"فرحة" فيلم أردني عن النكبة يشارك في تورنتو السينمائي

أحداث الفيلم تدور حول الصبيّة "فرحة" التي كانت تعيش طفولة هادئة لتنقلب حياتها رأسا على عقب بعد نكبة العام 1948.
الاثنين 2021/08/02
سرد لأحداث النكبة بعين صبيّة فلسطينية

عمان - يشارك الفيلم الأردني “فرحة” (92 دقيقة) للمخرجة دارين سلاّم في النسخة السادسة والأربعين من مهرجان تورنتو السينمائي، الذي يقام في الفترة الممتدة بين التاسع من سبتمبر القادم وحتى الثامن عشر منه، وهو من بطولة الممثل الفلسطيني أشرف برهوم الذي يؤدّى دور والد “فرحة”.

وتدور أحداث الفيلم حول الفتاة “فرحة” ذات الاثني عشر ربيعا، والتي كانت تعيش طفولة هادئة لتنقلب حياتها رأسا على عقب بعد أحداث النكبة عام 1948، وتتجرّد من كل حقوقها كطفلة، وتضطر كباقي أفراد جيلها إلى أن تتذوّق مرارة الرعب والخوف المتكرّر، فضلا عن الحرمان من التعليم، لكنها تشبّثت بالأمل لتجاوز مآسيها وتصرّ على إكمال تعليمها رغم القيود المجتمعية.

وصوّرت سلاّم أحداث فيلمها في عمّان وعجلون والبلقاء، وهو من تأليفها بالاشتراك مع ديما عزار، ومن بطولة كرم طاهر، تالا جموح، أشرف برهوم، علي سليمان وآخرين.

وكان الفيلم قد حصل على منحة الإنتاج لمشاريع أفلام روائية طويلة في العام 2019 ومنحة ما بعد الإنتاج في عام 2020، ضمن صندوق الأردن لدعم الأفلام، كما حصلت مخرجته على جائزتين في مهرجان دبي السينمائي الدولي عن نص سيناريو الفيلم وجائزة وزارة الداخلية الإماراتية للسينما عن أفضل سيناريو مجتمعي وقيمتها مئة ألف دولار أميركي.

كما سبق لـ”فرحة” أن شارك عندما كان في مرحلة التطوير في مهرجانات سينمائية عربية، وحصد العديد من الجوائز في أيام قرطاج السينمائية وملتقى بيروت السينمائي وأيام بيروت السينمائية، كما حازت صاحبته منحة للإقامة في المدينة الدولية للفنون عام 2017 وأخرى من منظمة الأفلام المستقلة.

ودارين سلاّم، مخرجة أردنية من أصل فلسطيني استطاعت أن تلج عالم السينما بحرفية تامة حتى قبل أن تقرّر دراسة الإخراج أكاديميا، وهي الحائزة على إجازة في الفنون الإعلانية والتواصل البصري، وماجستير في الفنون الجميلة من معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية.

ومن خلال أفلامها حصدت سلّام على لقب “المخرجة الظاهرة” لتُنافس الكبار بشخصيتها القيادية، التي تبرز من خلال أعمالها التي تتّسم دائما بالبساطة والمعاني الإنسانية العميقة إيمانا منها بكون السينما أداة للتغيير الإيجابي.

وحصلت خمسة من أفلامها القصيرة على العديد من الجوائز وتمّ عرضها في المهرجانات العالمية، من بينها فيلما “لا زلت حيا” (2010) و”الظلام في الخارج” (2012) الذي شارك في المهرجان الدولي للفيلم القصير بمدينة تيزنيت جنوب المغرب ونالت عنه جائزة التنويه.

و”الظلام في الخارج” فيلم روائي قصير من خمس عشرة دقيقة يتحدّث عن التعصب الفكري في العالم العربي، حيث يتبدّى ذلك في عيون الطفلة “نينا” التي تتملكها فوبيا من العتمة أو الظلام، لتمرّ الصبية ذات العشر سنوات بأحداث عدة في مدرسة مغلقة متزمتة، ما يعكس انغلاق المجتمعات العربية تجاه تمكين المرأة، ومن هناك تعمل الطفلة على كسر حاجز خوفها لتكتشف أن الفوبيا الحقيقية ليست الظلمة وإنما الظلام الفكري السائد وغياب البصيرة، فما يخيف ليس ذلك الظلام الظاهري وإنما عقول الناس المظلمة.

Thumbnail

أما فيلم “لا زلت حيا” الذي شاركت به المخرجة الأردنية ضمن فعاليات الأفلام القصيرة في مهرجان كان السينمائي في العام 2010، فتناول موضوع الحرب التي تشغل الإنسان المعاصر في أرجاء العالم، ويطلق بلغة بصرية دعوة للمحبة لجميع فئات البشر، لكن ليس على حساب الحقوق أو الخضوع لشروط الهيمنة والتسلط والاحتلال.

وتفتتح أولى مشاهد الفيلم على دمار وحريق لقرية بسيطة جراء معركة انتهت للتو، حيث يخرج من بين أنقاضها رجل باحثا عن أحياء إلى أن يعثر على طفلة صغيرة يحتضنها ويمضي، وهي تلهو ببراءة بمخلفات مقاتل سقط في المعركة. وقد اعتمدت سلاّم الصمت كوسيلة تعبير بعيدا عن تقديم أي جمل حوارية في فيلمها، مثلما لجأت إلى لغة فنية مبتكرة باستخدام اللونين الأبيض والأسود ومن ثم تفجير الألوان في خاتمة الفيلم إعلانا عن انفراج الأزمة.

وتمثّل مشاركة فيلم “فرحة” في مهرجان تورنتو السينمائي تدعيما لمكانة السينما الأردنية الناشئة في المحافل الدولية، وهي التي تمكّنت في العام 2016 من الوصول إلى القائمة النهائية للأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي عبر فيلم “ذيب” للمخرج ناجي أبونوار، وهو الفيلم الذي حصد جائزة أفضل فيلم من العالم العربي 2014، وجائزة لجنة النقاد من مهرجان أبوظبي السينمائي 2014، وشهادة تقدير من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2014.

ويحكي “ذيب” قصة أخوين بدويين أحدهما اسمه ذيب والآخر حسين، يضطران لترك مضارب قبيلتهما في رحلة في قلب الصحراء مع بدايات الثورة العربية الكبرى، ليقود ذيب شقيقه إلى النجاة من مخاطر الرحلة الشاقة، التي يتعلم خلالها كيف يواجه الخيانة والتردّد، ليصل إلى مرحلة النضج والرجولة المبكرة.

وقبل فيلم “ذيب” حاز الفيلمان الأردنيان “كابتن أبورائد” للمخرج أمين مطالقة و”إعادة خلق” للمخرج محمود المساد على جائزتين في مهرجان صندانس السينمائي الأميركي في العام 2011، حيث نال الأول جائزة الجمهور، فيما حصد الثاني جائزة أفضل تصوير لفيلم تسجيلي قصير.

وكانت إدارة مهرجان تورنتو قد أعلنت في العام 2019 إلغاء حفل الختام وتم توزيع جوائز المهرجان والإعلان عن الفائزين بجوائزه عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمهرجان، وذلك بعد تفشي وباء كورونا بالبلد.

ومهرجان تورنتو السينمائي يعقد سنويا في شهر سبتمبر، ويستمر لمدة أحد عشر يوما، ويقام في أونتاريو بكندا.

17