فيسبوك يكبح خوارزمياته: اختاروا بأنفسكم ما تريدون مشاهدته

شركة فيسبوك تتعرض لضغوط بسبب ما يُنسب لها من دور في عدم التصدي لمضامين الكراهية والمعلومات المضللة نتيجة الخوارزميات المعتمدة من الشبكة.
الجمعة 2021/04/02
الشركة لم تشجع مشاركة المحتوى المثير من أجل إبقاء الناس على المنصة

فيسبوك يمكّن مستخدميه من ميزة التحكم في ما يريدون رؤيته عبر شريط الأحداث أي الصفحة الرئيسية التي تظهر عند الدخول على الشبكة، كما سيتمكنون من تعطيل خوارزميات فيسبوك بالكامل ومتابعة المنشورات بتسلسلها الزمني في حال أرادوا ذلك.

واشنطن- أعلنت شركة فيسبوك عزمها تعديل شكل شريط الأحداث على الصفحة الرئيسية على الموقع لمنح المستخدمين قدرة تحكم أكبر بما يريدون رؤيته على الشبكة الاجتماعية الرائدة عالميا، مع تقليل الاعتماد على الخوارزميات.

وستتيح فيسبوك للمستخدمين اختيار ما يصل إلى ثلاثين صديقا وصفحة، وإعطاء الأولوية لمحتوياتهم أو عرضها في موجز منفصل. وستقدم الشبكة أيضا للمستخدمين خيار فرز خلاصاتهم حسب “الأحدث”، لكنها تخفي هذه الخيارات في قوائم غامضة.

وتم إطلاق شريط التصفية على مستوى العالم على تطبيق فيسبوك على أندرويد وسيتوفر على أي.أو.أس في الأسابيع القادمة، لكن ليس من الواضح ما إذا كان سيكون متاحا على إصدار الويب.

الشركة مترددة في الالتزام بالتغييرات التي قد تقوض إحصائيات المشاركة الخاصة بها

وسيختفي شريط الفلتر إذا لم يستخدمه المستخدم بشكل منتظم، إذ ينشر موقع فيسبوك تحذيرا مفاده “شريط التصفية ليس إضافة دائمة”. وستختفي الميزة الجديدة إذا لم يستعملها المستخدمون خلال سبعة أيام.

ويبدو أن الشركة مترددة في الالتزام بالتغييرات التي قد تقوض إحصائيات المشاركة الخاصة بها، ويتساءل البعض “هل فيسبوك جاد حقا في السماح للمستخدمين باختيار ما يرونه على الموقع، أم أنه يريد فقط الإيحاء بذلك؟”. وتأتي الميزة الجديدة في وقت تزداد فيه الضغوط على فيسبوك بسبب ما يُنسب له من دور في عدم التصدي لمضامين الكراهية والمعلومات المضللة، بسبب الخوارزميات المعتمدة من الشبكة.

وكتبت فيسبوك في منشور عبر مدونة “هدف شريط الأحداث هو إطلاعكم على أكثر ما يهمكم، وتوفير التواصل مع الأشخاص في حياتكم والمضامين المهمة والعالم من حولكم”.

يذكر أن فيسبوك قدم العام الماضي أداة المحتوى “لماذا أرى هذه؟”، التي تسمح للمستخدمين بالنقر فوق المشاركات التي اقترحتها خوارزميات فيسبوك لمعرفة سبب التوصية بها لهم.

وستغطي هذه التفسيرات الآن المشاركات المقترحة من الصفحات أو الأشخاص الذين لا يتابعهم المستخدمون، مما يوضح كيف أدت الموضوعات ذات الصلة بالمشاركات والتفاعلات والموقع إلى اقتراحها. وهذه التغييرات طفيفة نسبيا، ولكنها بشكل عام تمنح الأشخاص المزيد من التحكم في خوارزميات فيسبوك غير الشفافة في الكثير من الأحيان.

وتعرضت الشبكة مرارا وتكرارا لانتقادات بسبب الدراسات، التي تظهر أن خوارزمياتها تضخم المعلومات الخاطئة والمحتوى المتطرف في محاولة واضحة لزيادة تفاعل المستخدمين.

ستتيح فيسبوك للمستخدمين اختيار ما يصل إلى ثلاثين صديقا وصفحة، وإعطاء الأولوية لمحتوياتهم أو عرضها في موجز منفصل

يذكر أنه في جلسة استماع عقدها الكونغرس مؤخرا حول المعلومات الخاطئة، طلبت النائب ديبي دينجل -وهي ديمقراطية من ميشيغان- من الرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرغ أن يرد على ادعاء طرحه بنفسه حول شركته من قبل، ويقول هذا الادعاء إنه كلما كان المحتوى أقرب إلى انتهاك معايير مجتمع الشركة على الإنترنت، فسوف يحوز على تفاعل أكبر. وتساءلت دينجل “هل ما زال هذا الادعاء دقيقا حتى الآن؟”. وقال زوكربيرغ “إن وجود هذا المحتوى ليس جيدا لأعمالنا أو لمنتجاتنا أو لمجتمعنا”.

وكتب المسؤول عن الشؤون العامة في عملاق الشبكات الاجتماعية نيك كليغ مؤخرا مقالا من 5000 كلمة، يهدف إلى معالجة الانتقادات الموجّهة لخوارزميات موجز الأخبار في إنشاء غرف الصدى وزيادة الاستقطاب في المجتمع.

وجادل كليج بأن تصرفات فيسبوك أظهرت أن الشركة لم تشجع مشاركة المحتوى المثير من أجل إبقاء الناس على المنصة. وقال إن فيسبوك “يقلل من توزيع المحتوى الذي يتبين أنه مثير ومضلل”.

19