"غزوة" مصرية لحساب دار الإفتاء بسبب تحريمها التحرش

دار الإفتاء المصرية تحرّم التحرش في منشور على فيسبوك ومتابعوها يرفضون، بل يتهمونها بأنها أصبحت “نسوية” ما أثار الجدل حول سيطرة الفكر السلفي على عقول أغلبية الشباب في مصر.
القاهرة - اضطرت دار الإفتاء في مصر إلى مسح الآلاف من التعليقات ثم إغلاق ميزة التعليقات مؤقتا على تدوينة على حساب الدار في موقع فيسبوك حول حرمة التحرش الجنسي.
وأكدت دار الإفتاء المصرية في تدوينة أن التحرش الجنسي “حرام شرعا”، مشيرة إلى أن هذا التصرف هو من “كبائر الذنوب، وجريمة يعاقب عليها القانون”.
وجاء في التدوينة:
وعلى إثر ذلك، شن مستخدمو موقع فيسبوك “غزوة” ضد الدار وأمطروا التدوينة بآلاف من التعليقات المسيئة التي “تدعو إلى التحرش، وتلقي باللوم على الفتيات”. واعتبر المعلقون أن “التحرش ليس حراما من الأساس”. بل واتهم البعض دار الإفتاء بأنها أصبحت “نسوية”.
وعلق أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “حضرة المواطن” المذاع عبر فضائية “الحدث اليوم”، أن الدار تنشر يوميا منشورات دعوية تذكيرية ودعائية مشتملة على أحاديث وفتاوى، مشيرا إلى أن آخر ما تم نشره فتوى حول تجريم التحرش وهي مختصرة من فتوى على موقع الدار. وأوضح أمين الفتوى أن حذف التعليقات ليس متعلقا بنص الفتوى وإنما مرتبط بسياسة الصحة كنظيراتها من الصفحات الأخرى، بأن من يدخل لكي يشوش أو يسيء الأدب فإنه يتم حظره من التعليق والإساءة.
وقال مغردون إن مصريين يتعاملون مع التحرش كأنه “حق مكتسب”.
وانتقد مغردون “التدين على الطريقة المصرية”. ويصف الشعب المصري نفسه بأنه “متدين بطبعه”. ومهما وقعت أحداث غريبة تنقلها الشبكات الاجتماعية تتناقض مع الأعراف والتقاليد المجتمعية، وحتى الدينية، لا يزال المصريون يعتبرون أنفسهم “متدينين بطبعهم”.
وكتب ناشط:
وقالت مغردة:
mira_aboushahba@
دار الإفتاء بتقول التحرش حرام، كلام بديهي وعادي لأقل متدين لكن نوعية متديني مصر دول (هؤلاء) غير، لا “التحرش حلال يا مفتي مصر أنت هتكفر ولا إيه”. اومال نسيب بنت متبرجة من غير تحرش. التحرش ده في سبيل الله إيش عرفك أنت بالدين، احنا بنتقرب لله بالتحرش عشان كده مش الفتاوى حلها.
فيما طالب آخرون بالقيام بدارسة تشرح سبب الكم الهائل من التعليقات الرافضة لتحريم التحرش.
وكتب مغرد:
وسخر مغردون من المعلقين الذين اتهموا دارالإفتاء بأنها أصبحت نسوية. وقال مغرد:
noragamal68@
دار الإفتاء عشان قالت التحرش حرام بشكل قطعي بقت نسوية، بحبهم وهم بيرفصوا.
وأكد معلق:
وكان لافتا تتداول اسم رجل الدين المصري عبدالله رشدي بكثافة وسط تعليقات الرافضين لفتوى تحريم التحرش. ويلقى الرجل شعبية واسعة في الأوساط الشبابية المصرية بسبب أرائه المثيرة للجدل التي تنال من المرأة ومن حقوقها.
وكان رشدي قد أثار الجدل عدة مرات بسبب تصريحاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي يستخدمها لنشر أفكاره وآرائه في قضايا جدلية من بينها موقفه من قضية التحرش الجنسي وربطه بينها وبين لباس المرأة، وهو ما رأى فيه البعض تبريرًا لفعل التحرش ودفاعا عن مرتكبيه.
وينتمي رشدي إلى فئة شيوخ السلفية الذين يبررون التحرش ويدافعون عن مرتكبيه سواء عن طريق مقاطع الفيديو أو البرامج التي يقدمونها، أو عن طريق كتابة التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، ملقين باللوم على المرأة. ولعل أبرزهم محمد حسين يعقوب وأبوإسحاق الحويني وياسر برهامي وغيرهم.
وينصب رجال الدين عادة أنفسهم أوصياء على المجتمع ككل، وعلى نحو خاص على كل شاردة وواردة تخص النساء، وذلك ضمن تحول شمل صعود السلفية كعقيدة طبيعية لكثيرين في مصر.
وكانت نتيجة استطلاع أجرته دار الإفتاء المصرية عبر حسابها على فيسبوك العام الماضي أحدثت صدمة للمؤسسة الدينية، بعدما أظهرت تراجع ثقة الجمهور في الفتوى الرسمية مقابل زيادة اللجوء إلى المواقع الإلكترونية والتي تسيطر عليها جماعات إسلامية غالبيتها متشددة.
واختار 70 في المئة من المشاركين في الاستطلاع الحصول على الفتوى بعيدا عن دار الإفتاء، ويحصل هؤلاء على الفتاوى من رجال الدين السلفيين منهم خاصة.

وقال مغرد في هذا السياق:
FikryMasood@
كلام الدار جميل ولكن الشعراوي له رأي مخالف يدافع فيه عن المتحرش ويتهم المرأة، ومحمد حسين يعقوب الذي يثيره لون الشنطة في يد المرأة ورأي ياسر برهامي، هل يستطيع الأزهر محاسبة هؤلاء؟
يذكر أن محمد متولي الشعراوي هو رجل دين مصري شهير عرف بتفسيره للقرآن، وقد نال شهرة واسعة في العالم الإسلامي قبل أن يرحل في يونيو عام 1998، فيما لا تزال حلقاته ودروسه تبث في المحطات المصرية والعربية وتسمع على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة يوتيوب.
وخلال الفترة الأخيرة تداول ناشطون مقاطع فيديو قديمة للشعراوي والتي يقدم فيها آراء دينية وصفها البعض بـ”المتشددة”، مثل إباحة ضرب الزوجة لتأديبها، وعدم جواز نقل الأعضاء البشرية، وآراء أخرى “من شأنها الإضرار بالتعايش بين أصحاب الديانات المختلفة”.
وسبق لدراسة للأمم المتحدة أنأكدت أن 99 في المئة من المصريات تعرضن لشكل من أشكال التحرش. وتقول النساء إنهن يتعرضن للتحرش بغض النظر عن ملابسهن، وسواء كن مـحجبات أو غير مـحجبات.