قطر القلقة تبحث عن دور للحفاظ على حضورها في غزة

الدوحة تسعى إلى طرح دور لها كخوض تجربة الوسيط بين حركة حماس والولايات المتحدة، أسوة بتجارب سابقة في هذا السياق من بينها الملف الأفغاني.
الأربعاء 2021/06/02
قطر تبحث عن تثبيت أقدامها في الملف الفلسطيني

غزة – وجدت قطر نفسها خارج مدار الأحداث في غزة بعد أن نجحت مصر خلال التصعيد الأخير بين حركة حماس وإسرائيل في اختطاف الأضواء والإمساك بكامل خيوط الملف الفلسطيني.

وتحاول الدوحة اليوم تدارك الأمر، متحاشية في الآن ذاته إثارة غضب القاهرة، بطرح دور لها كخوض تجربة الوسيط بين حركة حماس والولايات المتحدة، أسوة بتجارب سابقة في هذا السياق من بينها الملف الأفغاني.

وأعلنت مساعدة وزير الخارجية القطري والمتحدثة الرسمية باسم الوزارة لولوة الخاطر في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، “أن دولة قطر منفتحة على الوساطة بين حماس والإدارة الأميركية متى طلب منها ذلك إيمانا منها بأهمية الوساطة للسلم والاستقرار الدوليين”.

مخيمر أبوسعدة: قطر تعمل على عدم خسارة ما أنفقته من أموال في غزة

وتصنّف الولايات المتحدة حركة حماس بجناحيها منظمة إرهابية، وسبق وأن أطلقت الإدارة الأميركية مواقف حادة تجاه الحركة خلال التصعيد الأخير وبعده والذي انفجر في العاشر من مايو الماضي واستمر لأحد عشر يوما.

ولعل أبرز تلك المواقف تشديد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارة لإسرائيل في إطار جولة إقليمية على أن بلاده حريصة كل الحرص على الحيلولة دون استفادة حماس من أي مساعدات دولية تسند للقطاع، في موقف يتماهى مع الرغبة الإسرائيلية.

وتحتضن قطر منذ سنوات القيادات السياسية لحركة حماس، وسعت لاستغلال هذا الوضع لتثبيت أقدامها في الملف الفلسطيني، وعملت في السنوات الماضية على ضبط التوترات بين إسرائيل والحركة الإسلامية عبر ضخ الأموال للأخيرة لشراء الهدوء على هذه الجبهة بالتنسيق المباشر مع تل أبيب.

ومع تفجّر التصعيد الأخير في غزة، وجدت قطر نفسها كما الحال بالنسبة إلى حليفتها تركيا خارج الصورة، في مقابل بروز الدور المصري الذي لقي دعما من مختلف الأطراف في الداخل الفلسطيني كما من إسرائيل والولايات المتحدة.

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة مخيمر أبوسعدة، إن التواصل المباشر بين قطر وقادة حماس المقيمين في الدوحة بشكل مستمر يجعل لديها قوة تأثير على الحركة يمكن أن توظفها من أجل لعب دور الوساطة.

وأضاف لـ”العرب” أن قطر تعمل جاهدة على عدم خسارة كل ما أنفقته من أموال في القطاع طيلة السنوات الماضية لتحافظ على حضورها وحظوظها السياسية في القضية الفلسطينية بعد دخول مصر كطرف فاعل في الهدنة والمفاوضات الأخيرة.

سامح عيد: الدوحة تحاول تكرار الوساطة التي قامت بها بين طالبان وواشنطن

ويرى مراقبون أن العرض القطري للوساطة بين حماس وواشنطن له علاقة مباشرة بالتطورات الحاصلة على الساحة الفلسطينية عقب المواجهات الأخيرة بين حماس وإسرائيل، وانفتاح أطراف إقليمية ودولية مختلفة على القضية الفلسطينية بوجه عام وعلى حماس بوجه خاص بعد أن فرضت نفسها كلاعب أساسي، وهو ما جعل الدوحة تلتقط هذا الخيط لمحاولة استعادة حضورها.

وسجل تنافس بين بعض القوى الإقليمية في القلب منها مصر وقطر وتركيا وإيران، للقيام بدور مؤثر والتحرك بفاعلية في مفاصل الصراع الأخير بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن الكفة كانت لصالح مصر لعدة اعتبارات من بينها دورها التاريخي في هذا الملف والعلاقات التي تربطها بمختلف الطيف الفلسطيني وإسرائيل.

وأوضح أبوسعدة لـ”العرب”، أن الدور القطري سيركز جهوده على فكرة الوساطة بين حماس والولايات المتحدة، فيما الدور المصري أكبر من مجرد الوساطة والتهدئة بحكم انخراط القاهرة في هذا الملف لسنوات طويلة، على خلاف الدوحة التي تعوّل على الجهود التي لعبتها خلال السنوات الأخيرة عبر مبعوثها الخاص لغزة.

وأكد الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي سامح عيد، أن قطر تحاول إعادة تكرار الوساطة التي قامت بها بين حركة طالبان الأفغانية والولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى جانب أدوار الوساطة العديدة التي لعبتها بين قادة التنظيمات الإرهابية والعديد من الدول في صراعات عدة.

ولم يستبعد عيد في تصريحات لـ”العرب” أن ترحّب الولايات المتحدة بالدور القطري في هذا السياق وتطمئن إليه في ظل تبادل المعلومات المشترك بين الأجهزة الاستخباراتية في البلدين، تحديدا في ما يتعلق بملف التعامل مع الجماعات الإسلامية.

2