فشل مفاوضات اللحظات الأخيرة قبل بدء ملء سد النهضة

اجتماع مفاوضات سد النهضة يصل إلى طريق مسدود في ظل إصرار إثيوبيا البدء في ملء السد فيما تطالب مصر والسودان بتأجيل تنفيذ هذه الخطوة.
الخميس 2020/06/11
المسافة بعيدة للالتقاء

القاهرة- أعلنت مصر الأربعاء أن الاجتماع الثلاثي لمفاوضات سد النهضة الإثيوبي، لم يكن إيجابيا ولم يصل إلى نتائج. جاء ذلك في بيان لوزارة الموارد المائية والري المصرية، غداة اجتماع ثلاثي عقد بدعوة من السودان، عبر تقنية “فيديو كونفرانس”، لمواصلة مفاوضات السد المتعثرة قبل أشهر.

وكان البعض يعلق آمالا على هذه المحادثات واصفا إياها بالفرصة الأخيرة لاسيما وأن إثيوبيا تعتزم خلال أسابيع قليلة البدء في ملء سد النهضة، وهذه إحدى أبرز النقاط الخلافية، حيث تطالب كل من القاهرة والخرطوم بتأجيل تنفيذ هذه الخطوة إلى حين التوصل إلى اتفاق.

وقال بيان وزارة الري المصرية “من الصعب وصف الاجتماع بأنه كان إيجابيا أو وصل إلى أي نتيجة تذكر، حيث ركز على مسائل إجرائية ذات صلة بجدول الاجتماعات ومرجعية النقاش ودور وعدد المراقبين”.

وأوضح أن المناقشات “عكست وجود توجه لدى إثيوبيا لفتح النقاش من جديد حول كافة القضايا، بما في ذلك المقترحات التي قدمتها أديس أبابا في المفاوضات باعتبارها محل نظر من الجانب الإثيوبي”.

وتابع أن المناقشات تطرقت أيضا إلى “الجداول والأرقام التي تم التفاوض حولها في مسار واشنطن، فضلا عن التمسك ببدء ملء السد الإثيوبي في يوليو المقبل”.

وطالبت مصر إثيوبيا بإعلان عدم اتخاذ أي إجراء أحادي بملء السد، إلى حين انتهاء التفاوض والتوصل إلى اتفاق، في غضون 4 أيام (من 9 إلى 13 يونيو الجاري)، حسب البيان ذاته.

القاهرة تتخوف من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل
القاهرة تتخوف من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل

وكان السودان قد دعا الاثنين إلى عقد اجتماع ثلاثي مع مصر وإثيوبيا، لاستئناف مفاوضات سد النهضة المتعثرة منذ أشهر، وذلك بناء على ما تم التوصل إليه خلال المفاوضات التي رعتها الولايات المتحدة وانسحبت منها إثيوبيا.

وأعلنت القاهرة الثلاثاء قبول دعوة الخرطوم بالمشاركة في استئناف مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، “رغم تحفظها على احتمال تحويل المفاوضات إلى أداة جديدة للتنصل والمماطلة”.

يأتي ذلك عقب يومين على إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اعتزام بلاده استكمال سد النهضة، رغم تعثر المفاوضات بشأنه.  وقال أحمد، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة البرلمانية لمجلس النواب الإثيوبي الاثنين، إن مشروع سد النهضة لن يعود بالضرر على أي طرف، وإن بلاده لا تسعى لإلحاق الأذى بالآخرين.

وفي 6 مايو الماضي، تقدمت مصر رسميا بخطاب لمجلس الأمن الدولي لبحث “تطورات” سد النهضة الإثيوبي. ونهاية فبراير الماضي، وقعت مصر بالأحرف الأولى، على اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة برعاية واشنطن ومشاركة البنك الدولي.

واعتبرت القاهرة هذا الاتفاق “عادلا”، وسط رفض إثيوبي، وتحفظ سوداني، وإعلان مصري في منتصف مارس الماضي، عن توقف المباحثات مع إثيوبيا.

وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليار متر مكعب. بينما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس.

2