قسد تخشى انسحابا أميركيا من شمال شرق سوريا

دمشق - تتخوف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من انسحاب أميركي مفاجئ من شمال شرق سوريا على شاكلة الانسحاب من أفغانستان، ما يتركها في متناول روسيا وتركيا.
وتراقب قسد حليف الولايات المتحدة في سوريا بقلق الانسحاب الأميركي من أفغانستان، إذ تحتفظ بذكرى مؤلمة عن الانسحاب الجزئي من مناطق شمال شرق سوريا قبل ثلاث سنوات.
وسعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال الأشهر الماضية إلى طمأنة قسد من خلال مخاطبتهم عبر مسؤولين أميركيين عدة أرسلتهم واشنطن تباعا.
وشهدت الأشهر الماضية زيارة مسؤولين أميركيين لشمال شرق سوريا أبرزهم قائد القيادة المركزية الأميركية كينيث ماكينزي، والقائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جوي هود.

مظلوم عبدي: نتوقع استقرارا في المنطقة إذا أوفت واشنطن بتعهداته
وأفادت تقارير إعلامية غربية بأن تلك الزيارات أكدت لمسؤولي قسد أن شراكتها معهم لا تزال قوية، وأن القوات الأميركية لن تغادر في أي وقت قريب.
وأكدت ذات المصادر عن مسؤولين أميركيين قولهم إن قسد لا تزال “حليفا موثوقا” لقتال داعش وتسيير الدوريات الأميركية قرب حقول النفط في شمال وشرق سوريا.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن قائد قسد مظلوم عبدي قوله إنه يتوقع استقرارا نسبيا في شمال شرق سوريا “إذا أوفت الولايات المتحدة بتعهداتها”، مضيفا “نشعر الآن بأن لدينا دعما سياسيا وعسكريا أقوى، أكثر مما كان لدينا من الإدارة السابقة”.
وتابع مظلوم خلال مقابلة في قاعدة عسكرية في وقت سابق من أغسطس “بعد الانسحاب من أفغانستان، نقل إلينا مسؤولون أميركيون رسالة مفادها بأنه لن تكون هناك تغييرات حول وجودهم في سوريا”.
وتابع “أعلم أن هدف الولايات المتحدة في سوريا هو محاربة الإرهابيين، لكن الوجود الأميركي يجب أن يستمر حتى يتم التوصل إلى حل للأزمة السورية”.
ويرى مراقبون أن الانسحاب الأميركي سيمنح المجال أمام القوات الروسية أو التركية في المنطقة، كما أن الوجود الأميركي يمنع الجسر بين القوات الإيرانية المنتشرة شرقا وحزب الله الموجود في لبنان ومناطق في غرب سوريا.
وكان انسحاب ألفي جندي أميركي بأمر من الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2019، قد فسح المجال أمام انتشار قوات تركية في مناطق بشمال وشرق سوريا على حساب قوات قسد الحليفة لواشنطن.
وجاء الانسحاب الأميركي آنذاك بعد أن أعطى ترامب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الضوء الأخضر لعملية تركية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا. وتسيطر قسد بدعم أميركي على معظم مناطق شمال شرقي سوريا، وخصوصا محافظات الرقة ودير الزور، كما تسيطر على أجزاء من ريف حلب الشرقي.