قافلة سعودية شعرية تحط في مدينة الأقصر احتفاء بعام الشعر العربي

كان جمهور الشعر بمدينة الأقصر الأثرية في صعيد مصر على موعد، مساء السبت، مع الشعر والتمر والقهوة السعودية، في أمسية شعرية احتضنتها المدينة المصرية العريقة وشدا فيها بقصائدهم خمسة من شعراء وشاعرات المملكة العربية السعودية، الذين قدموا إلى المدينة الغنية بمئات المقابر وعشرات المعابد المصرية القديمة، وذلك في إطار برنامج قوافل الشعر السعودي – المصري الذي نظمته أكاديمية الشعر العربي، وهيئة الأدب والنشر والترجمة بالمملكة احتفاء بعام الشعر العربي، وكانت المحطة الأولى للقافلة مدينة الإسكندرية، ثم العاصمة القاهرة، فيما كانت الأقصر محطتها الأخيرة.
الأمسية الشعرية التي أحياها خمسة من الشعراء السعوديين الذين ينتمون إلى أجيال ومدارس شعرية مختلفة، حضرها جمهور كبير من محبي الشعر وحشد من الشعراء تقدمهم الشاعر المصري حسين القباحي، مدير بيت الشعر بمدينة الأقصر، والذي استهل الأمسية بالترحيب بشعراء السعودية، والتأكيد على عمق العلاقات بين المملكة ومصر.
وتابع جمهور الأمسية الشعراء والشاعرات: دلال راضي، ومحمد العطوي، وأحمد التيهاني، وسعاد أبوشال، وحسن الصميلي، وهم يشدون بقصائدهم التي تضمنت مقاطع تتغنى بحب السعودية ومصر.
والشاعر أحمد عبدالله التيهاني هو شاعر وناقد سعودي ولد في مدينة أبها عام 1970 يكتب في صحيفة “الوطن” السعودية، وصدر له عدد من الدواوين الشعرية والمؤلفات، وقد سبق له الفوز بجائزة الملك عبدالعزيز للكتاب عام 2019.
أما محمد عبده صميلي، فهو من مواليد جيزان، ويعمل مهندسا كيميائيا، وله مجموعة شعرية تحت عنوان “سرد سباعي للقصيدة”. بينما الشاعر محمد فرج العطوي له العديد من المطبوعات الشعرية منها “وقوفا على الذاكرة”، و”رثاء جميل” و”نقطتان”، و”قهوتي” و”لغة الورد”.
وتشتغل الشاعرة سعاد أبوشال في التدريس بقسم اللغة العربية في كليه الآداب بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وقد حصلت على الدكتوراه في الأدب العربي، كما حازت العديد من الجوائز، ولها الكثير من المؤلفات في مجالات الشعر والأدب. بينما قدمت الشاعرة دلال كمال راضي الخميس عدة إصدارات شعرية منها “حرف نابض بالوطن “، و”على ضريح قاتلي”، و”تراتيل المساء”، و”سراديب السنين”، بجانب دواوين ومجموعات قصصية أخرى.
وتفاعل الجمهور من الشعراء ومحبي الشعر مع الشعراء السعوديين الذين أمتعوا الحضور بقصائدهم التي تنوعت موضوعاتها ما بين الحب والغزل، وعشق الأوطان والتغني بتاريخها وتراثها ومعالمها.
وكان التيهاني أول من قرأ في الأمسية، ثم أبوشال التي ألقت قصيدة عبرت فيها عن حبها لمصر والمصريين، والصميلي، وراضي التي ألقت قصيدة في حب مدينة الأقصر وآثارها الضاربة في أعماق التاريخ، واختتم العطوي الأمسية وسط تصفيق الجمهور الذي بدا متعطشا للتعرف على المشهد الشعري السعودي.
وكان الشاعر المصري القباحي قد اختير لإلقاء الكلمة الافتتاحية للأمسية، حيث رحب بضيوف مدينته من الأشقاء السعوديين، مقدما التحية لهم باسم مبدعي ومثقفي الأقصر، لافتا إلى حضورهم إلى أرض طيبة عاصمة مصر القديمة والمدينة التي يتجاوز تاريخها الـ7000 عام، هو حدث مهم، وتأكيد على عمق ومتانة العلاقات بين البلدين.
◙ بعد الإسكندرية والقاهرة شعراء القافلة السعودية يُمتعون جمهور الشعر في مدينة الأقصر بقصائد عن الحب والوطن
وتناول القباحي تاريخ مدينة الأقصر وما قدمته للإنسانية من معارف وعلوم وفنون على مر التاريخ، ونوه إلى ما يزال منقوشا على جدران معابدها ومقابرها القديمة من نصوص توثق لإحدى أعظم الحضارات الإنسانية.
ومن خلال هذه القافلة تواصل السعودية احتفاءها بفن الشعر، فقد تمت تسمية عام 2023 بـ”عام الشعر العربي” للاهتمام أكثر بهذا الفن العريق وإثراء الإبداع الشعري المتطور والمستدام بكل قوالبه وأشكاله وبإبراز المكون الحضاري الشعري العربي المتميز عن بقية الفنون، وذلك عبر فعاليات وأنشطة ومبادرات تقام على مدار العام في السعودية وخارجها من البلدان العربية والموجهة لكل الشرائح.
وتأتي مبادرة “عام الشعر العربي 2023” التي أطلقتها وزارة الثقافة السعودية احتفاء بالشعر، هذا المكون الثقافي الذي يعدّ من أهم المكونات للهوية السعودية والعربية، وإثباتا لمكانته الكبيرة كعنصر أدبي مهم في تاريخ العرب، وترسيخا للقيم الأصيلة في الشعر العربي، وتعزيزا للفخر بالانتماء الثقافي إلى الحضارة العربية وخاصة شبه الجزيرة العربية، التي كانت ومازالت حاضنا مهمّا للشعر العربي.
وبحسب أكاديمية الشعر العربي السعودية، فإن أمسية الأقصر الشعرية تقام ضمن مجموعة من القوافل التي يتم تسييرها إلى عدد من البلدان بينها مصر وفرنسا وعمان ودول الخليج العربي، والتي تهدف إلى نشر المحتوى الثقافي والشعر السعودي، وتعزيز الثقافة الأدبية في المجتمع، وجعل الأدب جزءاً من حياة الفرد ومصدراً رئيسياً للمعرفة، بجانب استعراض دور المملكة العربية السعودية وارتباطها بالشعر العربي مكانة وتاريخا وتأثيرا.