غازات البطن الناتجة عن الضغط العصبي مؤشر على تراجع جودة الحياة

المعاناة بمقدار مرتفع من هذه الأعراض المعوية الشائعة مرتبطة بمستويات أعلى من الاكتئاب والضغط العصبي.
الأربعاء 2021/10/13
انتفاخ البطن على علاقة بضغوط الحياة اليومية

دبلن - كشفت دراسة أميركية جديدة أن ثمانية بين كل عشرة أشخاص أقروا بإطلاق ريح يوميا وأن الانتفاخ "مرتبط بمستويات أعلى من الاكتئاب والقلق والضغط العصبي".

وكشفت نتائج الدراسة أن أكثر من نصف الستة آلاف شخص الذين شملهم المسح بشأن هذا الأمر في بريطانيا والمكسيك والولايات المتحدة تحدثوا عن “أعراض أخرى مرتبطة بالغازات” تؤدي إلى احمرار الوجه مثل قرقرة المعدة والتجشؤ.

وقال 48 في المئة فقط من الذين شملهم المسح إنهم عانوا من رائحة الفم الكريهة بنفس نسبة من قالوا إنهم يعانون من احتباس الريح. وتحدث 11 في المئة فقط عن أنه ليست لديهم أعراض متعلقة بالغازات على الإطلاق.

وسعى الباحثون أيضا لمعرفة استجابات من تم استطلاع آرائهم بشأن مؤشر كتلة الجسم وممارسة التمارين الرياضية و”السلامة العاطفية” وجودة الحياة. ووفقا للمسؤول الرئيسي عن الدراسة الدكتور أولافور بالسون من قسم الطب بجامعة نورث كارولينا، تظهر النتائج أن “المعاناة بمقدار مرتفع من هذه الأعراض المعوية الشائعة مرتبطة بمستويات أعلى من الاكتئاب والقلق والضغط العصبي وكذلك تراجع عام في جودة الحياة”.

غازات الجهاز الهضمي تعد جزءا من عملية الهضم العادية. ومن الطبيعي أيضا التخلص من الغاز الزائد، إما عن طريق التجشؤ وإما نفث الغازات

وقال “تكشف البيانات أيضا بوضوح أن هذه الأعراض تؤثر في السلامة العامة للأشخاص”. وأجرى الدراسة معهد أبحاث مؤسسة روما في الولايات المتحدة بالتعاون مع مؤسسة أبحاث دانون نوتريسيا في فرنسا.

وتعد غازات الجهاز الهضمي جزءا من عملية الهضم العادية. ومن الطبيعي أيضا التخلص من الغاز الزائد، إما عن طريق التجشؤ وإما نفث الغازات. وقد تكون الغازات مصحوبة بألم إذا كانت محتجزة أو لا تتحرك بشكل جيد عبر الجهاز الهضمي.

وقد تحدُث زيادة في الغازات أو الغازات المصحوبة بألم إذا تم تناول الأطعمة التي من المحتمل أن تُنتج الغازات. وفي كثير من الأحيان، يمكن أن تساعد التغييرات البسيطة في عادات الأكل في تقليل الغازات المزعجة.

وقد تسبب بعض اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل متلازمة القولون العصبي أو الداء البطني، زيادة في الغازات أو ألم الغازات.

ويعد التجشُّؤ من الأمور الطبيعية وخاصة أثناء تناوُل الوجبة أو بعدها. ويقوم معظم الأشخاص بإخراج غازات تصل إلى 20 مرة يوميّا. لذلك، في حين أن وجود الغازات قد لا يكون مناسبا أو محرِجا، فلا يشكل التجشؤ أو خروج الغازات مشكلة طبية في حدِّ ذاتها إلا نادرا.

وتَنتُج الغازات في المعدة بشكل أساسي بسبب ابتلاع الهواء عند تناوُل الطعام أو الشراب. ويُطلق معظم غازات المعدة عند التجشؤ.

وتتكون الغازات في الأمعاء الغليظة (القولون) عندما تُخمر البكتيريا الكربوهيدرات والألياف وبعض أنواع النشويات والسكريات التي لا تُهضم في الأمعاء الدقيقة. وتستهلك البكتيريا أيضا بعضا من هذه الغازات، ولكن تطلق الغازات المتبقية عند إخراج الريح.

ويمكن أن يساعد تناول الطعام والشراب ببطء في ابتلاع كمية أقل من الهواء.

معاناة من آلام البطن

وينصح خبراء التغذية بجعل وقت تناول الوجبات وقتا للاسترخاء، حيث يؤدي تناول الطعام عند التعرض للضغط العصبي أو في أثناء الركض إلى زيادة كمية الهواء الذي يبتلعه الشخص.

وقال الكاتب الإسباني خوردي ساباتي إن غازات البطن والانتفاخ لا يعنيان بالضرورة وجود اضطراب خطير، ولكن قد يكون سببهما مشكلات في النظام الغذائي أو وتيرة الحياة وما إلى ذلك من الممارسات الروتينية.

لكن إذا أصبح انتفاخ البطن المتكرر مزمنا فإنه ينبغي التوجه إلى اختصاصي في الجهاز الهضمي، لأن الشخص قد يواجه مرضا قد يكون أحيانا خطيرا.

وأوضح الكاتب أن الإجهاد عادة ما يكون مسؤولا عن زيادة غازات الأمعاء، ففي الكثير من الأحيان يقودنا الأكل بسرعة إلى ابتلاع الهواء، وهو أمر يعمل على تعزيز إفراز الغازات، وذلك على الرغم من أنه غالبا ما يخرج على شكل تجشؤ.

خبراء التغذية ينصحون بجعل وقت تناول الوجبات وقتا للاسترخاء، حيث يؤدي تناول الطعام عند التعرض للضغط العصبي أو في أثناء الركض إلى زيادة كمية الهواء الذي يبتلعه الشخص

وأضاف أن وتيرة الحياة الحالية -والتي غالبا ما تدفعنا إلى تناول الطعام بسرعة ونحن واقفون أو بمفردنا وعلى عجل- تزيد ظهور الغازات وانتفاخ المعدة، وبالتالي انتفاخ البطن.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يلعب التوتر الناتج عن المواقف العصيبة دورا مهما في انتفاخ البطن.

وينصح الكاتب بعدم اتباع نظام غذائي يحتوي على الكثير من الكربوهيدرات والقليل من الألياف النباتية ما سيؤدي إلى الإمساك، ولمكافحته يجب أن ندرج في قائمة أطعمتنا عناصر غذائية تقلل الإمساك، وبالتالي ينبغي علينا زيادة نسبة الألياف النباتية.

لكن من المفارقات أن زيادة كمية الألياف نفسها يمكن أن تؤدي إلى زيادة انتفاخ البطن، بل وتسبب لنا الألم أيضا.

لذلك، أكد الكاتب على ضرورة اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كميات من البروتين والدهون، بالإضافة إلى الكربوهيدرات الطبيعية ومنتجات الحبوب الكاملة.

وقال ساباتي إنه ينبغي ملاحظة أن الغازات المتكررة المزمنة يمكن أن تكون من أعراض التهاب الرتوج، خاصة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة والذين يتبعون أنظمة غذائية تحتوي على نسبة منخفضة من الألياف، وكذلك عند أولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة.

والتهاب الرتوج هو التهاب يصيب رتوج (أكياس أو جيوب ‫صغيرة) الأمعاء الدقيقة أو الغليظة.

17