قصائد السرد والصورة بين رف الكتب

في كتابه الجديد بعنوان “الشعر والسينما.. أبنية الصورة والسرد. تجربة عزالدين المناصرة” يبحث الناقد يوسف يوسف في تجربة الشاعر الفلسطيني عزالدين المناصرة.
ويرى الناقد في كتابه، الصادر عن دار خطوط وظلال دراسة، أن الحديث عن عملية التخصيبِ باستخدام الأسطورة، إنما هو حديث عما يعرف بالقوى الدافعة للنص الأدبي، التي هي نفسها في تسمية أخرى القوى المحركة، التي يرتقي النص بسببها إلى المكانة المرموقة.
صحيح أن شعراء كثيرين ذهبوا باتجاه تخصيب نصوصهم بالأساطير، وذهب آخرون باتجاه تخصيبها باستحضار فقرات أو شخصيات من تاريخ الشعوب التي ينتمون إليها، لكن آخرين سواهم ذهبوا باتجاه تخصيبها بالسرد مرة وتخصيبها بالصورة مرات أخرى، وإن لم يتخلوا في الوقت نفسه عن استخدام ما سبق ذكره من المحركات.
وعزالدين المناصرة واحد من هؤلاء الأخيرين، الذين يمكن القول فيهم بأنهم إنما يفعلون ذلك ليس فقط للارتقاء بالنصوص الشعرية التي يكتبونها فقط، وإنما لإيصالها إلى الكونية أيضا.
هزيمة الموت

رؤية فنية وجمالية للعالم انطلاقا من التفاصيل اليومية البسيطة
في ديوانه “مجاز الماء” الذي صدرت طبعته الثانية مؤخرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، يقدم الشاعر المصري سامح محجوب رؤية فنية وجمالية للعالم انطلاقا من التفاصيل اليومية البسيطة، وانعكاساتها في المخيلة الجماعية، وتماسها مع الأساطير والأفكار الكبرى الراسخة في الوجدان.
بداية من القصيدة الأولى يبرر الشاعر الغرض والهدف من الكتابة “أكتب كي أهزم موتي”، لتصبح الكتابة في أبهى تجلياتها رديفا للخلود. وتنهال الصور الشعرية في إيقاع محكم منضبط ذي حس مأساوي في أغلب الأحيان، ليتمثل من خلال تلك الصور العذابات البشرية الفكرية والوجدانية والعاطفية والمادية.
ورغم تنوع العذابات وكثافتها وامتدادها عبر القصائد وكأنها تعبر عن مأساة الإنسانية عبر العصور، إلا أن الحس العاطفي والإيروتيكي يتسلل بين حين وآخر إلى القصائد عبر صور أخاذة ليخلق مفارقات غرائبية، هي ابنة الحياة اليومية، كأن الشاعر يسعى إلى أسطرة الواقع أو وقعنة الأسطورة بطريقة فنية يمتزج فيها الخيال مع الإيقاع مع النوستالجيا.
امرأة تحب وتتأمل
على عكس ديوانيها السابقين اللذين احتفت فيهما بالثنائيات المتضادة، الريح والظل في العمل الأول، والماء والموت في العمل الثاني، تنفتح الشاعرة المغربية عائشة بلحاج في ديوانها الجديد بعنوان “لا أعرف هذه المرأة” على معجم الحياة والموت من دون حدود.
و”لا أعرف هذه المرأة” الصادر عن “دار الآن/ ناشرون وموزعون” في عمّان هو الديوان الثالث في سيرة بلحاج بعد “ريح تسرق ظلي” (منشورات بيت الشعر)، و”قبلة الماء” (دار روافد المصرية).
تلفتنا في الديوان عناوين عديدة، مثل: سنزهر، خضراء، كأننا العطر نفسه، امرأة برية، رجل غريب عبر حياتي، بومة، كأن الذي بيننا حروب وأدخنة، فرصة
عمل، تشريح جثة حية، لا يحتاج البحر إلى سفن.
وهو ما يؤكد المسار الذي حاولت الشاعرة المحافظة عليه على غرار شاعرات عربيات كثيرات، ألا وهو الوقوف في منطقة وسطى بين عاطفة المرأة وعلاقتها بالرجل والتأملات في الواقع وما يطرأ عليه من أحداث تثير أسئلة وجودية عميقة.