأطفال داخل المنزل.

وعند الاتصال بمقدمي الرعاية للرضع والأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين في مخيمات الروهينغا يقدم قادة اللعب الدعم النفسي والاجتماعي الأساسي بالإضافة إلى نصائح حول كيفية رعاية الأطفال والبقاء في مأمن من كوفيد – 19.

وبالنسبة إلى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وست سنوات في مخيمات الروهينغا، يتحدث قادة اللعب مع الأطفال والأمهات أو مقدمي الرعاية. أما بالنسبة إلى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات في جميع أنحاء بنغلاديش فيتواصل قادة اللعب عن بُعد مع الأطفال من خلال أنشطة مثل تلاوة القوافي البنغالية، مع تقديم الدعم النفسي والاجتماعي الأساسي للبالغين، والنصائح المتعلقة بطرق التعامل مع الأطفال، والرسائل التي يتصل مضمونها بمجال الصحة والنظافة.

جائحة كورونا تمثل أزمة بالنسبة إلى الأطفال في المجتمعات النازحة، ويجب تزويدهم بإمكانية وصول محسنة إلى التعلم والدعــم النفسي

وبدأت منظمة بناء الموارد عبر المجتمعات توسع مشروع “بجانبك” لاستهداف الرضع والأطفال دون سن الخامسة وعائلاتهم التي تنتمي إلى الفئات الهشة في بنغلاديش؛ فغالبا ما تفتقر هذه العائلات إلى الوصول إلى الخدمات الأساسية لتنمية الطفولة المبكرة، وترى منظمة بناء الموارد عبر المجتمعات إمكانيات كبيرة في البرنامج لتعزيز النمو الأمثل للأطفال والمساعدة على كسر حلقة الفقر.

وإجمالا يصل مقدمو الرعاية إلى 40 ألف طفل أسبوعيا، مما يوفر الدعم لكل من الأطفال والبالغين. وتؤكد حقيقة الوصول إلى هذا النطاق في غضون أسابيع على أن الحاجة إلى مثل هذا العمل ماسة وتكرار التجربة ممكن. وجرى جمع البيانات طوال الوقت، ويبقى البحث جاريا لتقييم التأثير كما ونوعا، لكن الأدلة القصصية توضح قيمة هذا التدخل. ويشمل تأثيره تعزيز تحفيز الأطفال في كل منزل ومعالجة رفاه الأطفال والبالغين وإشراك الأطفال وأسرهم في تعليم الطفولة المبكرة وزيادة تواصل المعلمين مع أسر الأطفال وتلبية الاحتياجات التربوية والعاطفية والاجتماعية، مع العمل على بناء قدرات العاملين في الصفوف الأمامية وتوفير الرفاهية لهم.

وتبرز بعض الدروس التي كشف عنها البرنامج أن اللعب هو المفتاح. إنه يوفر وسيلة تعليمية عميقة وطريقة سهلة لإشراك الأسر بطرق يمكن أن تستمر طوال فترة تعليم الطفل. ويمكن أن تعزز المشاركة التعلم والدعم النفسي الاجتماعي.

ويتأثر تعلم الطفل بشكل كبير بالعلاقة مع مقدمي الرعاية، لذلك يركز البرنامج أساسا على تطوير الروابط بين مقدم الرعاية والطفل. ويجب أن يظل المحتوى بسيطا ليشمل أكبر عدد ممكن.

ويعتمد النموذج على المحادثات التي تعزز التعاطف والمعرفة، والتي يجب تعظيم تأثيرها للوصول إلى عدد كافٍ من الأشخاص.

واستلزمت جائحة كوفيد – 19 ابتكار أساليب جديدة في مجال تعليم الأطفال الصغار. ويمكن أن يفيد توسيع نطاق هذا الابتكار الأطفال على نطاق واسع بعد فترة طويلة من انحسار

21