قاسم مصلح حر بسبب #عدم_كفاية_القوة والأدلة

صدقت الإشاعة إذ أطلق سراح القائد الميليشياوي المتهم باغتيال الناشطين قاسم مصلح. ولم يبق أمام العراقيين للاحتجاج سوى إطلاق هاشتاغات على غرار #الحشد_منظمة_إرهابية.
بغداد- أثار إطلاق سراح القيادي في الحشد الشعبي قاسم مصلح بعد أسبوعين على توقيفه بتهمة اغتيال ناشطين جدلاً واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بينما تصدر هاشتاغ #الحشد_منظمة_إرهابية الترند العراقي.
وسربت الجيوش الإلكترونية، بالإضافة إلى وسائل إعلام مقربة من إيران، الثلاثاء إشاعة تفيد بإطلاق سراح مصلح، وهو ما نفته الأجهزة الأمنية قبل أن يطلق سراحه الأربعاء بسبب “عدم كفاية الأدلة”. وسخر الإعلامي معن الجيزاني:
وأضاف:
maanaljizzani@
#الإفلات_من_العقاب هو جوهر وعماد السلطة الحاكمة في العراق وعلّة استمرار وجودها حتى الآن.
وغرد الإعلامي عمر الجنابي:
وأظهرت صور ومقاطع فيديو منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي نشرها محمد ابن قاسم مصلح وآخرون مقربون منه، عبر حساباتهم الشخصية، لحظة خروج القيادي في الحشد من المنطقة الخضراء ولقائهم به لأول مرة منذ اعتقاله. وأظهرت صور ومقاطع فيديو أخرى تجمعات في كربلاء (نحو 100 كلم جنوب بغداد) التي يتحدر منها مصلح ويملك فيها نفوذاً كبيراً، حيث استقبل عند الأماكن المقدسة لدى الشيعة في المدينة “استقبال الأبطال” وهو ما فاقم الجدل.
ومصلح هو قيادي نافذ وعلى صلة بالحرس الثوري الإيراني، واعتقل بسبب اتهامه باغتيال ناشطين عراقيين منهم إيهاب الوزني. وتتهم والدة إيهاب الوزني، الذي اُغتيل قبل فترة في محافظة كربلاء، قاسم مصلح باغتيال ابنها. وسبق أن ظهرت في حوار متلفز قالت فيه إنّ “إبنها تلقى تهديدات مستمرة من القيادي في الحشد الشعبي، قاسم مصلح”.
وأمهلت والدة الوزني في مؤتمر صحافي عقدته أمام محكمة استئناف كربلاء الاثنين “القضاء العراقي مدة 12 يوما ليكشف للرأي العام عن قتلة ولدي ومحاكمتهم وإلا فأنا ذاهبة لخطوة غير مسبوقة سيعلم الرأي العام بها بعد انتهاء المهلة”.

قاسم مصلح هو قيادي نافذ وعلى صلة بالحرس الثوري الإيراني، واعتقل بسبب اتهامه باغتيال ناشطين عراقيين منهم إيهاب الوزني
واحتفت وسائل إعلام مقربة من إيران بإطلاق سراح مصلح بنبرة تحد واضحة للعراقيين الذين لا يملكون، وفق قولهم، سوى الاحتجاج الإلكتروني بعدما قُمعت احتجاجاتهم المطلبية واغتيل الكثير من ناشطيها واختُطف العديد منهم.
ووفقا لتقرير بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) فإن هناك 48 حادثة أو محاولة اغتيال موثقة في العراق منذ الأول من أكتوبر 2019 إلى الخامس عشر من مايو عام 2021. وكل تلك الحوادث والمحاولات مرت دون “أي عقاب” لمنفذيها.
وقال تقرير يونامي إن حوادث إطلاق النار التي تقوم بها “عناصر مسلحة مجهولة الهوية” أسفرت عن وفاة ما لا يقل عن 32 شخصا وإصابة 21 آخرين. وشهدت تلك الحوادث “اعتقالات”، لكنّ أيا منها “لم يتجاوز المرحلة التحقيقية”، مما يسمح للعناصر المسلحة المجهولة الهوية بأن “تفلح في الإفلات من العقاب”.
وبالإضافة إلى ذلك يقول التقرير إن ما لا يقل عن 20 متظاهرا ممن اختطفتهم “عناصر مسلحة مجهولة الهوية” فُقِدوا “دون أي جهد واضح لمعرفة مكانهم وإطلاق سراحهم أو الإقرار بمصيرهم”.
ويستمر العراقيون في إطلاق هاشتاغات تعرّف بمعاناتهم. وتصدر بعضها المحتوى الأكثر تداولا إثر إطلاق سراح مصلح على غرار #الحشد_منظمة_إرهابية و#حل_الحشد_الإرهابي_مطلب_شعبي و#الحشد_وداعش_إرهاب_واحد، بالإضافة إلى هاشتاغ #عدم_كفاية_القوة وهو تعديل لعبارة “عدم كفاية الأدلة” التي أطلق بموجبها سراح قاسم مصلح.
يذكر أن وحدات الحشد الشعبي تشكلت سنة 2014 إثر فتوى من المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، ووعدت بصد تقدم تنظيم داعش في العراق. وبعد أن هُزم داعش رسميا في ديسمبر 2017 أضحى مستقبل الحشد الشعبي الموالي لإيران موضوع جميع النقاشات، وخاصة أنه تحوّل إلى أداة للقتل في العراق.
واجتاحت الجيوش الإلكترونية التابعة للحشد الهاشتاغات كي تسخر من تغريدات العراقيين. وتخضع صناعة الترند في العراق إلى حالة من حالات التلاعب السياسي للتأثير في الرأي العام. ويلعب المال السياسي دوره في صناعة الترند، إذ تمتلك جميع الأحزاب والكيانات العراقية وفصائل الحشد الشعبي جيوشاً إلكترونية تعمل على نشر محتويات عادة ما تكون مضللة ومدفوعة الثمن، ناهيك عن كونها تسعى إلى تشتيت الرأي العام العراقي. ويؤكد “مركز الإعلام الرقمي” العراقي أن 25 مليون مواطن عراقي يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، من بين 40 مليوناً هم عدد سكان العراق الكلي.
ولفت المركز إلى وجود 20 مليون مستخدم على منصة فيسبوك و13 مليون مستخدم نشط على إنستغرام، و11.25 مليون مستخدم على سناب شات، و1.30 مليون مستخدم لموقع تويتر. ويقول مغردّ:
في سياق آخر اتهم عراقيون حكومة مصطفى الكاظمي بـ”التواطؤ مع الجماعات المسلحة”، واعتبروا “تحركات الكاظمي ضد الميليشيات عبارة عن زوبعة إعلامية من أجل كسب الرأي العام ومجاملات صورية؛ بهدف إرضاء جمهور تشرين، لكن بعد إطلاق سراح مصلح أصبح كل شيء بالنسبة إلينا واضحًا ومعلومًا”. وغرد الناشط علي فاضل:
AliFadhil_iq@
إطلاق سراح قاسم مصلح يثبت أن مهمة الكاظمي الوحيدة هي إخماد المظاهرات بإنجازات وهمية وأفعال بهلوانية. يعني يعتقلونه حسب المادة 4 إرهاب ويطلق سراحه لعدم كفاية الأدلة؟ عاش العراق، عاش القضاء النزيه، عاشت السيادة، عاشت هيبة الدولة، الرحمة والغفران لشهدائنا والله يصبّر أهلهم #عدم_كفاية_القوة.
وكتب مغرد:
وقال مغرد:
mmzf_99@
#الحشد_منظمة_إرهابية، أتحدى أي شخص إن كان باستطاعته أن يعطيني شرعية قانونية للحشد.
ونشر مغردون على حساباتهم مقاطع فيديو توثق جرائم الحشد في حق العراقيين. وكتبت ناشطة: