قضايا الطائفية والفقر والتشرد تسيطر على عروض مهرجان الجونة السينمائي

الجونة (مصر) – واصل مهرجان الجونة السينمائي في مصر فعاليات نسخته الرابعة، الثلاثاء، بتقديم 23 فيلما، ما بين روائي ووثائقي وقصير، عالجت قضايا النزعات الطائفية والتشرد والفقر.
ومن بين الأفلام التي عرضت ضمن فعاليات اليوم الرابع من المهرجان الفيلم اللبناني “نَفَس” من إخراج ريمي عيتاني، والذي يعرض ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة.
وتدور أحداث الفيلم حول إبراهيم الذي يعيش في حي باب التبانة غير الآمن، إذ مازالت آثار الحروب الأهلية تمزق نسيجه المجتمعي. ويناضل إبراهيم من أجل حياة مسالمة، لكن قلة فرص العمل وسجله الإجرامي والنزعات الطائفية والدينية تجعل مهمته شبه مستحيلة.
وريمي عيتاني مخرجة أفلام لبنانية، حصلت على درجة البكالوريوس من كلية الإعلام في الجامعة الأميركية اللبنانية، ثم تخرجت في مدرسة لندن للسينما. بدأت مسيرتها بالعمل مخرجة أفلام وثائقية.
شاركت في عدة ورش كتابة وإخراجا، من ضمنها ورشة صناعة الأفلام مع المخرج فِرنر هيرزوج. عرضت أفلامها في أكثر من 20 مهرجانا سينمائيا دوليا. وفاز فيلمها الوثائقي “نَفَس” بجائزة أفضل فيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج في منصة الجونة السينمائية عام 2018.
وفي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، عرض فيلم “إلى أين تذهبين يا عايدة” للمخرجة ياسميلا زبانيتش، وهو إنتاج مشترك للبوسنة والهرسك، والنمسا، ورومانيا، وهولندا، وألمانيا، وبولندا، وفرنسا والنرويج.
وتدور أحداث الفيلم في جمهورية البوسنة وتحديدا في أحد أيام عام 1995، حيث تعمل عايدة مترجمة للأمم المتحدة في مدينتها الصغيرة سربرنيتشا، ويحتل الجيش الصربي المدينة، وتهرع عائلتها إلى الاحتماء مع الآلاف من المواطنين الآخرين في معسكر للأمم المتحدة، وتحاول عايدة إنقاذ عائلتها.
وضمن برنامج الاختيار الرسمي (خارج المسابقة) عرض فيلم “أب” للمخرج سردان جولوبوفيتش، وهو إنتاج مشترك لصربيا، وفرنسا، وألمانيا، وسلوفينيا، وكرواتيا والبوسنة والهرسك.
وتدور أحداث الفيلم في بلدة صربية صغيرة، حيث يجبر نيكولا على التخلي عن طفليه لمكتب الرعاية الاجتماعية بعد أن دفع الفقر واليأس زوجته إلى الانتحار.
وفي البدء، كان إيداع الأطفال لدى أسرة حاضنة ترتيبا مؤقتا، حتى يتم تقييم مدى ملاءمة بيت نيكولا لسكن الأطفال. بعدها يقرّر مكتب الرعاية الاجتماعية عدم أهلية نيكولا الفقير جدا لتوفير البيئة الملائمة لعيش أطفاله معه.
يقوم الأب بتقديم شكوى إلى وزارة الشؤون الاجتماعية في بلغراد ضد المكتب، ويصمّم على المشي سيرا على الأقدام 300 كيلومتر إلى العاصمة، ليُظهر للسلطات أنه لا يتردّد أبدا عن فعل أي شيء من أجل أطفاله.
وضمن برنامج العروض الخاصة، عرض فيلم “الصبي” للكوميدي والمنتج والكاتب والمخرج والملحن الموسيقي البريطاني الشهير شارلي شابلن.
ضمن برنامج جسر الجونة السينمائي، أقيمت ثلاث فعاليات هي “الإعلام الرقمي في ضوء وباء عالمي”، و”السرد البصري والتكيف مع الظروف المتغيرة”، و”المساواة والإتاحة: تغيير السردية الهوليوودية”
وتدور قصة الفيلم عن امرأة تهجر طفلها المولود حديثا، تاركة إياه في مقعد سيارة خلفية مع ورقة مكتوبة ترجو الشخص الذي سيعثر على الطفل أن يرعاه ويهتم به، وعندما تُسرق السيارة، يكتشف اللصوص الطفل ليلقوا به في الشارع، حيث يعثر عليه صعلوك متجوّل، الذي يرق قلبه تجاهه ويحبه كما لو كان ابنه، وبينما يكبر الطفل، يتوجب عليه وعلى الصعلوك أن يتعلما خوض الحياة التي تلقيهما في مغامرة تلو الأخرى.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة، عرض الفيلم التونسي الفرنسي “البانو” من إخراج أنيسة داود، ويدور الفيلم حول عماد الوالد الشاب الذي يجد نفسه وحيدا لأيام قليلة مع ابنه البالغ خمسة أعوام، نظرا لسفر زوجته في رحلة عمل، الأمر الذي يضطره إلى مواجهة مخاوفه العميقة.
وأنيسة داود ممثلة ومنتجة ومخرجة تونسية، شاركت في تأسيس جمعية الفنانين المنتجين، وهي أداة إنتاج تمثلها. تتنقل بين المسرح والسينما، لتنفيذ مشاريعها وأفلامها الفنية ذات المحتوى السياسي القوي. قدّمت كمخرجة فيلما وثائقيا طويلا “نساؤنا في السياسة والمجتمع”، كما شاركت المخرج الأفغاني أبوزار أميني في إخراج الفيلم القصير “أفضل يوم على الإطلاق” الذي افتتح “نصف شهر المخرجين” في الدورة الـ71 لمهرجان كان السينمائي. وتعمل حاليا على تطوير سيناريو فيلمها الروائي الطويل الأول “الخالدون”.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة أيضا، عرض الفيلم المصري “الخد الآخر” من إخراج ساندرو كنعان. وتجري قصة الفيلم حول نشأت الذي يتألم بعد مهاجمة كلب الجيران لابنته، خاصة بعد شائعات تروّج إلى أنها هي التي استفزّت الكلب.
وضمن برنامج جسر الجونة السينمائي، أقيمت ثلاث فعاليات هي “الإعلام الرقمي في ضوء وباء عالمي”، و”السرد البصري والتكيف مع الظروف المتغيرة”، و”المساواة والإتاحة: تغيير السردية الهوليوودية”.
ويقام المهرجان بمنتجع الجونة المطل على سواحل البحر الأحمر بمصر، في الفترة من 23 إلى 31 من شهر أكتوبر الجاري، ويعرض قرابة 65 فيلما من 42 دولة حول العالم.