فرنسا تنفي بناء قاعدة عسكرية دائمة في الكويت

باريس تنفي إنشاء قاعدة عسكرية في الكويت لكنها تسعى إلى التحول من لاعب ثانوي إلى لاعب رئيسي في ظل إعادة ترتيب واشنطن لأولوياتها العسكرية في الخليج.
الثلاثاء 2021/10/12
تعاون عسكري يمتدّ إلى أكثر من 20 عاما

الكويت- نفى قائد بارز في الجيش الفرنسي توقيع بلاده اتفاقية مع الكويت لبناء قاعدة فرنسية دائمة فيها، لكنه أكد أن باريس مستعدة في أي وقت للمساعدة عسكرياً.

ونقلت مصادر محلية كويتية عن قائد القوات الفرنسية في المحيط الهندي والقوات المتمركزة في دولة الإمارات الأدميرال جاك فاياراد قوله إنه التقى الفريق الركن خالد الصباح رئيس أركان الجيش الكويتي، مؤكدا أنه لم يتم التطرق إلى موضوع أي قاعدة عسكرية في ميناء “مبارك” الكويتي.

وأضاف فاياراد “ليست هناك اتفاقية بين بلدينا لوضع قاعدة عسكرية دائمة لنا في الكويت، فنحن قريبون جداً منها وفي أتم الجاهزية للمساعدة عند الحاجة”.

آن كلير لوجندر: التعاون العسكري مع الكويت يمتد إلى أكثر من 20 عاما

ولفرنسا شراكة استراتيجية مع الكويت منذ عام 1992، وتم تعزيزها مرة أخرى في عام 2012، ومن ضمن ذلك تدريب أكثر من 300 طالب كويتي في الأكاديميات العسكرية الفرنسية. كما يستخدم الجيش الكويتي المعدات العسكرية الفرنسية، من بينها مروحيات وسفن بحرية وعربات مصفحة.

وقالت السفيرة الفرنسية في الكويت آن كلير لوجندر في بيان إن التعاون العسكري مع الكويت يمتدّ إلى أكثر من 20 عاماً من تدريب النُّخب العسكرية الكويتية والذين يخضعون لتدريب عالي المستوى، تحت إشراف مجلس الدفاع الدولي.

وأضافت السفارة أن نحو 175 ضابطاً من الجيش والقوات الجوية والبحرية يستفيدون حاليًا من هذا التدريب الذي تقدّمه المدارس العسكرية الفرنسية، مشيرة إلى أنه منذ عام 2014 يُوفّر مجلس الدفاع الدولي التدريب المبدئي للطيارين الكويتيين، حيث يتم تدريب نحو 30 طالبًا كطيار “مقاتل أو مروحية أو نقل”.

وستجري الكويت وفرنسا أكبر تدريبات عملية مشتركة بينهما تحت عنوان “لؤلؤة الغرب” نهاية عام 2022، والتي تقام كل أربع سنوات، حيث ستشمل العمليات تدريبات ميدانية وأخرى جوية بطائرات مقاتلة، وتدريبات بحرية مع إحدى الفرقاطات الفرنسية. وستكون تدريبات شاملة على المستوى التكتيكي حيث تتألف من جميع العناصر الثلاثة، الجو والبر والبحر.

وإلى جانب التعاون العسكري توجد علاقات تاريخية واستراتيجية تجمع بين فرنسا والكويت، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والتجارية، بالإضافة إلى البعثات التعليمية والثقافية التي تدعمها الحكومة الكويتية.

وعقدت مؤخرا في الكويت النسخة الثالثة من الحوار الاستراتيجي الكويتي  لاستعراض العلاقات الثنائية في القطاعات ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز التعاون على الصعيد السياسي، واستمرار التنسيق المتميز الذي يجمع البلدين في المحافل الدولية. وانطلق الحوار الإستراتيجي بين البلدين في نسخته الأولى سنة 2017.

جاك فاياراد: قريبون من الكويت وفي أتم الجاهزية للمساعدة عند الحاجة

ويأتي النفي الفرنسي لإنشاء قاعدة عسكرية دائمة في الكويت تزامنا مع قلق خليجي من تغيّر التزامات الولايات المتحدة تجاه المنطقة وشروعها في إجلاء ترسانتها الدفاعية من عدة دول من أجل التفرغ لمواجهة الصين، ما جعل هذه البلدان تبحث عن بديل لملء الفراغ الأميركي.

وتمثل فرنسا خيارا مناسبا وغير مربك، فباريس حليفة لواشنطن ولها من القدرات العسكرية ما يبدد مخاوف دول المنطقة. وتحتفظ فرنسا بنحو 5000 عسكري في منطقة الخليج، منهم 800 جندي في الإمارات وحدها.

وتعتبر الكثير من التحليلات السياسية أن فرنسا تسعى من خلال دعم تحالفاتها العسكرية والاقتصادية مع دول المنطقة للتحول من لاعب ثانوي إلى لاعب رئيسي، خاصة في ظل إعادة ترتيب واشنطن لأولوياتها العسكرية.

ولفرنسا عدد كبير من القواعد العسكرية عبر أقاليم العالم المختلفة؛ فإضافة إلى قواعد أفريقيا في السنغال والغابون وتشاد، وعناصرها المسلحة المتواجدة على نطاق واسع لمهام خاصة في دول أخرى، لها قواعد عسكرية فى المناطق التابعة لها في أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي وجنوب المحيط الهادي.

وأصبحت دول الخليج تشعر في المدة الأخيرة أكثر من أي وقت مضى بحجم التهديدات الحالية خاصة من جانب إيران، ويبدو أنها ترغب في توسيع نطاق دائرة ردعها، بحيث تبدو طهران كأنها ستواجه العالم إذا أقدمت على استفزاز دول الخليج.

ورغم أن علاقات الكويت بإيران “ودية” وقادت في وقت سابق وساطات لتخفيف التوتر بين طهران والمملكة العربية السعودية خاصة، إلا أن ذلك لا يمنع الكويت من تحصين نفسها دفاعيا والتحسب لأي مغامرة غير محسوبة في المنطقة.

 

3