عودة واشنطن إلى نادي المناخ خطوة نحو إنقاذ كوكب الأرض

باريس- أعلن رئيس الولايات المتحدة المنتخب جو بايدن انضمام بلاده مجددا إلى اتفاقية باريس للمناخ بعدما دخل قرار دونالد ترامب إخراج البلاد منه حيز التنفيذ رسميا في الرابع من نوفمبر.
الرئيس الجديد يحتاج إلى فعل الكثير ليُظهر للعالم أن واشنطن جادة في مكافحة تغير المناخ، فقد حدد تقرير صادر عن مختبر حلول المناخ التابع لجامعة براون سلسلة من الخطوات التي تشمل إنشاء “نادٍ مناخي” للبلدان التي تتطوع لتقليل الانبعاثات من خلال الموافقة على تحديد حد أدنى لسعر الكربون ومعاقبة البلدان ذات الانبعاثات الكربونية المرتفعة بواسطة التدابير التجارية مثل التعريفات الجمركية. وهناك اقتراح آخر ورد في التقرير يدعو بايدن إلى العمل مع الاتحاد الأوروبي -أكبر مستورد للغاز الطبيعي- وكذلك كندا والمكسيك للحد من انبعاثات الميثان.
ويحتاج بايدن إلى موافقة مجلس الشيوخ لإقرار قوانين مناخية طموحة، وسيتعين الانتظار حتى الخامس من يناير، موعد الدورة الثانية من انتخابات مجلس الشيوخ في ولاية جورجيا لمعرفة ذلك.
ودون الأغلبية في مجلس الشيوخ يمكن لبايدن الاعتماد على الآلاف من الكيانات غير الفيدرالية، بينها ولايات ومدن وشركات، لتحقيق الالتزامات السابقة بتقليص الانبعاثات.
جو بايدن يحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ لإقرار قوانين مناخية طموحة، وسيتعين عليه الانتظار حتى الخامس من يناير
ويأمل المدافعون عن البيئة أن تقترح وكالة حماية البيئة التابعة لبايدن قاعدة أكثر طموحاً، من شأنها أن تضع البلاد على طريق تحقيق هدف القضاء على انبعاثات الكربون بنسبة تتراوح بين 26 و28 في المئة، بحلول سنة 2025 مقارنة بـ2005.
ورحبت الكثير من الدول -منها فرنسا- بقرار جو بايدن إعادة أكبر اقتصاد في العالم مجددا إلى مسار الجهود الدولية لمكافحة التغير المناخي.
ويرى بايدن في تغير المناخ تهديدا وجوديا للكوكب، وأن التحول عن الوقود الأحفوري يمكن أن ينطوي على فرصة اقتصادية إذا تحركت الولايات المتحدة سريعا لتحقيق الريادة في تكنولوجيا الطاقة النظيفة.
وسيتعين على بايدن الالتزام بالوعد المقطوع ببلوغ الولايات المتحدة مستوى الحياد الكربوني بحلول سنة 2050، على غرار التعهدات الصينية واليابانية والأوروبية الصادرة أخيرا في هذا المجال. وقدم بايدن خطّة بقيمة 1700 مليار دولار لبلوغ مستوى الحياد الكربوني بحلول 2050.
ورأى أندرو ستير، رئيس معهد “وورلد ريسورسز إنستيتيوت”، أن “الرئيس المنتخب بايدن قادر، من خلال عودته منذ اليوم الأول له إلى اتفاق باريس، على تحفيز الثقة بالتعاون الدولي”.
وترى مجموعة “كلايمت أكشن تراكر” أن انتصار بايدن قد يكون “نقطة حاسمة” للاقتراب “إلى أقصى حد” من هدف حصر الاحترار المناخي بدرجة مئوية ونصف درجة.
وقال الباحث الهولندي نيكلاس هوهنه، العضو في المجموعة، إن “خطة بايدن المناخية قد تتيح وحدها تقليص ارتفاع درجات الحرارة بحدود 0.1 درجة مئوية”. غير أن اعتماد الولايات المتحدة هدف الحياد الكربوني للعام 2050، يستلزم بطبيعة الحال إقران الأقوال بالأفعال.
وأبدى عالم المناخ مايكل مان -من جامعة “بنسلفانيا ستايت يونيفرسيتي”- تفاؤلا حذرا، حيث قال “لا يخطئنّ أحد منكم. الحقيقة المرّة هي أنه حتى في حال احترمت كل دولة التزاماتها بموجب اتفاق باريس (في ظل تأخر الكثيرين في هذا المجال حاليا بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي)، فإن ذلك لن يكفي حتى لبلوغنا نصف الطريق” من أجل حصر الاحترار المناخي بدرجتين مئويتين.
ولخص أوتمار إدنهوفر -الذي يرأس أيضا معهد بوستدام للبحوث بشأن تغير المناخ- الوضع قائلا إن “الأجيال المقبلة ستتذكر إدارة بايدن – هاريس على أنها تلك التي خيبت الآمال الكبيرة أو أنها كانت ناجعة حقا بالنسبة إلى الشعب الأميركي والعالم”.