فنانون وباحثون في الشارقة: يجب تجديد مفهوم الأرشيف

الفن المعاصر يكتب مستقبلا بديلا قائما على احترام الهجرة والثقافات والبيئة.
الاثنين 2023/03/13
الذكاء الاصطناعي والخيال يؤرشفان التاريخ

يواصل لقاء مارس الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون ضمن بينالي الشارقة الخامس عشر، إثارة قضايا هامة للغاية في عالم الفن والثقافة، في اتصال مع مسارها التاريخي والجغرافي والاجتماعي والسياسي، إذ حركة الفن ليست بمعزل عن حركة الإنسان التاريخية، وهو ما تجسده ندوتان حواريتان، اخترنا تسليط الضوء عليهما: الأولى عن “الأرشيف وتاريخ الفن” والثانية عن “الفن في زمن الهجرة والإيكولوجيا والبيئة”.

ضمن لقاء مارس الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون في إطار فعاليات بينالي الشارقة الخامس عشر، قدمت ندوة سلطت الضوء على مسألة ملحة اليوم في عالم الفن والتأريخ، وهي قضية الأرشيف.

وتناولت الجلسة الحوارية تحت عنوان “الأرشيف وتاريخ الفن” أهمية الأرشيف وإمكانيات تطوير مفهومه وطرق عمله، قدمها خبراء وباحثون من الشرق والغرب طرحوا تمثلات هامة انطلاقا من قضية الفن المعاصر.

وانطلقت الجلسة الحوارية حول “الأرشيف وتاريخ الفن” مع المدير العام لشركة “بيغ سيستر” للإنتاج جيهان الطاهري، التي بدأت مداخلتها باقتباس من سايجي هاتمن “فقدان القصص يزيد الرغبة فيها”، ومن هناك تجول بنا في عالم إعادة تمثل القصص وتناقلها والحفاظ عليها.

قالت الطاهري “أحب القصص باعتباري منتجة وفنانة وكاتبة، لكن يبدو أني ألاحق القصة ذاتها في كل مرة. كل طريقة مختلفة لإنتاج المعرفة تواجهني فيها دائما أسئلة عن الأخلاق والمعارف وتنميق القصة التي أريد تقديمها. إن عملية البحث المستمر عن القصة تستهلك الكثير من وقتي”.

مفهوم الأرشيف

الأزرق لون الموت في ثقافة المايا
الأزرق لون الموت في ثقافة المايا

تابعت وصولا إلى إبراز شغفها بالأرشيف، الذي بدأ من اهتمامها بالأسواق، قالت “أدهشتني منذ طفولتي أسواق السلع المستعملة وكيف ترتبط مجموعة من القطع بصفة تخيلية. وتتغير بالتالي وظيفتها”.

وتطرقت إلى تجربتها مع اقتناء الأفلام القديمة إلى أن تغير الوضع، وصارت هذه الأفلام بضاعة، يستخرج منها بعض الصاغة الذين يشترونها المعادن بأسعار مغرية ويلقونها.

وإضافة إلى ذلك، صار الأرشيف والصور والعمل فيهما نوعا من الموضة. كما أن كثيرا من العناصر فقدت وظيفتها، في رأيها. وتستشهد كمثال بصور الأبيض والأسود، إذ أصبحت تدل على حقبة ماضية فحسب، وهذا ما يهم أكثر من محتواها.

وتابعت الطاهري “وصف الأرشيف بأنه مساحة للأساطير أمر حقيقي. لكن هناك روايات شفوية وأقمشة وغيرها تدخل في باب الأرشيف أيضا”. واستعرضت الدور الأرشيفي مثلا لرموز أدينكرا في غانا، وهي رموز تروي قصصا ورسائل. وتمثل طريقة تواصل بين الأحياء والأموات لضمان استمرارية بين الماضي والحاضر.

الأرشيف ليس بنايات ووثائق فقط، والتواصل معه ليس طريقة للنظر إلى الخلف، بل وسيلة لتصور مستقبل بديل

لكن الحكم الاستعماري، كما بينت، كان أداة ناجحة لمسح التاريخ وقطع التواصل بين المجتمعات وثقافتها. ومن ثم فالتواصل مع الأرشيف ليس مجرد طريقة للنظر إلى الخلف. بل هو وسيلة لتصور مستقبل بديل، انطلاقا من سؤال كيف يمكننا أن نستفيد من هذا الإرث؟

وعرضت فيلم لأونيكا إيغوي “الطريقة المتخصصة” وهو عمل سينمائي قصير يقدم صورة أفريقيا وقبائلها في تصورات الاستعمار والسرديات المهيمنة. بينما يجب التساؤل عن أهمية المعرفة السائدة وصحتها. وهنا تعود إلى مساءلة قصة مشتركة وكشف صحتها من عدمها: هي قصة دعم كوبا التحرر الأفريقي التي لم تكن في رأيها سوى حرب بالوكالة ضمن الحرب الباردة.

تمكنت الطاهري من العثور على جنود شي غيفارا الأفارقة، ولهم قصص لم ترو سابقا. وقد جمعت صورا شخصية لهم، لقد جمعت قطع الأحجية وركبتها معا. ومن ثمة مكنها الأرشيف المشتت من إيجاد سردية بديلة.

وتختم بتساؤلات هامة حول الأرشفة والأرشيف “كيف نتعامل مع المجسد الذي وصلنا ومع ما هو مفقود من التاريخ؟ كيف نتواصل مع إرثنا؟ كيف نتساءل عن الذاكرة الاجتماعية والسياسية؟”.

واعتبر مدير قسم البحث في الأرشيف الفني الآسيوي بهونغ كونغ، جون تاين، أن الأرشيف غير متواجد على أساس أنه أرشيف. المسألة حسب تصوره  ليست دلالية، مشددا على أن مفهوم الأرشيف كحاوية للحقيقة وللسجلات والوثائق وغيرها أسلوب قديم.

وبين أنه لا يوجد هناك تعريف للأرشيف لا يشمل مبنى ووثائق. هذا الأرشيف يحفظ سلطة الحاكم. هكذا ترسخ مفهومه وصورته.

الرقمنة والذكاء الاصطناعي

Thumbnail

قال تاين “الصياغة الأبستمولوجية للأرشيف تغيرت مع حركات الحقوق المدنية وغيرها. فهناك مثلا الكثير من الوثائق عند الأفراد شأن مجتمعات الشتات. وهناك مساع جديدة لحفظ الأرشيف على اختلافه للأجيال الجديدة، وتعزيز العلاقة بين المفرد والجمع في قضية الأرشفة”.

وبين أن منهجية جديدة جعلت الأرشيف الآسيوي يتجدد كأرشيف ينجزه الأشخاص والمؤسسات معا.

وتناول قصة علب الأرشفة والكتالوغات للفنون الغريبة التي تعرضت للنهب. وبين طرق حماية الأرشيف الحديثة وإتاحته عبر الرقمنة.

وقدمت أستاذة برنامج “ماري جين كرو” في تاريخ الفن بجامعة نورث ويسترن  “كريستا تومبسون” بحثا معمقا حول الفنان الأميركي توم لويد وطريقته في الأرشفة وطريقة أرشفة أعماله الخاصة، منطلقة في محاولتها تسجيل المقابلة الطويلة مع الفنان وإشكالية تسجيلها، من حادثة دفعتها إلى البحث أكثر في مصير الأرشيف، خاصة أرشيف الفنانين الأفارقة الذي تلاشى مع مرور الزمن.

وقدمت تومبسون منحوتات للويد، تمت إعادة صياغتها بشكل رقمي، لكنها تقر بأن ذلك قليل للأسف.

وبينت أن هناك أعمالا فنية يتم تجاهلها، ولا تمنح الاهتمام المطلوب لأرشفتها. وأضافت “أريد التحدث أكثر عن مصطلح “تجاهل” وهو موجود فعلا في طرق الأرشفة”، فضلا عن أنها أوضحت كيفية تجاهل مؤسسات الأرشفة الكثير من الوثائق والأعمال الفنية وغيرها.

ثم تابعت “اليوم نريد إعادة صياغة المسعى التاريخي للفن وهذه الأعمال التي لم يتم التدقيق فيها. ثم إن أعمال لويد كانت جزءا من صراع شامل، يحتوي موقفه وكفاحه ضد القمع: مثلا كفاحه ضد حرب فيتنام حيث شارك مع مجموعة في احتجاجات ضد الميز العنصري. كما كان يريد أن يكون جزء من المتاحف مخصصا للفنانين السود. وحاول أن يجعل المتاحف تهتم بالسود الناطقين بالإسبانية أيضا. لكن ممارسات التفرقة موجودة في الولايات المتحدة”.

الفنانون يدافعون على العدالة البيئية والحفاظ على اللغة والثقافة، وقد استجابوا لظواهر البيئة والهجرة بشكل واسع
الفنانون يدافعون على العدالة البيئية والحفاظ على اللغة والثقافة، وقد استجابوا لظواهر البيئة والهجرة بشكل واسع

وتذكر تومبسون كيف أراد الفنان رفقة فنانين آخرين تأسيس موقع باسم لوثر كينغ. كما أنجزوا مشروع استبيانات مجتمع الفنانين، الذي أطلقه لويد في منتصف مايو 1970، وقاموا باستطلاع لمدة ثلاثة أشهر مع أربعة عشر فنانا، فضلا عن إنجاز استبيانات أخرى فيها محاورة للناس حول مستقبل الحالة الثقافية في بلدانهم بالصورة التي يأملون تحقيقها سواء أكان من خلال اللقاء المباشر أم عبر صناديق الاقتراع. وأنشأ بذلك شبكة لتوزيع الاستبيانات مع متطوعين.

الإجابة عن الاستبيانات كانت مثيرة حقا، فالناس يريدون مسارح وأماكن للتعرف على التاريخ. أحدهم أجاب بكلمة واحدة وفق وثيقة تعرضها تومبسون: السواد. إذ بينت أن “السواد نوع من الجمالية ورمز للتمدد والانفتاح وعدم تحديد الشكل، وهو رغبة في حرية أرقى. ومن هنا ساعدت الاستبيانات على اكتشاف أمور جديدة.

قدم سيمون سون سينغ يونغ، وهو محاضر أول في تاريخ الفن في جنوب شرق آسيا جامعة مالايا، مداخلته بعنوان “تاريخ الدراما التخيلية والسرديات”، منطلقا من سلسلة من الصور الفوتوغرافية، بدأت لصالح علماء الأنثروبولوجيا، أنجزها هنري ايفنس، منها صورة لرجل عار تمثل نموذجا للنظرة الاستعمارية.

وقال “الأرشيف مستودع مميز لهذه الصور من مختلف المصادر. صور تعطينا فكرة عن الفنانين وتكشف سرديات الاستعمار. ويستخدم الأرشيف وفق هياكل السلطة وسرديتاها، وهي سرديات ليست غنية بالتفاصيل. لكنها تغلق فجوات مختلفة”.

وتطرق إلى طرق الحديث عن الماضي، شأو التعرف على ملامح من الإمبراطورية البرتغالية وتجارة العبيد. وهذا نجده في سجل محاكمة فرانشيسكو، فضلا عن صور تثبت محاربة التعددية الدينية التي خاضها البرتغاليون.

الأرشيف مستودع مميز للصور الفوتوغرافية من مختلف المصادر، صور تعطي فكرة عن الفنانين وتكشف سرديات الاستعمار

في النهاية أقر يونغ بأنها سرديات تقصي المهمشين من السياق التاريخي. وهنا شدد على أهمية التفكير التاريخي والوعي به ما يساعد الفنانين على تقديم أعمالهم، قائلا “التذكر مهم لإعادة عرض التاريخ بشكل يناسب الوضع المعاصر. فنحن اليوم أصبحنا نفهم الاستعمار باعتباره عملية مختلفة”.

وقدم يونغ فكرة مميزة تمزج بين الأرشيف والخيال، عنصران كنا نظن أنهما متضادان. وأبرز طريقة هي دمج الذكاء الاصطناعي، لإعادة تمثل القصص مثل ما واجهه الهاربون من الحرب شرق آسيا، في محاولة اختراع سجلات جديدة تتجاوز حدود الذاكرة. واستشهد بتاريخ المالاي في ماليزيا.

وقدم مثالا لإيدي ونغ الذي استغل الذكاء الاصطناعي وخياله لإعادة تمثيل الواقع عبر أعمال فنية معاصرة، مستغلا الآلة لصياغة تاريخ عائلته. وبذلك تمكن من تنشيط الحركة في رسوم توقظ شعورنا بالماضي، وتتمكن من تجميع البيانات للاحتفاظ بهذا الماضي.

ومن جانبها بينت مديرة الجلسة إيليزابيث هارني، الأستاذة المساعدة في تاريخ الفن بجامعة تورنتو، أن المداخلات حاولت التعامل مع طبيعة الأرشيف والتفكير في قراءة كل ما هو موجود، مضيفة “نحن نتعامل مع عدم اكتمال الأرشيف أو صمته المقصود كذلك. إن الأرشيف منطقة مشاغل خاصة بالماضي والحاضر، فيه تتم إعادة التوليد والتشكيل بين الماضي والحاضر”.

وأضافت “تحدث المتدخلون عن التجاهل والذكاء الاصطناعي وأشياء يتم معرفتها بالإحالة. وفكروا في أشكال مختلفة للأرشيف، ليس فقط كمواد مكتوبة. وركزوا أيضا على التاريخ وفكرة التفاعل. وانطلقوا من تركيز خاص على المجتمعات والقضايا الجماعية، وهذا كان مثيرا. ورغم تحديات العمل في الأرشيف، فجميعنا نفهم أن هناك أملا”.

الهجرة والبيئة

الفن المعاصر صوت المهاجرين والبيئة
الفن المعاصر صوت المهاجرين والبيئة

ضمن لقاء مارس انتظمت أيضا ندوة حوارية بعنوان “الفن في زمن الهجرة والإيكولوجيا والبيئة” انطلقت فيها الفنانة والوصية على صندوق بريتون للفنون، طيبة بيجم ليبي، من قضية بنغلادش وحدودها، والحاجز الشائك الذي يفصلها مع الهند، والذي فصل مجتمعات مترابطة.

وتناولت تجربتها مع التحولات السياسية والفصل القسري وتمزيق السكان الحدوديين. وتطرقت إلى التعايش في الماضي والذي بات حلما اليوم.

وعرضت صورا وفيديوهات لمشروع فني للجمع بين السكان الأصليين في المنطقة العازلة بين بنغلادش والهند. مشاريع ساهمت فيها رفقة فنانين من الجانبين، لم يكن لقاؤهم سهلا مطلقا.

وتحدثت أيضا عن إشكالية الدين في بنغلادش خاصة بعد أحداث سبتمبر، متطرقة إلى دور الفن في علاج هذه الظواهر.

رموز تروي قصصا ورسائل وتمثل طريقة تواصل بين الأحياء والأموات لضمان استمرارية بين الماضي والحاضر
رموز تروي قصصا ورسائل وتمثل طريقة تواصل بين الأحياء والأموات لضمان استمرارية بين الماضي والحاضر

وقالت هيذر إيغلوليورتي، عن كرسي البحث الجامعي في فنون السكان الأصليين في المحيط القطبي من جامعة كونكورديا، “بصفتنا شعوبا أصلية لشعوب أميركيا الشمالية، هكذا نقدم أنفسنا كاستمرار لأجدادنا لا كأكاديميين”.

وعرضت للفن القطبي ولفنانين من المنطقة مقدمة فنونا من سينما وعروض فنية وأعمال فنية وأدائية مشتقة من الشعر والنحت وتركيب النصوص والفيديو، كلها فنون منشغلة بقضايا الشعوب الأصلية. واستشهدت بأعمال للفنانة أليسون كوتشوك وعرضها سيكو سيكو، وهو عرض أدائي باللغة الأصلية.

وبينت أن القرون الماضية جلبت لغاتها وثقافاتها أيضا إلى المنطقة. وصارت عمليات تهجير واستيطان وإزالة للتاريخ الشفوي وغيرها من ثقافة نظر إليها المستوطنون الجدد على أنها وثنية متخلفة.

وأكدت إيغلوليورتي على أن اللغة ليست أداة اتصال فحسب بل ثقافة، وأن إحياء اللغات اليوم له أهمية قصوى.

أيضا تطرقت إلى الاحتجاجات الفنية ضد الضرر بالبيئة، مثل الاحتجاجات ضد نشر توربينات الرياح التي تنتهك حقوق الرعاة في النرويج. وفعلا حكمت المحكمة بلا قانونيتها لكنها مازالت تعمل، مضيفة “هناك اهتمام بالإيكولوجيا ورفض للتنقيب عن المعادن وأنشطة التنمية الصامتة والتي تدمر البيئة. فنحن جزء من الطبيعة. لكن هناك قوى خارجية تدفع ضد هذا ومازال الطريق متواصلا”.

وتشدد على أن الفنانين يقدمون مستقبلا بديلا قائما على العدالة البيئية والحفاظ على اللغة والثقافة.

وانطلقت سونال كولار، أستاذة مساعدة في الدراسات الآسيوية في جامعة بنسلفانيا، من صورة تجمع النجوم ولقطة طوبوغرافية للأرض، وترصد الهجرات الهندية مثلا لأسباب دينية وغيرها. صور لمينام أبانغ ينطلق فيها من قضايا بيئية للأسماك والأرض والكائنات.

باحثون يؤكدون على ضرورة فهم جديد للأرشيف
باحثون يؤكدون على ضرورة فهم جديد للأرشيف

كما ذكرت بتزايد العسكرة شمال شرق الهند من خلال قصيدة “أرض أنصاف البشر” لإيبو بيشاك، راصدة أبرز قضايا الهجرات والتضامن الذي يحدث مع المهاجرين، بينما الهجرة مستمرة إلى اليوم في ظل انتشار الاضطهاد العرقي والديني كما هو حال الروهينغا. وتقول إن “الهجرة في الهند ليس لها تاريخ انتهاء”.

وقدمت لمحة عن مهرجان هونبل، وعن فنانين معاصرين يتنقلون بين مختلف أنواع الفن التي ينظر إليها على أنها منفصلة بين الشفوي والرسم والفولكلور وغيرها. ثم تخلص إلى أن هذه التيارات الفنية تؤكد على أن المواطنة غير مستقرة والديمقراطية الليبرالية للانتماء تدفعها كوكبة ما بعد الاستعمار.

وقدمت شارلين فيلاسينور بلاك، أستاذة تاريخ الفن ودراسات حركة الشينكاو جامعة كاليفورنيا ولوس أنجلس، قضايا اللاجئين المكسيكيين، منطلقة من دعوة المفكر الفرنسي داريدا إلى إلغاء جنسية الولادة لمواجهة العداء ضد المهاجرين.

ولفتت إلى أن الفنانين استجابوا لظاهرة الهجرة بشكل كبير. الهجرة مصدر قلق عالمي لكنها مهمة في فهم عمل فنانة مثل ساندي رودريغز. كما تطرقت إلى فترة حكم دونالد ترامب في جو يعادي المهاجرين وإلى الأمل الذي مازال عالقا بعد انتخاب جو بايدن الذي وعد بمحاولة توفير ظروف أكثر إنسانية.

وتساءلت “لكن في كل هذه الحالات لقوانين مختلفة للضيافة، ما هو دور الفن والفنانين في مواجهة هذه الظواهر؟”

وقالت بلاك “تصور ساندي رودريغز لوحاتها مستوحية عوالمها المربكة من ترحيل المكسيكيين، ومن الاحتلال الأوروبي ضد السكان الأصليين. وتستلهم من المخطوطات وثقافة السكان وتقاليدهم. وتعود أعمال الفنانة إلى الجذور والعصور القديمة، وتربطها بالحاضر: تعود إلى المايا وخلفيات زرقاء ترمز للموت في ثقافة المايا وصور للأطفال الذين كانوا ضحايا الهجرات”.

13