"فرج الطيرة" عنوان الدورة الأولى من مهرجان الفنون المسرحية ببنغازي

مهرجان بنغازي للفنون المسرحيّة ينطلق الأحد بدعم من الهيئة العربيّة للمسرح.
السبت 2023/08/05
أعمال ليبية وعربية تؤثث عروض الدورة الأولى

بعد تأخر طويل يرى مهرجان بنغازي للفنون المسرحية النور، ليعلن عن ميلاد مهرجان جدي تدعمه أغلب المسارح العربية من أجل إعادة الحراك الفني إلى مدينة لطالما كانت رائدة وتزخر بالطاقات الإبداعية، ومن أهمها الفنان الليبي الراحل فرج الطيرة الذي تكرمه الدورة الأولى من المهرجان.

تحتضن مدينة بنغازي الليبيّة من السادس حتى الثاني عشر من أغسطس الجاري الدورة الأولى من مهرجان بنغازي للفنون المسرحيّة، بتنظيم من المسرح الشعبي ببنغازي وبدعم من الهيئة العربيّة للمسرح. دورة اختارت لها اللجنة المنظّمة شعار “دورة الفنان فرج الطيرة” احتفاء وتكريما لروح الفنّان الذي قدّم الكثير للمسرح الليبي.

هذا المهرجان يعوّل عليه المنظّمون من أجل إعادة صورة المسرح الليبي إلى الواجهة العربيّة والعمل على إعادة الاعتبار للنشاط الفنّي بما هو راية للمقاومة وتجاوز الآفات.

تكريم لأجيال المسرح

المهرجان يعوّل عليه المنظّمون في تبوئة المسرح الليبي المكانة العربيّة التي يستحقها والعمل على إعادة الاعتبار للنشاط الفنّي
المهرجان يعوّل عليه المنظّمون في تبوئة المسرح الليبي المكانة العربيّة التي يستحقها والعمل على إعادة الاعتبار للنشاط الفنّي

تأتي هذه الدورة في سياق الاحتفال بذكرى تأسيس فرقة المسرح الشعبي ببنغازي، التي تأسست في السادس من أغسطس 1960، لتخط مسيرة طويلة لفعل مسرحي هادف تتداوله الأجيال وصنعت عبره منجزات فنيّة راسخة.

واختارت اللجنة المشرفة تكريم أسماء ساهمت في تأسيس هذا النشاط، وكما ذكرتُ فإنّ الدورة تحمل اسم فرج الطيرة وهو أحد مؤسسي المسرح الشعبي ببنغازي، التحق بالحركة المسرحية عام 1960. وامتدت مسيرته الإخراجيّة من عام 1973 حتى عام 1995. وكانت مسرحيّة “المحلّل” أولى محاولاته الإخراجيّة. كما أعاد إخراج مسرحية “الغول” برؤية أثبتت جدارته بالإخراج، وعرض عددا من الأعمال منها “المضطهدون” في المهرجان المسرحي الثالث في بنغازي، و”عجب يا دنيا” و”مبروك عرس بوك” التي كانت آخر مسرحية يخرجها.

تقلّد الفنان الراحل العديد من المناصب في إدارة المسرح الشعبي، إذ عمل مديرا للدعاية، ومديرا للشؤون الإدارية بالمسرح، وسكرتيرا عاما للمسرح، ومراقبا عاما للمسرح، ومدير عاما للمسرح. أسندت إليه مهمّة رئاسة لجنة تقييم المهرجانات المدرسيّة على مستوى مناطق بنغازي بين 1983 و1993. كما شارك في العديد من الأعمال التمثيلية للراديو والتلفزيون.

إلى جانب هذا سيقوم المهرجان بتكريم روح الفنان محمد بركة، وهو من مواليد بنغازي عام 1954، وعضو في المسرح الشعبي ببنغازي، عمل ممثّلا ومساعد مخرج، وشارك في تجهيز عدد كبير من المسرحيّات. توفّي في عمر يناهز الأربعة وخمسين عاما أثناء تجارب مسرحيّة “العراسة” ودفن في بنغازي يوم السابع من يوليو 2007، ليقوم بأداء دوره في تلك المسرحيّة ابنه الفنان أسامة بركة، وقد حصلت المسرحيّة على جائزة العرض المتكامل في المهرجان الوطني العاشر للفنون المسرحية ببنغازي عام 2007.

ويكرم المهرجان الفنان صلاح المصري، وهو من مواليد 1952، وممثّل ومخرج مسرحي تلقّى دورة مسرحيّة على يد الفنان عمر الحريري. شارك في العديد من الأعمال المسرحيّة منذ التحاقه بالمسرح الشعبي عام 1970. وشارك في فيلم “معركة تاغرفت” في دور الأمير الإيطالي. أخرج للمسرح الأعمال التالية: غريب، العفريتة، الناس لبعضها، لمة شمل.

شارك كممثّل في: الزهور لا تذبل أبدا، شمس النهار، من وراء القضبان، الغول، غريب، قهوة الرايق، عروس باللاسلكي، نحن لا نزرع القعمول. وتوفي في يونيو 2006.

خمسة عروض مسرحيّة ستؤثّث أيّام مهرجان بنغازي للمسرح من فرق مسرحيّة ليبيّة إلى جانب عرض تونسي، وهو أوّل عرض لعمل تونسي في ليبيا بعد غياب 13 سنة بفعل الحرب. وتحتضن خشبة المسرح الشعبي كلّ العروض وتلي كلّ عرض حلقة نقاش له.

العرض الأوّل سيكون “في أعالي الحب” ليلة 7 أغسطس الجاري وهو عمل من إنتاج فرقة المسرح الشعبي للتمثيل والموسيقى ببنغازي، إعداد وإخراج محمد الصادق، تأليف العراقي فلّاح شاكر. وتلي العرض حلقة نقاش بإدارة منيرة الغرياني.

في اليوم التالي تعرض مسرحية “حمام بخاري”، وهي من إنتاج الفرقة القومية للتمثيل والموسيقى بطرابلس، تأليف وإخراج: عبدالله الظروف، تلي العرض حلقة نقاش بإدارة فرج بوفاخرة.

ويكون ثالث العروض يوم التاسع من أغسطس مع عرض “الهامور”، من إنتاج المسرح الوطني مصراطة، للمؤلّف عبدالله الرايس، ومن إخراج أنور التير، وتلي العرض حلقة نقاش بإدارة علي أحمد سالم.

إعادة صورة المسرح الليبي إلى الواجهة العربيّة
إعادة صورة المسرح الليبي إلى الواجهة العربيّة

أم عرض الليلة الرابعة فيأتي بعنوان “أبواب الريح”، وهو من إنتاج مسرح المرج ، دراماتورجيا وإخراج عبدالسيّد آدم، ويدير حلقة نقاش العرض زلّي عصمان.

وتكون ليلة ختام المهرجان مع العرض التونسي “الهروب من التوبة”، إنتاج مركز الفنون الركحية والدرامية بتوزر، تأليف العراقي فلاحي شاكر، وإخراج عبدالواحد مبروك، ويدير حلقة نقاش العرض جمال زايد.

إلى جانب العروض وحلقات النقاش تحضر الندوات الفكريّة التي يحتضنها فندق تيبستي في حصص مسائيّة تسبق العروض. ويوم الإثنين 7 أغسطس تنظم ندوة “أسئلة الهوية في المسرح الليبي” للأديب سالم العوكلي، ويقدّم لها الأستاذ ميلاد الحصادي. أما ندوة “المسرح الليبي من منظور نقدي” للدكتور نورالدين سعيد، فيقدّم لها الأديب منصور بوشناف يوم الثلاثاء 8 أغسطس.

والأربعاء 9 أغسطس ينظم المهرجان ندوة “جدليّة النص والإخراج في المسرح الليبي” للكاتب المسرحي منصور بوشناف، يقدّم لها الأديب سالم العوكلي. في حين تنظم ندوة “المجاليّة في المسرح الليبي ‘جسّر الهوة'” مداخلات عبدالله الزروق ومنصور سرقيوه وعزالدين الدويلي ومحمد الفاخري يوم الخميس 10 أغسطس ويُديرها الكاتب المسرحي علي الفلاح.

وسيكون لجمهور المهرجان موعد مع نشريّة يوميّة للمهرجان محمّلة بمختلف الأخبار والمقالات النقديّة، وقد كلّفت برئاسة تحريرها الصحافيّة وفاء بوجواري.

مساهمة فاعلة

الفنان الليبي الراحل فرج الطيرة هو أحد مؤسسي المسرح الشعبي ببنغازي، اِلتحق بالحركة المسرحية عام 1960

ينطلق المهرجان عبر معرض للكتاب من تنظيم الهيئة العربيّة للمسرح ويمتدّ على كامل أيّام التظاهرة، ويضمّ منشورات الهيئة في حدود 189 كتابا ومنها المنشورات الصادرة حديثا.

وتحضر الهيئة العربية للمسرح أيضا من خلال دعمها لثلاث ورشات في التدريب المسرحي انطلقت يوم 2 أغسطس وتتواصل إلى غاية 11 من نفس الشهر، حيث كلّفت الهيئة ثلاثة من المسرحيين العرب بتأطير هذه الورش. يؤطر الفنان العراقي علي محمود السوداني ورشة “السينوغرافيا في العرض المسرحي، المفهوم والاشتغال”، فيما يؤطر الكاتب التونسي بوكثير دومة ورشة الدراماتورجيا، كما يؤطر الفنان التونسي عاصم بالتهامي ورشة في فن التمثيل.

ويمثّل الأمين العام للهيئة العربية للمسرح في هذه التظاهرة الأستاذ الكاتب علي الفلّاح بصفته عضوا في مجلس أمناء الهيئة، كما تحضر الفنانة ريما الغصين هذه الفعاليات.

وصرّح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله في هذه المناسبة بقوله إن “مشاركة الهيئة في المهرجان بدعم ثلاث ورش ومعرض للكتاب وحضور ممثلين عنها، تعكس تقديرنا واحترامنا لكل المجهودات النبيلة التي يبذلها المسرحيون الليبيون في هذا المهرجان ومهرجانات أخرى، إذ يشكل الفعل المسرحي في هذه الظروف مساحة أمل وفضاء عافية نأمل أن يتسع ليعم كافة الأرجاء، ولنشهد عودة قوية للمسرح الليبي في المشهد العربي، وبهذه المناسبة لا بد لي أن أحيي كل القائمين على المهرجان متمنيا لهم كل التوفيق، وأحيي المؤطرين الذين يساهمون معنا في دفع المسيرة إلى الأمام من خلال ما سيقدمونه من رؤى إبداعية”.

عمل دؤوب تقوم به اللجنة العليا للمهرجان برئاسة رافع نجم، والطيّب طيرة المدير التنفيذي للمهرجان، وأحمد العريبي رئيس اللجنة الإعلاميّة، وعلي الفلاح رئيس اللجنة الثقافيّة، وسالم عيسى رئيس لجنة العلاقات العامّة، ومختلف أعضاء وفاعلي المهرجان من أجل أن تكون دورة أولى ناجحة وفاتحة للعودة الحركيّة المسرحيّة لمختلف أنحاء ليبيا، وبحسب قول الفنان نزار الهنيد “عندما يعود المسرح في بنغازي يعني عودته إلى كلّ البلاد”.

13